جمانة وسفيان تواطآ مع المجرمين
مغتصبو خادمة الستين يهربون بالأموال والمجوهرات
ماجد المفضلي (مكة المكرمة)تصوير: صالح باهبري
عندما غادرت احدى الاسر المكية منزلها العامر بحي الستين يوم الاربعاء الماضي متوجهة إلى جدة لقضاء عطلة نهاية الاسبوع على الكورنيش للاستمتاع باجوائه الرائعة والانتعاش بزرقة المياه الفيروزية في مدها وجزرها المتناغم مع ايقاعات سيمفونية الأمواج الخلابة.. لم يخطر ببالهم أبداً بأن طاقم الحراسة الذي تركوه في منزلهم سيتولى بنفسه سرقة أموالهم ومجوهراتهم مستعيناً بآخرين يعملون في بيوت أخرى. رغم أن غيابهم عن المنزل لم يدم طويلاً حيث عادوا بعد ان أمضوا أيام الاربعاء والخميس والجمعة على الشاطئ ليكتشفوا لحظة وصولهم ان «حاميها كان حراميها بامتياز» بدءاً من باب المنزل المفتوح على مصراعيه وانتهاءً بما تعرض له المنزل من نهب مدروس ومخطط بعناية فائقة مروراً بالاعتداء الوحشي على الخادمة.
كان المشهد مقلقاً لأن الباب الخارجي الذي تركوه مغلقاً وجدوه مكسوراً دليلاً على تعرض المنزل للسطو.. فما ان توقفت السيارة التي تقل الأسرة ترجل رب الاسرة وطفق ينادي على السائق الاندونيسي (سفيان) الذي توجد غرفته بجوار مدخل المنزل لكنه لم يرد عندها ساورته الشكوك فيما جرى خلال غيبتهم القصيرة.. فهرع مع أفراد الاسرة إلى داخل المنزل حيث وجدوا احدى الخادمات وهي فلبينية الجنسية تدعى (تريزا) تسبح في دمائها عاجزة عن النطق رغم محاولات استنطاقها المتكررة لكن دهشتهم سرعان ما تبددت عندما اكتشفوا بعثرة أمتعتهم واختفاء الخادمة الاندونيسية (بايق جمانة).. عندما صوتاً خافتاً أطلقته «تريزا» تخبرهم بأنه لا يوجد أحد سواها في المنزل الذي قلبت محتوياته.. وأضافت بصوت أشبه ما يكون همساً بأن المنزل تعرض لسرقة عنيفة من قبل 4 مجهولين لاذوا بالفرار برفقة سائق العائلة سفيان والخادمة الاندونيسية (جمانة).
رفع البصمات
عندها طلب رب الأسرة من أفراد عائلته مغادرة المنزل دون مساس بمحتوياته ومن ثم أبلغ الشرطة التي انتقلت في الحال إلى الموقع حيث قامت فرقة الادلة الجنائية بمعاينة الموقع ورفع البصمات والعينات من مسرح الجريمة التي زاد من غموضها اختفاء الخادمة والسائق مع الهاربين في واقعة جديدة من نوعها حيث كانت حوادث السرقة في السابق تتم من قبل لصوص آخرين ولابقاء السر مكتوماً يحافظ العاملون في المنزل على عملهم لاستبعاد أي شبهة قد تدور حولهم رغم أن بعضهم يسهلون دخول اللصوص ويتقاسمون معهم الغلة. أما هروب الخادمة والسائق الذي جاء متزامناً مع عملية السرقة حسب ما ذكرته الخادمة الثانية (تريزا) فقد أعطى المسألة بعداً آخر.وعقب انتهاء الاجراءات الأمنية في الموقع تم نقل الخادمة إلى مستشفى الولادة والأطفال للعلاج ورفع تقرير مفصل عن حالتها الصحية.. وتم اجراء الكشف الطبي عليها وبعد تلقيها للعلاج والاطمئنان على وضعها الصحي قام قسم التحقيقات بشرطة المنصور باستجوابها.وحسب إفادات الخادمة فإنه في تمام الرابعة صباحاً ايقظها رجل ملثم وعندما فركت عينيها كأنها لا تصدق ما تراه تبين أن هناك ثلاثة ملثمين آخرين يقفون عند مخدعها.. انتابها الذعر وعبثاً حاولت الاستنجاد بزميلتها الاندونيسية التي تنام إلى جوارها داخل الغرفة نفسها لكنها فوجئت بأن سريرها كان خالياً ولا أثر لها في الغرفة وحينما حاولت الهرب من مشهد الملثمين المرعب انقض عليها اللصوص وقيدوها وجردوها من ملابسها وتناوبوا على فعل الفاحشة بها.
وأضافت ان أحد مغتصبيها رفع اللثام فتبين لها بأنه اندونيسي الجنسية وبعد فراغ الثلاثة من الاعتداء عليها تقدم نحوها ملثم رابع تعتقد أنه سائق العائلة قام الآخر باغتصابها ثم شرعوا جميعاً حسبما تقول في سرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه من المنزل.وتضيف الخادمة الفلبينية.. ولدى محاولتي مراقبة ما يفعله اللصوص داخل المنزل انتبه أحدهم لحركتي ومن ثم قام بجري إلى الدور الاسفل وبعد ان قيدني جيداً كمم فمي منعاً لصراخي وفضحهم ومن ثم اغتصبني مرة أخرى.ومضت قائلة رأيتهم يحملون أكياساً يخفون فيها مسروقاتهم وذلك عندما نقلوني إلى الدور السفلي وقيدوني قرب المدخل كما رأيت الاطقم الذهبية وعددها 4 أطقم وكذا مبالغ مالية وعندما غادروا المنزل عند الفجر هرولت للاستنجاد بالسائق سفيان بعد ان تخلصت من قيودي لكن لم أجده في غرفته.. وأبدت (تريزا) دهشتها لاختفاء ملابس السائق والخادمة الاندونيسيين مرجحة تورطهما في عملية السرقة التي شهدها المنزل لأول مرة .
الهاربان متورطان
تبين من خلال معاينة الاجهزة الأمنية لباب المنزل الذي دخل عبره اللصوص ان الكالون (القفل الحديدي) تم فكه من الداخل وتم العثور على المفك الذي استخدم في ذلك في احدى الزوايا داخل المنزل مما يشير إلى ان الخادمة الهاربة أو السائق اللذين لاذا بالفرار متورطان في هذه العملية الاجرامية.وذكر (رب الأسرة) التي تعرض منزلهم للسرقة ان الخادمة جمانة الهاربة التي تبين أنها متورطة في السرقة لم تكن تملك وسيلة اتصال اثناء تواجدها في المنزل حيث لم يمض على قدومها للعمل سوى 10 أيام واضاف ان السائق الهارب مضى على قدومه للعمل لديهم 20 يوماً وانه كان دائماً يتحجج برغبته في ان يتحدث الى الخادمة الاندونيسية لتعلمه اللغة العربية مشيراً إلى انه استقدمهما عن طريق مكتب للاستقدام بمكة. وأضاف انه ابلغ ادارة الجوازات بهروبهما.
من جانبه أكد الناطق الاعلامي بشرطة العاصمة المقدسة بأنه تم تكثيف الاجراءات البحثية للقبض على المتورطين في هذه الجريمة مشيراً الى انه صدر تعميم باوصاف الهاربين على كافة اقسام الشرطة ونقاط التفتيش والادارات الأمنية المختصة.وأضاف انه تم رفع البصمات والتحقيق مع الخادمة التي تعرضت للاغتصاب وتسجيل أوصاف المعتدين عليها.من جهته قال النقيب منصور شهد قائد دوريات الجوازات بالعاصمة المقدسة انه تم التعميم عن الهاربين في نقاط التفتيش ولدى ادارات الجوازات المختلفة محذراً المواطنين من ترك العمالة الوافدة بمفردها بالمنزل عند مغادرة الاسرة له.