ردا على ناصح
أَخِلاّءُ صَدْري بَيْتُ الوِدادِ********وفي حِصْنِهِ رُكْنُ العِمادِ
قِوىً حَلَّقَتْ جَوّاً بِاشْتِياقٍ*********كَطَيْفِ النّسيم فوق الرَّمادِ
لِعَيْنٍ حَكَتْ عن حالٍ رَهيبٍ*********بَكى قَلْبُها آناءَ السُّهادِ
وَقَدْ عَدَّدَتْ قَدْراً في الأَعالي*******تَواصَتْ به ألفاظُ العُقودِ
لِكُلِّ امْرِئٍ مِعْراضٌ دَقِيقٌ********يَفُكُّ التُّقى عَنْ حَبْلِ الفَسادِ
فلا تَهْجُرُ التَّقْوى قَلْبَ بَرٍّ *********ولا يَشْتَريها سُوقُ الكَسادِ
أَقولُ لِمَنْ ناداني "تَواضَعْ" ****صَدَقْتَ وَإِنْ خِبْتَ في التَّنادي
تُشيدُ البُرْجَ مِنْ ذَرّ هَشيمٍ******وَتَرْمي الجَواري مِنْ رِيحِ عادِ
تُغَطّي أُصولاً فيكَ انْطِباعٌ******وَهَلْ يَسْتَوي شَيْبٌ بِالسَّوادِ
وَما يَنْجَلي الرُّشْدُ مِنْ نَصوحٍ********وَبُنْيانُهُ هَشٌّ فَوْقَ وَادِ
تَمَنّى الفيافي حِصْناً مَنيعاً******فَضَحَّى به ضِرْغامُ الأُسودِ
وَرَبّى الأَفاعي كَلْباً حَريصاً*******فَهَمَّتْ به مِنْ دونِ العِبادِ
وَمَنْ عَجَّلَ السّاعي في التَّلاقي****حَتّى ضاقَ ذَرْعاً بَيْنَ الْقُيودِ؟
وَإِنَّ الَّذي يَقْفو مَنْ تَلاهُ*********بَعيدُ الْمِشَى عَنْ جِسْرِ الرَّشادِ
فَكُنْ وَرْدَةَ الْمَرْعى كَالدِّهانِ******فَسَمْحُ الْمُحَيّا صِنْوُ الْوُرودِ
فَما أَكْثَرَ اللَّغْوَ حين ترْوي************وَلَكِنَّ الْجِدَّ جَدُّ الْحَفيدِ