رياض الأطفال الخاصة والزيادات المهولة في واجبات التمدرس
إن الحديث عن رياض الأطفال حديث ذو شجون ويتطلب أكثر من وقفة نظرا لمشاكله المتعددة• إننا لاننكر ولانتجاهل أن العناية بطفولتنا ضرورة ملحة ولأجل هذه الغاية تتواجد بمختلف أنحاء ولاية الدار البيضاء الكبرى رياض حرة لاتخضع إلى المراقبة التربوية والإدارية الضرورية وتنحصر الاستفادة منها لفئة من أطفال الطبقات الميسورة دون غيرها إذ أصبحت تكلفتها باهضة وتعرف ارتفاعا موسما بعد آخر• إن طفولتنا مهما كانت أحوالها الاجتماعية والاقتصادية فلا يمكن سلبها حقها الثقافي والرياضي والترفيهي حتى نتجنب خلق الحساسيات فيها بين الأطفال• فكيف يعقل أن تستفيد فئة من رياض الأطفال دون غيرها؟ ورغم المجهودات التي قامت بها بعض المقاطعات الجماعية بإنشاء رياض عمومية بأثمنة رمزية إلا أن هذه الرياض تغيب فيها أبسط وسائل الترفيه وتفتقر للتجهيز الضروري لتنمية مدارك الطفولة الخيالية وتبقى مجرد دور تأوي أطفالا هربوا من نار غلاء الرياض الحرة• لقد دخل المغرب عهد المؤسسات والقوانين إلا أن بعض العقليات مازالت متمسكة بالعهد البائد وكأنها في عالم يخصها وحدها دون رقيب ولاحسيب، حيث تعم الانتهازية عند أصحابها الذين ما فتئوا يستغلون انشغال الآباء والأمهات بأطفالهم وخصوصا الموظفون منهم، وفرض زيادات خيالية كل موسم دراسي حتى أصبحت هاته الرياض تقتصر على ذوي المداخيل الكثيرة دون غيرها• وأمام هذا التسيب فإننا نطالب المسؤولين على القطاع بالتدخل الفوري والعاجل للحد من هذه الانتهازية والفوضى•