نصائح و وصايا العلماء لطلبة العلم - الصفحة 5 - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفــتــر المواعظ والرقائق تعالو بنا نؤمن ساعة ، دعوة إلى وعظ النفوس و ترقيق القلوب بكلام طيب يقربها من خالقها ..

أدوات الموضوع

طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 225
افتراضي
قديم 30-01-2015, 22:19 المشاركة 21   


متى يبتدأ طالب العلم في التأليف؟
قال بن جماعة/ تَذْكِرَةُ السَّامِعِ والمُتَكَلِّم في أَدَب العَالِم والمُتَعَلِّم
الاشتغال بالتصنيف والجمع والتأليف، لكن مع تمام الفضيلة، وكمال الأهلية، فإنه يطلع على حقائق الفنون ودقائق العلوم للاحتياج إلى كثرة التفتيش والمطالعة والتنقيب والمراجعة وهو كما قال الخطيب البغدادي: يثبت الحفظ ويذكي القلب ويشحذ الطبع ويجيد البيان ويكسب جميل الذكر وجزيل الأجر ويخلده إلى آخر الدهر.
والأولى أن يعتني بما يعم نفعه وتكثر الحاجة إليه وليكن اعتناؤه بما لم يُسْبَق إلى تصنيفه متحريًا إيضاح العبارة في تأليفه معرضًا عن التطويل الممل والإيجاز المخل مع إعطاء كل مُصَنَّفٍ ما يليق به.

و لا يُخرج تصنيفه من يده قبل تهذيبه وتكرير النظر فيه و ترتيبه
و من الناس من ينكر التصنيف و التأليف في هذا الزمان على من ظهرت أهليته و عرفت معرفته ، و لا وجه لهذا الإنكار ؛ إلا التنافس بين أهل الأعصار ؛ وإلا فمن إذا تصرّف في مداده وورقه بكتابة ما شاء من أشعار وحكايات مباحة أو غير ذلك لا ينكر عليه ؛ فلمَ إذا تصرف فيه بتسويد ما ينتفع به من علوم الشريعة ينكر ويستهجن ؟ !
أما من لم يتأهل لذلك ؛ فالإنكار عليه نتيجة لما يتضمنه من الجهل وتقرير من يقف على ذلك التصنيف به ، ولكونه يضيع زمانه فيما لم يتقنه ، ويدع الاتقان الذي هو أحرى به منه . .

اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 225
افتراضي
قديم 14-05-2015, 20:57 المشاركة 22   

هَذِهِ وَصِيَّة الإِمَام أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ لابْنَيْهِ نسْأَل الله أَن ينفعنا وَأَبْنَاءَنَا بهَا (أقتصرت على الوصية في طلب العلم )

....واعلما أنكما إِنَّمَا تصلان إِلَى أَدَاء الْفَرَائِض والإتيان بِمَا يلزمكما مِنْهَا مَعَ توفيق الله لَكمَا بِالْعلمِ الَّذِي هُوَ أصل الْخَيْر وَبِه يتَوَصَّل إِلَى الْبر فعليكما بِطَلَبِهِ فَإِنَّهُ غنى لطالبه وَعز لحامله
وَ هُوَ مَعَ هَذَا السَّبَب الْأَعْظَم إِلَى الْآخِرَة بِهِ تجتنب الشُّبُهَات وَتَصِح القربات
فكم من عَامل يبعده عمله من ربه وَيكْتب مَا يتَقرَّب بِهِ من أكبر ذَنبه
قَالَ الله تَعَالَى قل هَل ننبئكم بالأخسرين أعملا الَّذين ضل سَعْيهمْ فِي الحيوة الدُّنْيَا وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا )الْكَهْف 103 -104
وَ قَالَ تَعَالَى قل هَل يَسْتَوِي الَّذين يعلمُونَ وَالَّذين لَا يعلمُونَ إِنَّمَا يتَذَكَّر أولُوا الألبب )الزمر 9
وَ قَالَ تعال إِنَّمَا يخْشَى الله من عباده العلمؤا )فاطر 28
وَ قَالَ تَعَالَى يرفع الله الَّذين ءامنوا مِنْكُم وَالَّذين أُوتُوا الْعلم درجات )المجادلة 11
فَضَائِل الْعلم

وَ الْعلم سَبِيل لَا يُفْضِي بِصَاحِبِهِ إِلَّا إِلَى السَّعَادَة وَلَا يقصر بِهِ عَن دَرَجَة الرّفْعَة والكرامة
قَلِيله ينفع وَ كَثِيره يعلي وَيرْفَع
كنز يزكو على كل حَال وَيكثر مَعَ الْإِنْفَاق وَ لَا يغصبه غَاصِب وَ لَا يخَاف عَلَيْهِ سَارِق وَ لَا محَارب
فاجتهدا فِي طلبه واستعذبا التَّعَب فِي حفظه و السهر فِي درسه وَ النّصب الطَّوِيل فِي جمعه و واظبا على تَقْيِيده وَ رِوَايَته ثمَّ انتقلا إِلَى فهمه ودرايته
رفْعَة أهل الْعلم

و انظرا أَي حَالَة من أَحْوَال طَبَقَات النَّاس تختاران و منزلة أَي صنف مِنْهُم تؤثران هَل تريان أحدا أرفع حَالا من الْعلمَاء وَ أفضل منزلَة من الْفُقَهَاء يحْتَاج إِلَيْهِم الرئيس و المرؤوس ويقتدي بهم الوضيع و النفيس
يرجع إِلَى أَقْوَالهم فِي أُمُور الدُّنْيَا و أحكامها وَصِحَّة عقودها وبيوعاتها وَغير ذَلِك من تصرفاتها
و إليهم يلجأ فِي أُمُور الدّين وَ مَا يلْزم من صَلَاة وَزَكَاة وَصِيَام وحلال وَحرَام ثمَّ مَعَ ذَلِك السَّلامَة من التَّبعَات والحظوة عِنْد جَمِيع الطَّبَقَات
وَ الْعلم ولَايَة لَا يعْزل عَنْهَا صَاحبهَا وَلَا يعرى من جمَالهَا لَابسهَا وكل ذِي ولَايَة وَإِن جلت وَحُرْمَة وَإِن عظمت إِذا خرج عَن ولَايَته أَو زَالَ عَن بلدته أصبح من جاهه عَارِيا وَمن حَاله عاطلا غير صَاحب الْعلم فَإِن جاهه يَصْحَبهُ حَيْثُ سَار و يتقدمه إِلَى جَمِيع الْآفَاق و الأقطار وَ يبقى بعده فِي سَائِر الْأَعْصَار

أفضل الْعُلُوم علم الشَّرِيعَة

وَأفضل الْعُلُوم علم الشَّرِيعَة وَأفضل ذَلِك لمن وفْق أَن يجود قِرَاءَة الْقُرْآن و يحفظ حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيعرف صَحِيحه من سقيمه ثمَّ يقْرَأ أصُول الْفِقْه فيتفقه فِي الْكتاب وَالسّنة ثمَّ يقْرَأ كَلَام الْفُقَهَاء وَمَا نقل من الْمسَائِل عَن الْعلمَاء ويدرب فِي طرق النّظر وَتَصْحِيح الْأَدِلَّة والحجج فَهَذِهِ الْغَايَة القصوى والدرجة الْعليا

التفقه فِي الدّين

وَ من قصر عَن ذَلِك فليقرأ بعد تحفظ الْقُرْآن وَرِوَايَة الحَدِيث الْمسَائِل على مَذْهَب مَالك رَحمَه الله فَهِيَ إِذا انْفَرَدت أَنْفَع من سَائِر مَا يقْرَأ مُفردا فِي بَاب التفقه وَإِنَّمَا خصصنا مَذْهَب مَالك رَحمَه الله لِأَنَّهُ إِمَام فِي الحَدِيث وَإِمَام فِي الرَّأْي وَلَيْسَ لأحد من الْعلمَاء مِمَّن انبسط مذْهبه وَكَثُرت فِي الْمسَائِل أجوبته دَرَجَة الْإِمَامَة فِي الْمَعْنيين وَإِنَّمَا يُشَارِكهُ فِي كَثْرَة الْمسَائِل وفروعها وَالْكَلَام على مَعَانِيهَا وأصولها أَبُو حنيفَة وَالشَّافِعِيّ وَلَيْسَ لأَحَدهمَا إِمَامَة فِي الحَدِيث وَلَا دَرَجَة متوسطة
( هذا ليس على إطلاقه بل يأخذ العلم من الكتاب و السنة و إخراج الإمام أحمد من الفقهاء ظلم له و جعل الإمام مالك منزلة لا يصلها أحد قبله و لا بعده من الغلو)-تعليق من صاحب الموضوع-

النَّهْي عَن قِرَاءَة كتب الْمنطق والفلسفة

و إياكما وَقِرَاءَة شَيْء من الْمنطق وَكَلَام الفلاسفة فَإِن ذَلِك مَبْنِيّ على الْكفْر والإلحاد والبعد عَن الشَّرِيعَة والإبعاد
قِرَاءَة كتب الْمنطق تكون بعد التَّمَكُّن فِي الدّين

وأحذركما من قرَاءَتهَا مَا لم تقرآ من كَلَام الْعلمَاء مَا تقويان بِهِ على فهم فَسَاده وَضعف شبهه وَقلة تَحْقِيقه مَخَافَة أَن يسْبق إِلَى قلب أَحَدكُمَا مَا لَا يكون عِنْده من الْعلم مَا يقوى بِهِ على رده وَلذَلِك أنكر جمَاعَة الْعلمَاء الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين قِرَاءَة كَلَامهم لمن لم يكن من أهل الْمنزلَة والمعرفة بِهِ خوفًا عَلَيْهِم مِمَّا خوفتكما مِنْهُ
وَلَو كنت أعلم أنكما تبلغان منزلَة الميز والمعرفة وَالْقُوَّة على النّظر والمقدرة لحضضتكما على قِرَاءَته وأمرتكما بمطالعته لتحققا ضعفه وَضعف المعتقد لَهُ و ركاكة المغتر بِهِ وَأَنه من أقبح المخاريق و التمويهات و وجوه الْحِيَل والخزعبلات الَّتِي يغتر بهَا من لَا يعرفهَا ويستعظمها من لَا يميزها وَلذَلِك إِذا حقق من يعلم عِنْد أحد مِنْهُم وجده عَارِيا من الْعلم بَعيدا عَنهُ يَدعِي أَنه يكتم علمه وَإِنَّمَا يكتم جَهله وَهُوَ ينم عَلَيْهِ ويروم أَن يَسْتَعِين بِهِ وَ هُوَ يعين عَلَيْهِ

وَقد رَأَيْت بِبَغْدَاد وَغَيرهَا من يَدعِي مِنْهُم هَذَا الشَّأْن مستحقرا مستهجنا مستضعفا لَا يناظره إِلَّا المبتدىء وَكَفاك بِعلم صَاحبه فِي الدُّنْيَا مرموق مهجور وَفِي الْآخِرَة مدحور مبثور وَأما من يتعاطى ذَلِك من أهل بلدنا فَلَيْسَ عِنْده مِنْهُ إِلَّا اسْمه وَلَا وصل إِلَيْهِ إِلَّا ذكره
------------------------
أَوْلَاد أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ

أَبُو الْحسن مُحَمَّد
أَبُو الْقَاسِم أَحْمد

مَاتَ أحد الْوَلَدَيْنِ وَبَقِي الآخر واسْمه أَبُو الْقَاسِم أَحْمد فَنَشَأَ نشأة صَالِحَة وَأخذ الْعلم عَن أَبِيه وروى عَنهُ كثيرا وَخَلفه فِي حلقته ونفعت الْوَصِيَّة والنصيحة فغدا الْوَلَد زاهدا عَلامَة كَبِيرا دينا ورعا يحفظ الْخلاف والمناظرة لَهُ النّظم وَالْأَدب وَكَانَ فَاضلا نبيها جَلِيلًا من أفهم النَّاس وأعلمهم وَله تواليف حسان تدل على حذقه ونبله وَمِنْهَا الْبُرْهَان على أَن أول الْوَاجِبَات الْإِيمَان معيار النّظر سر النّظر العقيدة فِي الْمذَاهب السديدة
وَتُوفِّي رَحمَه الله بجدة بعد الْحَج سنة أَرْبَعمِائَة وَثَلَاث وَتِسْعين


اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

abdoutazi
:: مراقب سابق ::


تاريخ التسجيل: 13 - 7 - 2007
السكن: دفاتر نيت
المشاركات: 3,616

abdoutazi غير متواجد حالياً

نشاط [ abdoutazi ]
معدل تقييم المستوى: 601
افتراضي
قديم 15-05-2015, 20:15 المشاركة 23   

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ


طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 225
افتراضي
قديم 15-05-2015, 21:58 المشاركة 24   

جزاك الله خيرا و كتب لك الأجر و هذه هدية لك
----------------------------------


نصيحة لطلاب العلم ليزيدوا تحصيلهم العلمي/ مشهور حسن سلمان

السؤال: استشكل علي العلم؛ فتارة أقرأ فقهاً وتارة عقيدة، وتارة أحفظ، فإنني مشتت الفكر فلم أستطع أن أحفظ كما كنت سابقاً، فأرجو من فضيلتكم النصح مع إرشادي لبعض كتب كي أعتكف عليها، ليس فقط لفهمها، ولكن لحفظها، وجزاكم الله خيراً؟
---------------------------------
الإجابة: أما الاستشكال فهذا لا يقع إلا من حريص على الوقت، وأن يقع الإنسان في الاستشكال فهذا علامة من علامات بدايات الفهم، وكثير من الطلبة يبدأ متحمساً وبعد أن يقرأ مجموعة من الكتب يبدأ يستشكل المسائل، وهذا الاستشكال ينبغي أن يدفعه إلى الإمام، وما ينبغي أن يصيبه إحباط بسببه ذلك.

.. إن أول علامات الفهم استشكال المسائل، ورحم الله الشافعي، فإنه كان يقول: كلما تعلمت مسألة ازداد علمي بمقدار جهلي، فأكثر الناس علماً هم أكثرهم هضماً لأنفسهم، ولذا قالوا: "العلم ثلاثة أشبار: من دخل الشبر الأول منه تكبر، ومن دخل الشبر الثاني منه تواضع، ومن دخل الشبر الثالث منه علم أنه لا يعلم شيئاً"، فمآل العلم أن يعلم الإنسان أنه يعلم شيئاً فينظر إلى نفسه ويعرف حقيقة نفسه الأمارة بالسوء.

وطالب العلم ينبغي أن يحرص على وقته، وكان عمر يقول: "تفقهوا قبل أن تسودوا"، أي احرصوا على الفقه قبل أن تصبحوا أصحاب سيادة، وكان سفيان يقول: "طالب العلم إن تزوج ركب البحر، فإن جاءه الولد انكسر به المركب"، فإن كان طالب العلم شاباً صحيحاً ليس ذا عيال ولا مسؤولية ولا مهنة، وإنما هو في طور الطلب، فهذا بإمكانه أن يبني نفسه بنفسه، وأن يتقدم، وينبغي أن يكون التقدم سريعاً وتكون القراءة والتحصيل كثيراً، وهذا يحتاج إلى همة.

وقد ألف الإمام الصنعاني رسالة بديعة سماها: (إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد) قرر فيها أن الاجتهاد في عصره أيسر بآلاف المرات من الاجتهاد في العصور الأول، لأن العصور الأول كان الإنسان لا يستطيع أن يتحصل على الكتب، ولا أن يضبطها وكانت الكتابة قليلة، والآن الكتب كثيرة، والفهارس موجودة، لكن العلة اليوم في الهمة، وما أيسر الطلب وما أكثر العلم، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة ظهور القلم"، ومع استخدام القلم فإن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويلقى الجهل.

ويا ليت كثيراً من الناس لا يحسنون القراءة والكتابة، حتى يعرفون الحرص على حلق العلم، فكثير من الناس لا يجلسون في حلق العلم بسبب أنهم يعرفون القراءة والكتابة، فيقول أنا أقرأ، لكنه لا يجلس ولا يقرأ ولا يتعلم ويبقى جاهلاً ويستخدم القلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ونصيحتي لطالب العلم أن يكون كالشجرة التي ينبغي إن نبتت أن تكون وارفة الظلال شديدة قوية، يجلس حولها ويتفيأ في ظلها عدد كبير، وألا يكون كالبقلة فينشغل بمسائل طنانة ومسائل موسمية، من غير ملكة ولا يكون فقيه نفس، ولا يتأصل ولا ينشغل بمسائل الباعث لانشغال بها غالباً الرئاسة والتقدم وأن يكون له وجود في المجالس، فالنبتة التي تزرع بسرعة كالبقل وغيره تنبت خلال أيام، لكن لا يتفيأ أحد في ظلها.

واليوم الناس بحاجة إلى من يغرس نفسه في باطن التربة، وأن يطول عليه الأمد والزمن، بحيث إن خرج يكون شجرة وارفة الظلال، يتفيأ الناس في ظلها، من حرارة الشبهات والشهوات الموجودة في المجتمعات بحيث يقع النفع والبركة بهذا الطالب.

وطالب العلم يستخدم المثل الذي يذكر على وجه الذم، لكن هو يحوره ويستخدمه على وجه المدح، وهو: "فرق تسد" فهذا مثل سيء يقصد فرق بين الأمم تسد، لكن طالب العلم يستخدمه استخداماً شرعياً صحيحاً، فيقول: أفرق المسائل وأفرق العلوم حتى أسود، فينشغل بالمهم فالأهم، وينشغل بداية في بعض العلوم حتى ترسخ قدمه فيها، ثم ينتقل إلى علوم أخر.

ويصعب على طالب العلم أن ينشغل على وجه الحذق والإتقان ومعرفة العلوم على التفصيل في جميع أنواع العلوم فلا بد أن يفرق بين هذه العلوم فيبدأ مثلاً بالتوحيد والتفسير، ثم بعدها مثلاً يبدأ باللغة والأصول، وبعدها بالفقه وعلم المصطلح، وهكذا، يفرق بين العلوم حتى ترسخ قدمه فيها.

وينبغي لطالب العلم على أن يتقن العلوم على المتون المعتبرة عند أهل العلم، فتضبط أي علم على متن معتبر عند العلماء.

أما بالنسبة للحفظ فالذي أنصح به أنه أولى ما يتوجه إليه الحفظ كتاب الله، ثم أحاديث الأحكام مثل عمدة الأحكام أو بلوغ المرام، فإن يسر الله لهذا الطالب أن يبقى مستمراً في الطلب حتى يجلس ليدرس ويقع الانتفاع به، فإنه سيسأل عن الأحكام الشرعية وجل الأحكام الشرعية مركبة على أحاديث الأحكام، فهو بحاجة إلى أن يحفظها ويستحضرها، وحفظ النصوص التي فيها العصمة مقدم على حفظ كلام البشر.

وطلبة العلم متفاوتون في الحفظ ووجدت بالتجربة ومن خلال المقابلة مع مجموعة من الأعلام والعلماء في هذا الزمان أن من رزقه الله حفظاً فتحقيقه قليل، ومن رزقه الله تحقيقاً فحفظه قليل، وقل من يجمع بين الأمرين، وهذا دلالة على نقصان الإنسان، وعلى أن التفرد إنما يكون لله عز وجل في الكمال.

ولا بد لطالب العلم أن يكون في محفوظه شيء من نصوص الوحي، وأيضاً مما يستملح من الآثار ومن أقوال السلف، ومن الأشعار ومن الحكم والأمثال والقصص فهذه أمور حسنة، وهي بمثابة الملح، لكن لا ينشغل بها، فطالب العلم ما ينبغي أن يكون قصاصاً، لكن لا بد أن تكون له مشاركة في أن يمس مشاعر الناس وأن يحفظ شيئاً مما يحتاجه الناس في الوعظ وغيره، هذه نصيحتي للسائل والله الموفق.

المصدر

اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

abdoutazi
:: مراقب سابق ::


تاريخ التسجيل: 13 - 7 - 2007
السكن: دفاتر نيت
المشاركات: 3,616

abdoutazi غير متواجد حالياً

نشاط [ abdoutazi ]
معدل تقييم المستوى: 601
افتراضي
قديم 15-05-2015, 22:42 المشاركة 25   

شكرا على الهدية

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لطلبة, العلم, العلماء, وصايا, نصائح

« سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب | قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وصايا طفل لأمه أم حمزة دفاتر التربية الصحيحة 2 24-06-2009 07:43
من وصايا الأم أشرف كانسي السعادة الزوجيـة 6 18-02-2009 18:43
موقع جامع لمواقع العلماء وطلبة العلم: الاستاذ المتدرب مواقع تربوية 1 14-12-2008 16:54
وصايا لكل أب... نجيب محفوظ دفاتر المواضيع الإسلامية 1 04-12-2008 21:01
نصائح نصائح نصائح تهمك أم علاء دفاتر الصحة والتغذية 11 05-11-2008 23:00


الساعة الآن 09:14


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة