منظومة التعليم بالمغرب

[عصام المكناسي]

عندما دخل ساركوزي في الأسبوع الماضي إلى إحدى قاعات التدريس، علق على التعليم الفرنسي بأنه يعرف مشاكل حقيقية وجب معها خطو خطوة إلى الخلف من أجل خطوات إلى الأمام، واعتبر أن الأمر خطير يستدعي وقفة جريئة لإنقاد منظومة التعليم الفرنسية، ل"تؤدي دورها في بناء الهوية الفرنسية لدى الشباب".
أما في المغرب لم تمحى بعد صدمة الغيورين على هذا البلد من ملخصات تقرير التنمية البشرية التي تضع المغرب في مرتبة متخلفة جدا من سلم التنمية البشرية حتى جاء تقرير البنك العالمي حول وضع التعليم بالعالم العربي ليضع المغرب في مرتبة متقدمة جدا من سلم التخلف، وعوض أن تشكل الحكومة والبرلمان لجنا لمدارسة وضعية المنظومة التعليمية، وأخذ تنبيه البنك الدولي بجدية، بدأ المسؤولون عن وضع الإصلاح البيداغوجي والمشرفون على تطبيق بنود "الميثاق الوطني للتربية والتعليم" يتهربون من إبداء أي تعليق على الموضوع، كما فعل أمزيان بلفقيه.
فكانت المصطلحات والشعارات التي صاحبت التعبئة ل"الإصلاح" جعجعة لا طحين من ورائها، وها قد مرت سنوات طوال على انطلاق ما سموه بالإصلاح ولم تتحقق الوعود المتدفقة من أفواه الساسة وأصحاب القرار، فما مكننا تلامذتنا من ولوج المؤسسات التعليمية، ولا حققنا تعميم التعليم، ولا مكننا فتياتنا من الاستقرار على مقعد من مقاعد الدراسة، ولا تجلت لنا كفاءة الأطر والبرامج والمناهج والمؤلفات، ولا استطعنا بشعاراتنا عن الكفايات والمواطنة والسلوك المدني أن نحقق طفرة تمكننا من منافسة قطاع غزة الذي يكتوي بنار ونير الاحتلال.
كيف يرينا هؤلاء وجوههم ولم يصلوا حتى إلى مرتبة شعب محاصر لأزيد من نصف قرن؟.
وعود كاذبة:
" البرامج المتوقع إنجازها في السنة الجامعية 2006-2007
• تعزيز الطاقة الاستيعابية من خلال: (توسيع الحي الجامعي ظهر المهرازII بفاس، بناء حي جامعي بمدينة الرباط، إبرام اتفاقيات شراكة مع مؤسسة محمد الخامس من أجل تدبير مجموعة من دور الطالبات)؛
• الرفع من عدد الطلبة الجدد الممنوحين بنسبة 11%، ليصل إلى 42049، مما يشكل تغطية 93% من الطلبات المودعة وهو رقم قياسي لأول مرة تشهده بلادنا؛
• استفادة 50%من الطلبة المسجلين في سلك الماستر من المنح؛
• متابعة المشاورات مع وزارة المالية والخوصصة من أجل إخراج مشروع التغطية الصحية الإجبارية إلى حيز الوجود
• إعادة هيكلة الفيدرالية المغربية للرياضة الجامعية واحتضان المغرب لاجتماع الجامعات العربية للرياضة الجامعية."
هذه من بين الوعود الكاذبة التي ملأت بطون الملفات الحكومية وهي ما لم يتحقق منه أي شيء بعد مرور المرحلة الحكومية السابقة، وخرجت حكومة جطو لتترك مزيدا من الوعود اللامتحققة، لتأتي بعدها حكومة عباس الفاسي بتصريح حكومي يئد التعليم، ويتعرض له بأسلوب إنشائي يتهرب من أي التزامات.
الإنتكاسة بلا حجاب:
لماذا تم التعتيم على تقرير البنك الدولي في المغرب؟ ولماذا لم تصدر الحكومة المغربية أي موقف يتبنى أو يرفض مضامينه كما فعلت بعض الدول العربية كمصر؟ ولماذا يستمر تطبيق "الإصلاح البيداغوجي" رغم الإجماع على إفلاسه؟.
لقد سعت الحكومة المغربية إلى وأد الإنتكاسة، وإشغال المغاربة بقضايا جانبية، يتم اختلاقها للتعتيم على القضايا الجوهرية، لتتوالى بذلك التقارير الدولية التي تضعنا في الصدارة في ميادين كالرشوة وحوادث السير وغيرها، وأخرى تجعلنا في أواخر الترتيب في المجالات الحيوية، التي يشكل التعليم القلب النابض فيها.
جزء من الحل المنشود أن تعترف الحكومة المغربية ب"صراحة" بإفلاس السياسة التعليمية في المغرب "هذا إن وجدت سياسة تعليمية"، وتدعو إلى مناظرة وطنية،"كما تدعو نوال المتوكل إلى مناظرة وطنية بعد انتكاسة كأس إفريقيا"، يحضر فيها متخصصون، وجامعيون غيورون على هوية هذا الوطن ومستقبله، وتكون مكانا للمطارحة بوجهات نظر مختلفة، ينتج عنها تقييم واضع واستراتيجيات جدية، ولجن للفحص، وأخرى لإيجاد مخرج للأزمة التي تعيشها المنظومة التعليمية.
يبدو أن حظ المغرب أن يبقى بلد الفرص الضائعة، وأن يمتلئ مساره بالإنتكاسات، فلا يغفو شعبه من صدمة حتى يتلقى صفعة جديدة تنسيه الصفعات السابقة، وحظه أن يبقى رهين عقال مؤسسات لا تصدر له غير الشعارات المصبرة، ولا تتقن غير سياسة واحدة هي سياسة الضحك على الذقون.

[abhato]

اخي شكرا على غيرتك على هدا البلد فنحن فئران تجارب كلما جرب فينا منهج تربوي قد اعلن افلاسه في موطنه الاصلي نترقب فيه الخلاص لكنه سرعان ما تنطفئ الحملة التي اتت به ويتضح تهافته ونحن على هده الحال نامل ان تصلح منضومتنا التربوية نسترد قوتنا