هل أخطأ مجلس عزيمان في رأيه حول نظام "البكالوريوس"؟
دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربويةهنا نرتب أهم وآخر مقالات الرأي والتقارير الصحفية الواردة بالصحافة الوطنية والمتعلقة بموضوع التربية والتعليم
هل أخطأ مجلس عزيمان في رأيه حول نظام "البكالوريوس"؟
هل أخطأ مجلس عزيمان في رأيه حول نظام "البكالوريوس"؟
الخميس 30 دجنبر 2021
خلافا لما تروجه بعض وسائل الإعلام المحلية، بكون المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي انتقد نظام ""البكالوريوس" (Bachelor)، معتبرا أنه يفتقد إلى تصور يكشف الرؤية والغاية من إقرار النظام الجديد في الجامعات، أكد حسن عديلي الإطار التربوي والعضو السابق للجنة التعليم والاتصال بمجلس النواب، أن المجلس لم ينتقد نظام "البكالوريوس" بقدر ما أكد على ضرورة توفير الشروط اللازمة لانجاح تنزيله.
وكانت الحكومة قد طلبت رأيا استشاريا من المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول نظام "البكالوريوس"، وهو ما اعتبره عديلي رأيا غير ملزم لأنه استشاري ولا يلزم الحكومة ولكنه رأي مهم بحسبه.
وأوضح في تصريح لـpjd.ma، أنه بحسب رأي المجلس شروط تنزيل هذا الإصلاح الضروري والعميق غير متوفرة، مشيرا إلى أن المجلس أبدى تحفظه بخصوص المعارف، حيث قال إن النظام بالشكل المقترح حاليا لا يعطي الاهتمام للجانب المعرفي الذي يجب أن يتسلح به الطالب في أي تخصص كان مقابل إدراج بعض المهارات في السنة الأولى والتي ستكون على حساب الجانب المعرفي.
وشدد في هذا الصدد، أنه لا بد من تعزيز الجوانب المعرفية التخصصية عند الطلبة وتوفير الشروط الموضوعية الضرورية لإرساء هذا النظام، مردفا "حتى لا نرجع لدوامة اصلاح الإصلاح"، مشيرا الى أن الحوار بخصوص هذا النظام بدأ في سنة 2018، ونظمت بشأنه مشاورات واسعة.
نفس التوجه عبر عنه خالد الصمدي كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، الذي اعتبر رأي مجلس عزيمان لم يكن ضد تنزيل نظام "الباكالوريوس" بقدر ما ركز على أهمية توفير شروط تنزيله وهو عين العقل والمنطق الذي لا يجادل فيه أحد، يقول المتحدث ذاته.
واعتبر الصمدي، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه كأي نظام جديد فإن شروطه العلمية والبيداغوجية والتكنولوجية يتم توفيرها ومأسستها بالتدريج من طرف الجامعات والمؤسسات الجامعية بمواكبة الوزارة الوصية.
ولهذا السبب يبرز المتحدث، لجأت الوزارة الى إطلاق هذه التجربة الدولية في مواقع جامعية محدودة في أفق التقييم ثم التعميم، مردفا "فمن يريد أن يعود بالجامعة المغربية الى دوامة الإصلاح وإصلاح الإصلاح ؟".
وأشار إلى أن إرساء هذا النظام يأتي بعد ثلاث سنوات من التحضير والاعداد بمنطق تشاركي منذ ملتقى مراكش في أكتوبر 2018، وبعد استثمار جهود كبيرة لاستكمال الرؤية العلمية والبيداغوجية والتواصلية والقانونية اللازمة.
يشار إلى أنه، بعد 17 سنة من اعتماد النظام البيداغوجي الجامعي الحالي، (إجازة، ماستر، دكتوراه – LMD)، بمؤسسات التعليم العالي بالمغرب، قررت الحكومة السابقة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي التخلي عن هذا النظام واعتماد نظام جديد يعرف بنظام "البكالوريوس" (Bachelor)، بشكل تدريجي في بعض الجامعات المغربية، وهو نظام تعتمده عدد من دول العالم، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية.