جماعة أيت اكاس بتارودانت : مؤسسات تربوية بدون ماء و لا كهرباء
دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
جماعة أيت اكاس بتارودانت : مؤسسات تربوية بدون ماء و لا كهرباء
جماعة أيت اكاس بتارودانت : مؤسسات تربوية بدون ماء و لا كهرباء
يعيش مركز أيت إكاس ،بجميع مؤسساته التربوية والصحية والإدارية ومرافقه الاقتصادية والاجتماعية (المؤسسة الإعدادية – مؤسسة مركز دار الطالب - المركز الصحي - مقر الجماعة المحلية ، مرافق السوق الأسبوعية ... منذ حوالي أسبوع وضعا شاذا نتيجة انعدام التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب، الشيء الذي أربك السير العادي للحياة بهذه المنطقة. فمنذ الساعة الأولى من بعد منتصف ليلة الثلاثاء 14 فبراير2012 ، وبشكل مفاجئ ، حدث انقطاع للتيار الكهربائي عن المنطقة ، ترتب عنه مباشرة توقف التزود بالماء الشروب نتيجة توقف أجهزة الضخ بسبب ارتباطها هي الأخرى بالتيار الكهربائي ،ليصبح مركز أيت إكاس ، البعيد عن مدينة تارودانت فقط بستة عشر كيلومترا وعن مركز أيت إعزة بسبع كيلومترات ،أشبه بقرية في أعالي الأطلس على عهد الحماية، أو هي أشبه بتجمع قبلي بأدغال الأمازون ... فعلى امتداد ما يقارب الأسبوع ، وحتى كتابة هذه الأسطر،لا يزال تلميذات وتلاميذ الإعدادية الوحيدة بالمنطقة محرومين- داخل فصولهم الدراسية -من الإنارة ،كما هم محرومون من قطرة ماء يطفئون بها عطشهم في أوقات استراحتهم أو ساعة فراغهم من ممارسة حصص التربية البدنية والرياضة،بل الأدهى من ذلك أنهم باتوا-في عصر التكنولوجيا الرقمية- يتلقون حصص المعلوميات بواسطة السبورة والطباشير،في الوقت الذي أصبحت فيه المواد الغذائية بمطعم هذه المؤسسة مهددة بالفساد والتلف ... هذه حال المؤسسة التعليمية ، ونفس الوضعية تعيشها مؤسسة دار الطالب بأيت إكاس،التي يعيش نزلاؤها هي الأخرى وضعا صعبا للغاية ، فلا إمكانية لديهم لمراجعة دروسهم وإنجاز تمارينهم المنزلية ليلا ،ولا للترفيه عن أنفسهم بمشاهدة برامج التلفاز، الأمر الذي يضطرهم للنوم مبكرا في ليالي شتوية هي في الأصل ليالي طويلة ، بل وأضحى بعضهم يفضل الذهاب كل مساء إلى أهله في القرى المجاورة ،رغم بعد المسافة. الوضعية نفسها يعيشها المركز الصحي الوحيد بالمنطقة، كما يعيشها مركز الجماعة القروية ناهيك عن المحلات التجارية...أسباب هذه الوضعية الشاذة تعود - حسب المسؤولين - إلى تعرض الأسلاك الكهربائية لعملية السرقة من طرف مجهولين ، وهي عملية تخريبية ليست الأولى من نوعها ... غيران السؤال الذي يفرض نفسه وبإلحاح : أين هي خدمات المكتب الوطني للكهرباء التي يفترض أن تكون المقابل الطبيعي لالتزامات المواطنين تجاه هذا المكتب؟ وما ذنب هؤلاء الصبية من تلاميذ المدارس الذين أجبروا على القبول بهذا الوضع الشاذ والتعايش معه ؟ أم أنهم مجبرون-ومعهم كافة المواطنين بالمنطقة-على أداء ثمن إجرام المجرمين من راحتهم وهدوء بالهم ؟ وهل ما يزال المواطن في بلدنا بلا قيمة ولا وزن إلى هذا الحد الذي يجعل الآخرين يستخفون بحاجاته ولا يولون اعتبارا لمشاكله ومعاناته ؟؟؟؟ وهل سيظل هؤلاء المتضررون ينتظرون الوقت الذي يلقى فيه القبض على المجرم لكي يتسنى لهم استئناف تزودهم بهذه المواد الحيوية ؟ الأكيد لدى الجميع ،والقناعة الوحيدة المترسخة في قلوب هؤلاء ،أن مصالح المكتب الوطني للكهرباء ،عندما توزع الفواتير ويحين موعد استخلاصها، سوف لن يعذر من يتأخر عن الأداء،بغض النظر عمن استهلك ومن حرم ... فالصبر الصبر يا ساكنة أيت إكاس