أسرار العيطة الشعبية المغربية...متجدّد - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية الشريف السلاوي
الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966
معدل تقييم المستوى: 1247
الشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميز
الشريف السلاوي غير متواجد حالياً
نشاط [ الشريف السلاوي ]
قوة السمعة:1247
قديم 25-12-2014, 19:41 المشاركة 1   
حصري أسرار العيطة الشعبية المغربية...متجدّد

أسرار العيطة الشعبية المغربية



تطلق كلمة العيطة علـــــــى الاغنية المغربية البدوية النشأة والكـــــــــــــلام, أما كلمة العيطة فهي مأخودة من العياط يقول سيدي عبد الرحمان المجدوب رحمــــه الله في كتابه :

'' عيطت عيطة حنينة فيقت من كان نايم فاقوا قلوب المحنة ونعسو قلوب البهايم ''

ويستفــــــاد من كلامه أن العيطة هي النداء أو المنـــــاداة بصــوت جهـــــــــــوري لاستلفات اهتمام الغير .

السياق

وبالعودة إلى المصادر الاولى للعيطة نجد أن كلمة عيطة أطلقت في بادئ الامــــــــــر

على النداء الذي كان يعمد إليه أحد أفراد الفرقة الغنائية ليأذن بمجيء الفرقـــــــــة

و من الطقوس المصاحبة ما يلي :

- 1 تعمد الفرقة الغنائية ( المغنية ) حسب تعبير أهل دكالة والسهــــول المجــــاورة لها إلى المجــــيء قبل أذان العصر إلى الدوار لتحط الرحال في وضح النهـــار حتي يتمكن المحبـــون والمهتمون من الاستعداد لليلة (وجبة العشاء –القنب الهندي...)

وتتعمد الفرقة النزول قرب أحد الكرمـــــاء أو المحبـــين في خيمة تدعــى "القيطون »

وعند مغيب الشمس وبعد انتهـــــاء أهل الدوار من مشـــاغلهم اليومية تبدأ استعدادات الفرقة بإشعــــــال الضوء (قنديل الكاربون) وإشعــــال النــــار لتسخـين (البنادير) التي كـــــانت تصنع من جلد المــــــاعز وعند دلك يعمد الشيخ ( القــوابزي ) حسب كـــــلام أهل الميدان الــــــــى العزف علــــــــــى آلته ( كمنجة – نــاي – مزمار – كنبري ... )

في حــــــين ينــادي مغنــــــي أو مغنيـــــــة ( نُغْثٌ او نُغْثَةٌ ) بصوت جهوري مرتفع استلهــــــــام اهتمـــــــــــام كل من لا علم له بمجـــــيء الفرقـــــــــــة. فيقــــــــال له :

( دير شي عيطة يا فلان ) ومن هنا جاءت كلمة العيطة

- 2 تبدأ الليلة بتحلق المحبــــين حول الخيمة فتعزف الفرقة بعض الاغـــاني وغالبـا ماتكون الدخلة بأغنية مرساوية أو حصباوية أو حوزية حسب المنطقة إلى حين مجـــــــيء كرماء الدوار بالعشاء وصينية الشاي....

-3 أما نساء الدوار فكن يمكثن في بيوتهن الى حين تناول الفرقة لوجبة العشاء ليتحلقن بدورهن حول الخيمة في مكان خاص بهن وغالبا ما كن يجلسن القرفصاء على التراب.

- 4 بعد وجبة العشاء تعود الفرقة لأداء ألوان متنوعة من العيوط لتختم بالعيطة الزعرية التي يرافقها ما يعرف بلغتهم ( التسيقير) وهو عملية جمع المال من المتحلقين حــــول الخيمة

- 5 تختم الليلة بالدعاء : يعمد كبير الفرقة إلى الختم بما يعرف في البادية المغربية

بالفاتحة (وهي رفع الكفوف للدعاء بالخير والتيسير والصحة والعافية ) تم يطـــلب من

الجمهور التعرض لهذه الفاتحة بشيء من المال...









ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
آخر مواضيعي

0 وفاة والدة الصديق و الأخ عبد العزيز أومية مدير منتديات الأستاذ التعليمية
0 مديرية سلا : مدير مجموعة مدارس فدّان الزيت , عزيز ابعيزة في ذمة الله تعالى .
0 مديرية سلا : الأستاذ أحمد بلعسال في ذمة الله تعالى
0 صدور مرسوم التشغيل بموجب عقود بالادارات العمومية في الجريدة الرسمية
0 أحكام و فتاوى عيد الأضحى .
0 تعرّف على السرعة المحدّدة لكل نوع من الإطارات .
0 عبد الكريم غلاب في ذمة الله تعالى .
0 ما معنى "تعويم" الدرهم المغربي ؟
0 مديرية سلا : وفاة المفتشة خدوج خوزار .
0 طلب تعديل عنوان دفاتر الحركة الانتقالية


التعديل الأخير تم بواسطة الشريف السلاوي ; 25-12-2014 الساعة 19:43

الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1247
افتراضي
قديم 25-12-2014, 19:42 المشاركة 2   

أهل العيطة

الشيخة : ( النغثة)

هي امراة أو شابة فاتها ركب الزواج فهي إما عانس أو ( مطلقة أو أرملة ...), تدخل عالم الطرب الشعبي .وهكدا نجد أن جميع الشيخـــــــــــــــــات ( النغتــــــــــــــــات) لم يتركن أبنــــــــــاء من أصـــلابهن. و كانت الواحدة منهن تبدأ راقصة ثم تحفظ أنواع العيوط والبراويل السائدة إلى أن تتمكن من الحرفة وعند مرض أو موت المعلمة تأخذ الاخيرة مكانها في الفرقة وبذلك تصبح بدورها معلمة شيخــة..و الشيخ : (النغث)


عازف الآلة ( القوابزي)

هو راع في غالب الأحيـــان كان يرعى إلــــــــــى عهد قريـــب الغنم ويعزف على إحــــــدى الآلات الموســــــــــــــــيقية المصنــــــوعة يدويــــــــا ( كمنجة ـ كنبري ـ مزمــــــــــــــــــــار ـ ناي ـ ... ) فلمـــــــا أتقن العزف جــــاء أو جيء به إلـــــــى خيمة الشيخـــات ليأخد ( البركة ) من شيخ الفرقة فيسلم له هذا الأخـير الآلة ليعزف عليهـــــا... وغالبـــــا ما قد يتقن العزف... أو يصـــــــــــــادف مرض العازف لهذه الفرقة أو موته فتكون تلك بدايته ( الستاتي عبدالعزيز و فرقة صالح السمعلي نمودجا )


عازف الإيقاع ( الهرادزي )

بالعودة إلى البدايـــــات الاولــــــــى للعيوط بالمغرب نجد أنهــا كــــــــــانت حكرا على الرجــــــــــال إلـــــــــــى أن كسرت بعض النسوة هـــــدا المألــــــــــــوف فدخلن ميدان الغنـــــاء العيطي, ولذا فإن عزف الايقـــــــــاع من ( بندير) أو (طعريجة) أو ( نواقس) كان يعزف عليها الرجال وهم من كانوا يقومـــــون بالرقص فهم رجـــال يتقنــــــون العيوط والعزف متمثلـــــون بالنســـاء إلى حد بعيد ... وهذا ما جعــــل أغلــــــب الشرائح الاجتماعية تبتعد عن ميدان الغنــــــاء والعزف سواء كـــــــــان عصريــــا أو شعبيــــا تقليديـا ( بوشعيب البيضــــاوي نمودجا )

مما سبق يتبين أن أهل الحرفة كانوا جميعا أناسا لا رقيب لهم ولا حسيب (راع- ارملة-مطلقة ... )أفلتـوا من سلطة العــائلة وانطلقوا إلــى عـالم العيوط المثير فتركـوا لنا بالرغم من كل ما عاشـــوه أو عايشوه نمادج متنوعة من العيوط وزخما هائلا من البراويل والقصائد التي لا زالت إلى يومنا هدا تسحر العقول وتثير الوجدان . كما سحرت أهل هذا الفن قديما و حديثا.


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1247
افتراضي
قديم 25-12-2014, 19:44 المشاركة 3   

عيطة ( اعزيبو في لمّيلحة )



وتعرف تحت اسم "آعلى قبلك بايتا عساسة" وهي من أحسن متون الحصبة، تختلف تركيبتها وتتنوع إيقاعاتها. ونظرا لمجهودات شيوخ الميدان لازالت هذه العيطة تؤدى ضمن متون الحصبة. أما من حيث الموضوع فيطبعه التعدد، وإن كان موضوع قصبة سي عيسى بن عمر القائد أو عائلته هي الغالبة.

فمثلا الحديث هنا عن القائد أحمد بن القائد عيسى بن عمر:

آعلي قبلك بايتة نتسنى سيدي احبيبي

حرك يا مول السناح(2) الزيتي

على قبلك بايتة عساسة(3)

ونبوج عند راسك آوين آوين مالو ماجا

فين انصيبو ايوا ايوا

في حانوتو ايوا ايوا

بايع اوشاري ايوا ايوا

ارخيص أوغالي ايوا ايوا

أنا يا نانا أديني معاك يا بابا لغدر عيب

أولايلاه أولايلاه

بايت جفيني يا سيدي احمد

المضمة( ) حاسكة رهيفة كامونية

سبع سلامات في السلام ألغادي زربان(4)

على قبلك بايتة نتسنى أسيدي احبيبي

اديني امعاك أسيدي لغدر عيب بايت جافيني يا سيدي احمد

اعلي يا فريك لحمام

علي اوزيد في لوهام

بلغ لوحيدة اسلام

سبع سلامات في السلام الغادي زربان

عودلي كيف سار بيك ألباس عليك

الله يا داتي طالت الساعة بيك اوبي

اصحاب أسيدي والوشي باس

لالة لالة كيف ديري ليه خل اعزيبو في لمليحة

أنا آش هذا بنا فين ما نشوف الزين اندي كيتو(5)

أيلي وبابا آش هذا بنا ما بيدي ما ندير ليك مولانا اهديك

علمتيني ارفاكتك أو سخيت بي

والله ما أنا تاعتو ليام اعطاتو

سيدي مسعود يا بن احسين تحكم في الظالمين

سير ألي خان عهدو ليام تجيبو

أبابا سيدي عيان أو شاد الطريق

ايلي ايلي آش هذا بنا خل اعزيبو في الملحة

لباس حاجتي في الساقي ادوي

لباس شيخنا حمدوشي الحمدوشي سيدي علي

سيدي اصباحك سيدي امساك ما جيت غير نرهى معاك

لباس عيط نسمع عيطك يا سيدي بن داوود

واهي سيدي الحاج العربي ادوي

لباس كون صبرت حتى إحن سيدي

آه وأنا ويلي جيتي تبليني

من غيرو ما انوالفوا لا اطيب علي

بوي الغليمي اخضر الدفف لي زاراولف

هذاك هذاك ازها اولا بلاك علي

فين العاهد فين رفاكة اولي درنا لدهم لعيساوي

آه يا وهي جيتي تبليني

كون صبرت حتى إحن ربي

عييت انا ما انكابر حتى اجرات فيا

فين العهد فين ارفاكة لي درنا

زربي عطلتني

يا بنتي يا لالة هنية

بايتة عند اوصابحة امريضة

نودي كري لي لغدر عيب

ماح ماح يا ماح الروح امشات في لمزاح

دار احبيبي عالية

فيها خوخة دالية

فيها لحمام تا اكركر تاع ماليه وردية

بايتة عندو وصابحة امريضة يا عنيي

نوضي كري لي أساخي بي

خوي خوي لغدر


الهوامش

- منطقة تقع بين أحد احرارة وثلاثاء بوكدرة.
- السرج.
- سهر الليل.
- الحزام.
- مسرع.
- ج. كية.

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1247
افتراضي
قديم 25-12-2014, 19:45 المشاركة 4   


القضاء المغربي يهين ويبخس فن العيطة الشعبي ....هل وزير العدل على علم ؟؟؟



مليكة طيطان
الحوار المتمدن - العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

القضاء المغربي من حيث يدري أو لا يدري تورط في ارتكاب كبيرة سيسجلها تاريخ فن العيطة الشعبي المغربي ، نعم تورط ولم يحسب حساب لهذه الاهانة العجيبة الغريبة والتي تمس في العمق الحس الفني القادم من عبق تاريخ فن تراثي اسمه العيطة يمتاز بقاعدة واسعة لعشاقه ومتذوقيه عبر أنحاء المغرب وتبعا لخصوصية كل منطقة ذوي الأصول العربية أو الأصول الأمازيغية ... مغاربة المهجر لحظة ارتباطهم بالوطن تكون متينة فترة اختلاس قطعة زمنية يستمتعون فيها بالسماع البيولوجي والوجداني للايقاع والجرس الموسيقي التي تحدثه العيطة الحاملة لسحر تضاريس الوطن ونفحات تربته الأصيلة
الحدث طبعا هو قضية وجدت حيزا لها في ثنايا ملفات المحكمة وبسرعة فائقة تستحق عليها محكمتنا هذه امتياز العمل القضائي الجاد والمسؤول ، الأمر طبعا يتعلق بدعوى غريبة وعجيبة رفعتها سيدة من نساء البرلمان المغربي البالغ عددهن 38 سيدة ..وحكاية وصول هذا العدد من نساء الأحزاب بمختلف توجهاتها سوف لن أسهب في مستملحات ودواعي هذا التواجد لأن المسألة رواية أخرى المقام لا يسعها ، سأركز فقط على حكاية هذه السيدة التي شعرت بجرح غائر مس كرمتها بفعل تناولها كموضوع من طرف صحيفة أسبوعية مغربية ناطقة باللغة الفرنسية مستقلة ( تيل كيل ) ...قالت هذه الصحيفة والعهدة على الراوي أن برلمانية من ضمن حريم البرلمان مارست في السابق مهنة ( شيخة) ... أيضا على ذكر ( شيخة) الضرورة تقتضي التوضيح نظرا لتباين المفهوم وبالتالي دلالة الاسم بين عرب المشرق وأكثر تحديدا عرب الخليج وبين المفهوم لنفس الكلمة عندنا في المغرب ، إنها على طرفي نقيض تماما ، يتخد اللقب عند الإخوان الخليجيين مكانة الامتياز والتمايز الطبقي القبلي ...الشيوخ والشيخات في خليجنا العربي إنها النخبة التي تمكنت بقوة تاريخ ما بالاستحواد على هرم التراتبية الاجتماعية وتمكنت بفعل هذا الامتياز أن تستحود على النار والدار...يقوم القوم التابع احتراما وإجلالا حد التقديس عند سماع الكلمة فقط أكاد أجزم إنها توازي نفس السلوك اللآإرادي عند المتدين جدا عندما يتردد على مسمعه لفظ جلال . في المغرب الأمر مختلف تماما وهي المفارقة الغريبة التي يطرحها المفهوم لقب شيخة عندنا موشوم بالعار والفضيحة هكذا حكمت ذاكرة شعبية أحيانا ترى في الأسود أبيض وفي الأخير أسود، بكل بساطة فالشيخة في نظر هذه الذاكرة المثقوبة هي التي قادتها ظروف التيه وشق جدار الانتماء القبلي أو العشائري أوالديني لكي تمارس فنا ألصقت به كل المواصفات اللاأخلاقية والالحادية نسجت حكايات وحكايات خيالية موظفة الدين بخصوص مآل هذه الفئة في الآخرة . أيضا الاسم موشوم بمفارقة أخرى غريبة ... دلالة أخرى ارتبطت بالسلطة وأشياء أخرى ، الشيخ مهنة ضاربة في أعماق ثقافة السلطة كما كان متعارفا عليها والمغرب يعيش سنوات عجاف دولة مشلولة الأركان إنها فترة السيبة التي تربع فيها الشيخ على ناصية طريق عصابة مختلسي قوت بشرية شاءت الأقدار أن تعيش لحظات عذاب وتنكيل إنسان العبودية ، هو العين الأولى لسلطة العصابة هو الرجل الثاني في القبيلة بعد الرجل الأول ( قائد دراعو) في البدء اقتصرت المهمة التي تحمل البطش والتنكيل وكل ما يعج به قاموس الاستئصال من مصطلحات ، أقول اقتصرت على البادية فقط لكي يحصل لبس للمستعمر، فمباشرة بعد احتلاله واستحواده على أراضي أهل البادية استعان طبعا بهذه الوسائل ( الشيوخ والمقدمين) بانتزاع أهل البوادي من منابت جذورهم ومن رضي بالقضاء والقدر بقي كادحا في أرضه ومن رأى في الأمر غبنا فأمامه أرض الله الواسعة ، في بداية الأمر حينما يقدم للمستعمر شخص هذا هو الشيخ يستفسر هل شيخ الكبيلة ( القبيلة) أم شيخ الكامنجة ( الكمان ) ...أيضا يجب التذكير بحقيقة لا أدري لماذا هي كذلك وتتمثل في حنين لبعض هذه المناولات السلطوية حتى ونحن نعيش أيام تحولات في اتجاه الحسم مع البائد أي بالمختصر المفيد مازالت سلطتنا تبقي وتصر على نفس الألقاب والمهنة
لا أخفي سرا إذا صارحتكم بأن الهاجس الذي استفزني من أجل إبداء وجهة نظري هذه وبالتالي الجهر بأشياء توضح الأمور وتكشف مستور نفاق أقول ليس الدافع هو تبيان موقف تضامني مع الصحافة المكلومة والمجبرة على الافلاس الطوعي من جراء الأحكام القاسية والغرامات المادية الخيالية ، ، مهنة المتاعب هذا قدرها وستبقى كذلك ...في الرقعة العربية ثمة تنظيمات حقوقية من أجل صد الهجوم كما ترى تعددت أشكال الاعتداءات على محترفي المهنة مضايقات تمس الأفراد في أجسادهم وأموالهم وحريتهم إلى أخرى باسم المضايقة القانونية ...هكذا ترى التنظيمات قد أتفق معها في البعض من التنديد وأختلف معها في البعض الآخر لا أدري هل هو وعي شقي أم لبس حصل أم بلادة أعاني منها بخصوص المعطى الحقوقي، أيضا أود أن أشير إلى أنني نشازا في الحقل الحقوقي حينما أحس إحساسا غريبا يتمثل في ترويج باسم حرية التعبير لأشياء تقض مضجع الوطن
ندائي إلى كل من يفعل في الشأن الثقافي أولا وفي الشأن القضائي ثانيا أن نتفق على هاجس وحافز إبداء هذه الوجهة نظر في نقطة واحدة تتعلق بفئة مكظومة في حقها التاريخي لفن شعبي يحمل جينات البعد القومي العروبي أولا والبعد المغربي الذي انصهر فيه البعد الأول حيث امتزج العروبي بالأمازيغي المحلي وكانت النتيجة تركيبة فن يتميز بخصوصية مغربية ....إذا كانت البادية هي الخزان البشري أيضا علينا أن نعي جيدا بأنها الخزان الأدبي التراثي ...والحقيقة التاريخية يامن صام على الكلام والاحتجاج في وجه الاهانة الموجهة لشخوص هذا الفن هي أن فن العيطة تراث أدبي وبامتياز .... لم تكن عيطة الشيخة في البدء سمرا ماجنا خياليا أحيانا يستدعي الجنس وما شابه ذلك بل هي في العمق بمثابة التاريخ الجماعي لقبائل عربية بدورها تحملها جينات الإنسان المغربي
فن العيطة هي شذرات مفتتة وقليلة تحمل بصمات أول ملحمة عربية كما اتفق المفكرون عربا ومستشرقين حينما طرح الآخر أن الإنسان العربي لم يكن قادرا على إنتاج الملحمة نظرا لضيق أفقه عكس الشعوب الأخرى التي تميزت بغزارة الانتاج الملحمي اليونان مثلا ...هاهي السيرة الهلالية التميز الذي حظي معه العرب بهذا الابداع المازج بين الكلمة المعبرة والايقاع الموسيقي الذي تحدثه خصوصا حينما وصلت محكيات وسيرة الهلالية إلى بلدان المغرب العربي
أيضا أود التذكير بالمعطى الذي تحمله العلوم الإنسانية ويتعلق الأمر بعلم الاجتماع كما صاغه مخترع المبادرة العربي ابن خلدون والذي احتفى بالمسألة حينما تمكن من تتبع مسار تنقل بني هلال من المشرق إلى المغرب والتاريخ يحمل حقيقة لا يصمت أمامها انتهازيان أن أصول بعض القبائل المغربية كقبيلة دكالة وقبيلة عبدة هلالية وبامتياز ...ولأن الحكيم ابن خلدون يتخذ من المناولة المباشرة أي الملاحظة المباشرة للظاهرة مع التركيز في التدوين وجمع المعلومة والمقارنة والملاحظة وصولا إلى الحكم هاأنذا سأستعير من الحكيم منهجه لكي أذكرك يامن اختفيت في جبة جبنك وصمت على الاحتجاج وأزودك بمعلومة تؤكد فرضية وضعتها وأنا أتناول الموضوع ليس من قبيل الصدفة أن تكون قبائل عبدة ودكالة موطن فن العيطة ....ابحث مليا على أصل البداية ...وأنت تسجل جملة من التأملات في حق فن شعبي لم ينبع من فراع يتميز بخصوصية محلية جمعية تغطي ربوع الوطن لكي تتخد شكلا آخر تضفى عليه خصوصية فردية ...إنها الأهازيج الشعبية التي تغطي ربوع الوطن شاملة لتضاريسه سواء أكانت سهلا أو جبلا ...لهذه الأسباب تعددت العيطة تبعا لخصوصية محلية في اللهجة والطقوس ....وهكذا تدرج شعر الملحمة العربية السيرة الهلالية إلى طور آخر مصحوب في البدء بالايقاع على أم الآلات الموسيقية العربية الرباب وإلى مراحل أخرى تدرجت عبر حقب زمنية إلى أن اتخذت شكلا آخر ...هي سيرة تجاوزت الطور الالقائي إلى الطور الغنائي المصحوب بالايقاع الموسيقي بفعل إدخال الآلة وتبعا التعبير الجسدي عن سحر يحدثه فن السماع ينفث في الروح من أجل التحكم في توجيه الجسد وكان الرقص الفعل المصاحب للشيخة في رحلتها وهي تخوض غمار النداء ( العيطة) بأسلوب فطري تلقائي نستخلص من تجلياته المعقدة أحيانا أن فن العيطة هو الفروسية بعينها والتي تقوم أساسا على فضائل نجملها في عبارة ( المروءة ) نستوعب معها كرم الأصل المغربي الممزوج بالعربي والأمازيغي والغاية تزويد القوم بدفعة قوية تحفزهم على المزيد من الهمة والمروءة واسألوا فرقة شعبية أبدعت في العيطة حينما اتخدتها قاعدة انطلاق اسألوا فرقة ( تكادة) تجدون عندها ما يروي الفضول
مرة أخرى أؤكد بأن فن العيطة لم يأت من فراغ تاريخي ثقافي فهي في العمق بمثابة التاريخ الجماعي لقبائل تشكل وطنا اسمه المغرب من طنجة إلى الكويرة ....أحيانا حينما تتأمل تضاريس لغة الانشاد يبدو لك بأنها صدرت موشومة بعصبية قبلية ( الحصبة مثلا ) للفنانة الشيخة فاطمة الحامولية، يتردد صدى الغناء والصوت جوهري وصل أعلى مراتب درجاته تغمض عينك تحس إحساس المتواجد في عين المكان تشنف السماع بعيطة لفنانة مثل حادة أعكي وكأن بساطا حملك مستلقيا وأنت تعبر تضاريس الأطلس ، أيضا عند أصحاب العيطة المرساوية تصدح الشيخة الحامولية بحصبتها المميزة وكأنك تتبع في عين المكان محصولا فلاحيا خصبا وأن تربة الترس الغنية لم تبخل هذه السنة عن العطاء
ولأننا نعيش حدثا استثنائيا وبكل المقاييس جعل في مقدمة مقارباته الحفاظ على الذاكرة من النسيان لكي نتصالح مع ماض موشوم بكل تلاوين القسوة حد الاستئصال أرى من الضروري استحضار الدور النضالي ولو ببساطته تكلفت به أسرة اللقب ( السبة ) كما حكمت المحكمة ...نعم جهرت العيطة بالمآسي فترة الجذب السياسي سواء فترة الاستعمار وما بعدها ، لنتذكر التوثيق البسيط هي مادة محكية وفق ايقاع تشرح بعض المعارك النضالية في وجه المستعمر ....فاين ( أين ) أيامك يابن جرير غير البارود والكور (القنابيل ) يطير ....أحداث سيدي بوعثمان ....كان موسما ولى( صار) حركة ( معركة ) ....أيضا نستحضر الحدث التاريخي الذي مازال يشنف ويثير انتباه الجيل الحالي من طرف من عاصر المرحلة والذي نسجت عبر خريطته روايات هي أقرب أحيانا إلى الخيال منه إلى الحقيقة رغم أن الحدث في عمومه لا زال له أبناء وأحفاذ والأمر يتعلق بجبروت بعض القياد في فترة شلت فيها أوصال دولة كحكاية القايد عيسى بن عمر العبدي والشيخة خربوشة تلك السيدة التي احترفت الجرأة قبل أن تحترف غناء العيطة وبالتالي هي شيخة الوصف السبة حاليا كما ينظر القضاء ....حكاية هذه الشيخة مع القايد عيسى صارت أيضا مادة درامية تجسد الصراع بين الشر والخير بل اختيرت كسيناريو لمسلسل تليفزيوني للمخرجة فريدة بورقية اختارت له كعنوان جنان الكرمة واختارت أيضا بتر لسان الشيخة كعقاب لها عندما تجرأت وعفطت أرض الجنان نعم تحمل الذاكرة هذه الرواية حينما استدرج القايد ( الحاكم الأول لأرض تتسع إلى أن تتجاوز دكالة والرحامنة واحمر وتخترق مراكش ) استدرج القايد الحاكم بأمره الشيخة وأمرها بترديد كلمات قيل له بأنها هجاء يشرح قسوته وخسته ....نعم استطاعت أن تجهر بما لم تستطعه دولة في سبات عميق ...نعم عبرت عن معاناة المغبونين من أبناء جلدتها وأنذرته بما ينتظره من حساب حينما صدحت بالتالي( سير يا القايد ياالعيفة ( النثن) الأيام تسالك ( تنتظر منك ) حسيفة والكلمة الأخيرة معناها بالنسق الفصيح الانتقام ، ولكي يحافظ القايد على هيبته المفروضة بالقوة والشر جز رأسها لكي تكون عبرة ورغم أنه يهيم في حبها والتعلق بها هكذا تقول الحكاية والله أعلم لكن خربوشة تملك حقا تاريخيا في هذا الاستثناء نظرا لقصائدها الحية التي تروي المأساة
وكتذكير أخير لابد منه موجه لأشخاص أشخاص أعلنوا سابقا عن اهتمامهم بهذا الفن وأصحابه ومتلقيه ، سواء كان هذا الشخص وزيرا للثقافة والمثقفين ترأس مهرجانات وأسابيع ثقافية وضعت في أجندتها فن العيطة كتراث فني فعل في الزاد الثقافي المغربي ....أو شخص يمكن أن يكون هو المسؤول الأول سابقا على تدبير شأن زبوني اسمه اتحاد كتاب المغرب ....أذكر هؤلاء بضرورة الانتباه إلى هذا الجرح الذي سببه القضاء المغربي لفئة من الفنانين الشعبيين دأبتم على توظيفهم بصيغة انتهازية ليس إلا ، والمسألة تقودني إلى وضع المقارنة التالية بينكم وبين الرجل القوي وزير أم الوزارات حينما أجبر أصحاب فن العيطة من شيخات وشيوخ وعبر أنحاء الوطن من ترديد كلام يشيد به وبجبروته في حفلات الأقاليم والسهول والجبال والهضاب والبحار وأرغمهم على ترديد قولوا العام زين يا البنات يفرح الفلاح الخ .... لا أسجل أي فرق أو تباين بين هؤلاء الأشخاص الصائمين على الاحتجاج والمحكمة حسمت في أمر الشيخة كمرادف للحقارة والندالة والعهر وأشياء أخرى ...سأكتفي بواقعة حية ما زالت طازة على حد تعبير إخواننا المصريين ....تذكروا معي جيدا حينما أرغد وأزبد هؤلاء عندما قررت مدينة آسفي تكريم بعض الفنانات الشيخات اللواتي بصمن العيطة بميزة التفرد في زمن يتطلب ارتباط الوجدان بالوطن ....ولأن الذاكرة الشعبية مثقوبة بخصوص هذا الجناح المنكسر من الفن وبالتالي حمولتها سلبية إزاء هذا الصنف ....لم تشفع فيه الأبحاث الأكاديمية لأستاذي المرحوم أبو حميد ولا أبحاث ذاك الرئيس لاتحاد اختراع زبوني وطيع اسمه اتحاد كتاب .....والذي وظف المناولة ( العيطة) كمادة اشتغال مكنته من نيل دكتورته ...أقول لم يشفع لهذا الفن المكلوم هذه الاجتهادات في محو وصمة العار الملتصقة به ظلما وعدونا فهب حراس الظلام بالاحتجاج والوعيد بكل أساليب الترهيب إن تضمنت أجندة الأسبوع الثقافي فقرة تتعلق بهذا الفن وتكريم شيخاته ( فناناته ) .....حينها تحركت الأقلام التي تتنفس هواء الانتخابات فقط وهي على الأبواب وجعلوا من القضية وقفة سياسية لفضح من اتخذ من الدين ستارا من أجل توظيف خناجرهم
وبما أنك يا أيها الرئيس السابق ومعك من يدور في فلكك استعرت فن العيطة ووهبتك زادها الثقافي حتى نلت شهادتك وبميزة مشرفة كما تناقل الرواة الآن أجد نفسي مضطرة إلى طرح تساؤلات تبقى الاجابة عنها مفتوحة ومهما تكن الاحتمالات .....أين أنت الآن ....؟ ...أي جبة ارتكنت إلى ثناياها والمحكمة أصدرت أحكاما قاسية تؤكد فيها على أن الشيخة لقب مهان وقدر وحقير وهو للقدف والتبخيس فقط ...؟ أي معيار التجأت إليه هذه المرة من أجل قياس درجة الانتصار إذا أنت صدر منك لا قدر الله موقف تدافع فيه عن فنك وأصحاب فنك الشعبي المختار .

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1247
افتراضي
قديم 25-12-2014, 19:47 المشاركة 5   

الطقطوقة الجبلية



سميت بالطقطوقة الجبلية تمييزا لها عن باقي الأجناس الأخرى من الفنون الغنائية بالمغرب ، وقد اختلف الباحثون والمعلمين في أصل التسمية ، منهم من يرجح ذلك إلى الإيقاع الذي تتميز به الأغنية الجبلية : طق طق . ومنهم من يربط هذه التسمية بطلقات البنادق أثناء الحروب والحفلات التي تقام خلال المهرجانات الشعبية والمناسبات.

تتألف الأغنية الجبلية من قسمين أو ثلاثة .

الريلة : موضوع الأغنية الذي يجب أن يصل إلى المتلقي حاملا عدة معاني ورموز الحالات النفسية والروحية ، مثل الفرح و الحزن ، السعادة والألم وغيرها، كما أنها تحمل أخبار المعارك والحروب ، الانتصارات والهزائم ، وتحمل كذلك تحمل بين طياتها مواضيع التغني بجبال الطبيعة والغزل ، وهي المحاور الثلاثة التي تشتغل عليها الطقطوقة الجبلية كصنف من أصناف العيطة ، وأي النداء إلى الاستماع والانخراط في أطوار ومراحل الأغنية ، غناء وعزفا ورقصا.

التعريضة : اندماج كلي بين كل العناصر المكونة لهذا الحدث الفني ، أي دخول المتلقي كليا ضمن المرحلة الأخيرة للأغنية ، ختامها يكون عادة تعبيرا بالرقص الفردي أو الجماعي .

أما بعض الدراسات وبعض المعلمين يتفقون على أن للأغنية الجبلية ثلاثة محاور وهي :

الفراش : وهي الطقطوقة الموسيقية التي تسبق الأغنية، وهي نداء إلى المتلقي للدخول في إطار الأغنية ، وإثارة الانتباه ، ومن خلال هذه المقطوعة يمكن معرفة الأغنية التي ستغنى لاحقا.

الغطاء : قلب الأغنية التي تحمل بين طياتها خبرا مبطنا لحدث اجتماعي أو ثقافي أو فني ذو دلالات عاطفية – طبيعية – تاريخية .

الحساب : المرحلة الأخيرة من أطوار الأغنية، حيث تكون قد استوفت شروط التبليغ والاخبار، ثم انخرطت فرديا أو جماعيا في لحظة اندماج كلي للتطيب والانتعاش الشعوري الذي يعبر عن الفرح والسعادة .

ولهذه الأقسام مسببات ودوافع قامت عليها الأغنية ، فقد نلاحظ عند نمط الكباحي وهو نمط يحمل بين طياته أخبار المآسي والأحزان لا يمكن للأغنية أن تشمل مرحلة الحساب – التعريضة لما هذه الأخيرة من جو التطريب والتنغيم.

كما حددت دراسات أخرى عن الألات التي أدخلها الهلاليون معهم هي : الشبابة وهي قصبة للنفخ أكبر من الناي.

الرباب العربي وهو ذو وترين إثنين في مقابل الرباب السوسي ذي الوتر الواحد والدف ولعله المربع قديما ، وقد أفضى تسرب هذه الألات والمعطيات إلى نشوء ظاهرة الجوق الشعبي المستعرب في مناطق السهول. وهو جوق تميزه خاصيتان أولهما إدخال ألات تختلف في طبيعة تركيبها وطريقة استخدامها عن الألات المستعملة في الأغاني الأمازيغية ، والثانية اعتماد أسلوب في الغناء يقوم على ألحان خاضعة لأوزان شعورية زجلية مستحدثة، وفي كتاب افريقيا لمارمول كاريخال ذكر أن : أعراب منطقة نوميديا يتغنون بقصائدهم المقفاة الموزونة على أنغام الدف والعود والكمان. أما الفيول هي عبارة عن إحدى صور الرباب العربي في مرحلة من مراحل تطوره نحو الكمان.

وفيما يخص المنطقة الشمالية من المغرب، ونعني بها منطقة الريف الموزعة على كتلتين بشريتين على حد تعبير الأستاذ التوفالي – كتلة شمالية غربية تتكلم اللهجة الدارجة المغربية – وكتلة شمالية شرقية تتحدث بالأمازيغية الريفية ، حيث يعتبر أن الألات الموسيقية المتوفرة بالريف بكثرة هي ألات الطرق مثل : أجون أو الدف ثم الخذنة أو الغيطة ثم ثامنجا أو الناي ، وغالبا ما يكون الشبابة ، كما أنه من الملاحظ أن أهل الريف لا يستعملون الألات الوترية إلا قليل ، حيث اخذوا ألات النغم والطرق.

إن الأغنية الشعبية في بلادنا لا تستقر على نمط أو صنف أو لون، هي مع المجالي أعداد كثيرة، ومع التنوع الجغرافي والطبيعي أنواعا متنوعة ، للجبل أنماطه وألوانه ، وللسهول محتوياته الغنائية ، وللسفوح والهضاب كذلك ، وللسواحل كما للصحاري صنوفها ، لكل من شرق البلاد وغربها ، شمالها وجنوبها غناء متنوع ومتعدد بشكل يجعل أحيانا لكل منطقة غناؤها الخاص بها ايقاعا وانشادا وكلاما وعزفا وتوقيعا ، مع التنوع اللغوي طبعا بين لهجات دراجة محلية وأمازيغية : تامازيغت ... تاشلحيت ... تاريفت . ويتضمن كل لغوي صنوفا وأنماطا غنائية متعددة.

تتركب الطقطوقة الجبلية من ثلاثة أنماط غنائية أساسية وهي : نقل الخبر – انتقاد الوضع، هذا النمطان يعتبران من صنف العيطة أي اشتقاقها من لفظة عيط، بينما النمط الثالث وهو التغني بجمال الطبيعة والغزل المقتبس من الأنماط الأندلسية المعروفة والمشهورة بهذا المجال الرائع، لا يعتبر من صنف العيطة بقدر ما هو صنف رومانسي حالم لا يخرج عن مجاله أيام السلم.

أما العيطة هي ذلك الغناء الذي يبتدئ بنداء ، وفي اللوازم تتخلله نداءات إلى جانب كونه غناء مركبا لا يحتمل الجزء الواحد ، وأقصد به هنا ميلوديا واحدة وايقاعا متشابها وبحرا من البحور اذ انه غالبا ما تتغير الميلوديا في الجزء الثاني، وكذا الايقاع والبحر الذي يطول او يقصر ، قد يكون فيصبح بسيطا او متوسطا.

ان العيطة اشبه ما تكون بالقصة المفتوحة والتي يظل موضوعها بكيفية مستمرة عرضة للتحوير والزيادات. ويهيمن فيه الارتجال الحر للناظمين . يزيدونه ثراء ونماء، ويفرغون فيه ما تعترض حياتهم من مأسي وأفراح. وما يجيش في نفوسهم من أماني وأمال ، حتى بات من العسير الوقوف على المؤلفين الحقيقيين للعيطات المتداولة، والعيطة وفقا لذلك لا تخرج عن الصفة العامة للغناء الشعبي.

يمكن القول ان التأليف بدأ فرديا على يد فرد، واستمر ايضا يقوم به أفراد ، ولكنه انتهى إلى أن أصبح جماعيا ، فقد اختفى الفرد وتسلل المجتمع تسللا غير محسوس إلى الدائرة ، ليفرض وجوه عن طريق الافراد ذاتهم ، وقلما نتعرف في الفنون العيطة على اسم المؤلف كما هو معمول به في طرب الملحون او طرب الالة مثلا...

هنا لا بد من ادخال الطقطوقة الجبلية ضمن مجال العيطة سواء من حيث التعريف الذي يعتمد النداء كمرجع في التسمية والذي نجده في العيوط بمختلف انماطها وانواعها وامكنتها ، او من حيث الغناء المركب والميلوديا والألات الوترية والايقاعية والتعريضات.

اما انماط العيوط الموجودة بالمغرب فهي تنقسم الى قسمين اثنين :

عيوط رئيسية وهي : الجبلي – الحصباوي – المرساوي- الحوزي- الدوايس.

وعيوط فرعية مثل : الزعري – الخريبكي – الشياظي – الغرباوي – الساكن . الذي يعتبر قاسما مشتركا بين كل الانماط السالفة الذكر ، سواء منها الرئيسية او الفرعية.

كما من المعتاد ان ينتقل الاشياخ والشيخات افرادا او جماعات بين المدن والقرى المجاورة او المتباعدة طلبا للعمل او للاسترواح او غشيان مواسم الاولياء، حيث كان يتم خلال هذه الانتقالات كثير او قليل من الاخذ والعطاء والتبادل بين الرباعيات المختلفة ، وقد نتج عن ذلك تلاقح في العيطة الشعبية موضوعا ، كمظهر من مظاهر الوضع الذي عرفت به نفسها، والمتمثل في نبذ الثبات والاستقرار المميت لكل فن ، والنشدان الدائم لتجديد شكلها ومضمونها.

ان من مميزات العيطة الجبلية انها سهلة الاداء والعزف الى درجة تجعل جميع الشيوخ يغنون الجبلي، فهي لا تتوفر على فصول كثيرة ، كما تتميز بليونتها ورقتها الى درجة ان المستمع للطقطوقة الجبلية يطرب وينجذب بخلاف العيوط الاخرى الخشنة مثل جهجوكة.

ان الطقطوقة الجبلية تقدم صورة رقيقة عن الزراعية والرعوية التي احتضنتها ، ولا تذهب بعيدا في التوضيح ، انما تقتصر على الاشارة العابرة لبعض المكونات البيئية ، كتمجيدها واطرائها على صفات الشجاعة والاقدام التي تكون مطلوبة في رجال القبائل وسادتها خلال الحقب المتقلبة من تاريخ المغرب، والطابع التعبيري عن هذه الحقب.

ان العزف في الطقطوقة الجبلية اذا كان الكنبري فيتم بثلاثة اوتار متكاملة واذا كان على الكمان يتم كذلك بثلاثة اوتار متكاملة وبالسلم الموسيقي الخامس المتكامل ، وتقع المساوية في لوتار او في الكمنجة المساوية العصرية المعروفة في الوقت الحاضر ، اما في العود فيستحسن ان يساوي الوتر الثاني في صول والتدرج معه الى الوتر الخامس على اساس ان الجبلي خلافا للغناء العصري يبدأ من أخشن الأصوات وينتهي الى أدقها.





ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« القاموس الشعبي | توقيعات وزانية في ديوان التراث الموسيقي المغربي الأصيل »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موسوعة الأمثال الشعبية المغربية . الشريف السلاوي دفتر التراث الأصيل 146 11-07-2017 18:54
أدعية و أذكار ...متجدّد الشريف السلاوي دفــتــر المواعظ والرقائق 29 29-04-2016 19:19
كيف صوّرت الأمثال الشعبية المرأة المغربية ..؟ الشريف السلاوي دفتر التراث الأصيل 8 23-02-2016 09:02
باقة اخرىمن الامثال الشعبية المغربية ام منصف دفتر التراث الأصيل 14 01-11-2008 19:15
مسابقة الادكياء /(الأمتال الشعبية المغربية) حمزة إبداع المسابقات والألغاز 48 04-02-2008 22:11


الساعة الآن 13:16


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة