غالبا ما نجد في واقعنا المعاش الآباء يشتكون من سلوكات أطفالهم المتميزة بالعدوانية أحيانا وبخروجها على الدوام عن نطاق ما يريد الآباء أن يروه من أبنائهم. سلوكات غير منضبطة تصدر على الدوام من الأطفال يقابلها الأباء باستغراب واستنكار شديدين,ويعزونها في الغالب لكون أطفالهم غير مهـﺫبين أو لا يحسنون التصرف,وكأن التهـﺫيب أو عدم التهـﺫيب أمر ليس لهم أية صلة به. في حين أن الآباء هم المسؤول الأول و الأخير عن السلوكات الغير منضبطة لأطفالهم.
و رأي في الموضوع أن سلوكات الأطفال غير المنضبطة إنما هي تعبير عن لامبالاة الآباء اتجاههم وتعبير عن رغبة الأطفاء في إثارة انتباه الأبوين المهملين. فبالرغم من وجود الأبوين بالمنزل أحيانا كثيرة فهما لا يؤديان وظيفتهما في رعاية أطفالهم,فهما إما منشغلان بالحديث أو بمجالسة العائلة أو الضيوف أو بمشاهدة التلفاز أو بالتحضير لأمر ما ,تاركين بـﺫلك الأطفال دون رعاية أو أدنى تأطير لسلوكه أو مراقبة. الحل :
و رأي أنه خطأ جسيم ترك الأطفال في حالة فراغ.وإنما ينبغي أن يملأ كل وقتهم بالتعليم والحفظ وكـﺫا تبين ما يجوز من السلوكات ومالا يجوز منها,وغرس كافة الأخلاق المحمودة في نفوسهم.وفي حالة إﺫا كان الأبوان منشغلين بأمر ما فينبغي على الأبوين أن يوكلا لأطفالهم أداء مهمة معينة تحظى بتأطيرهم عن قرب,تمكنهم هـﺫه المهمة من تجاوز حالة الفراغ ومن تنمية مهاراتهم وقدراتهم سواء الفكرية أو الجسمانية.
هـﺫا هو الحل في نظري والله أعلم.
Ì السعادة في تربية المعتقد :
المشكلة :
إن أغلب المربين يرسمون في ﺫهن الطفل صورة زائفة للسعادة ويؤسسون لمعتقد خاطئ للسعادة,إﺫ يحببونها إليه ويصفونها له على أنها شئ جميل بل وأجمل ما يوجد في هـﺫا الوجود,والأخطر أنهم يخبرونه بأنها غاية في حد ﺫاتها تطلب في الحياة ويعمل لأجلها.هـﺫا فيما يتعلق بجوهر مفهوم السعادة أما كيف تتحدد وكيف نعرفها,فيخبرونه مثلا بأنها ترتبط بالحصول على المال,والسيارة,والنفوﺫ,والقدرة على السيطرة على الغير,والزوجة الجميلة الغنية بالنسبة للفتى,والزوج الغني الوسيم بالنسبة للفتاة في كبرهم. ناهيك عما يتسرب إلى ﺫهن الطفل من ثقافة التلفاز والشارع من مظاهر أخرى لتحصيل السعادة المزيفة كتناول المخدرات ,ومشاهدة ما الأخلاق من قنوات تلفزية.
هـﺫا المعتقد وكل ما يحيط به من زيف مستورد جملة وتفصيلا من الغرب,فمفهوم السعادة عند الغرب هو هـﺫا الـﺫي ﺫكر بالضبط لا يزيد عنه ولا ينقص.
وبالطبع فالمعتقد يسيطر على السلوك ويحكمه وهو الباعث عليه والمحدد لأهدافه. فنجد أن معتقد السعادة الخاطئ هـﺫا يترتب عنه مآسي يحصدها الطفل في شبابه عند السقوط في امتحان ما,أو عدم الحصول على وظيفة أو منصب,أو فقدان مال أو نفوﺫ,أو مشاكل عائلية,أو عند الابتلاء بزوجة على عكس ما يحب و يرضى الفتى أو بزوج على عكس ما تحب وترضى الفتاة. فيضطرب التوازن النفسي ويغتم القلب بحزن طويل وعزلة عن العالم,فلا يتراءى للفرد من هـﺫه الحياة سوى جانبها المظلم وكابوسها المفزع,فلا سبيل لخلاصه سوى تعاطي المخدرات و ما شابه ﺫلك أو الانتحار,وهي كلها مسالك الجبناء والنائين عن هدي الله. الحل :
و رأي أن الحل كامن في نبـﺫ هـﺫه الثقافة الدخيلة الغريبة علينا والالتفاف إلى ما لدينا وفيه كل خير أن العودة إلى دين الإسلام وتمثله معتقدا وسلوكا. حيث نجد السعادة ليست مطلوبة لـﺫاتها وإنما المسلم مطالب بالعمل والكد في دنياه لدنياه وآخرته وبالصبر على ما يلاقيه من ابتلاءات ومصابات ومواجهة الأزمات بثبات وتعقل, فتكون سعادة المسلم في الحرص على طاعة الله عز وجل وإحساسه بأن الله معه في أمر يحيطه برعايته عنايته, فلا ملجأ من الله إلا إليه. إن المؤمن الحق من يفرح بالمصاب ويصبر عليه لأنه يعلم أن حجم مصابه بحجم مكانته عند خالقه, فيرتقي بكل مصاب درجة أخرى نحو إقباله على ربه.