أهم الإرشادات لمصيف بلا منغصات

[ابن الاسلام]

أهم الإرشادات لمصيف بلا منغصات
هشام محمد *
اسلام اون لاين

تهرب وتضع المشاكل والأعباء خلف ظهرك، وتذهب للمصيف أملا في الاستجمام، ومحاولة للاستشفاء مما أصاب الروح من كآبة، والبدن من علل جراء مغالبة الحياة وأنوائها. تحاول الاستمتاع بشمس وهواء ومياه، تحاول التلذذ بأكلة هنية، وشربة مرية، تحاول شحن البطارية حتى تكون زادا معينا عندما تعود للمغالبة والمكابدة، لكن الأمر لن يخلو من منغصات؛ فيما يلي بعض الطرق لمراوغة هذه المنغصات والالتفاف حولها، أو تفادي مواجهتها، أو التغلب عليها إذا نزلت بك نوازلها.

البعوض

يمكنه إفساد أفضل الإجازات، فبعد يوم طويل على الشاطئ، حيث تتطلع إلى أمسية هادئة، قد تتأمل فيها غروب الشمس وسقوط قرصها الذهبي في مياه البحر، لكن البعوض سوف يدفعك دفعا وقسرا للهروب إلى داخل سكنك.
إن البعوض تجذبه حرارة أجساد البشر وروائحها، ويبدو أنه يفضل البعض على البعض الآخر، فالبعوض يعشق ثاني أكسيد الكربون الذي يخرج مع أنفاسنا، كما يجذبه حمض اللبنيك الذي تنتجه عضلاتنا. فالذين يقل ما تخرجه أجسادهم من عرق قلما ينجذب لهم البعوض.
هناك أيضا العديد من المركبات الكيمائية تنطلق في أنفاسنا أو على جلودنا مع العرق تجذب البعوض. بعض العطور، وأنواع الصابون، ومنتجات العناية بالشعر عند استخدامك لها فإن ذلك يعني أن يعثر عليك البعوض بسهولة.
إن أول خطوط دفاعاتك ضد البعوض هي أن تنظر إلى الشيء الذي تجلس تحته. فالبعوض مثلا يجذبه ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه بكميات كبيرة شعلات النار في الأماكن المفتوحة، لأغراض السمر والطهي في المصايف.
الشموع العطرية التي تضاء لإشاعة أجواء حالمة أو رومانسية في أمسيات المصايف، لاسيما تلك التي تحتوي على زيوت الليمون العطرية لا تأثير لها، ولكن المرطبات الجلدية التي تحتوي على نفس العطر غالبا ما تكون طاردة للبعوض خاصة إذا سبق الدهان بها بنحو 20 دقيقة قبل الخروج في الأماكن المفتوحة.

ضربة الحر وحروق الشمس

إن التعرض للشمس في المصايف لفترات طويلة قد يكون الباب الملكي لسرطان الجلد بالنسبة لذوي البشرة شديدة البياض، كما أنه أقصر طريق لزحف أعراض الشيخوخة على البدن.
فما من شيء يصيب الجلد بالتغضن مثل التعرض للشمس، حيث يؤدي إلى تلف الخلايا الجلدية أو يقلل من مرونتها أي شيخوختها في النهاية؛ لأنه يسرع في ظهور التجاعيد فيها. وإذا ما سألت أي طبيب جلدية عن العناية بالبشرة من أشعة الشمس في المصايف عن طريق الكريمات المرطبة، فسوف تكون الإجابة السريعة مرشدة لدهان الجسم بالمرطبات التي تحميه من أشعة الشمس الحارقة.
إياك والاستلقاء في الشمس، فقد لوحظ في البلاد الغربية مثل بريطانيا أن الاستلقاء بين الحادية عشرة قبيل الظهيرة حتى الثالثة عصرا هو السبب الرئيسي لنحو 1800 حالة سرطان جلد سنويا، وزادت الإصابة به بنسبة 40% بين الفتيات والفتيان بسبب نفس السلوك.
التعرض لأشعة الشمس للصبية قبل سن الخامسة عشرة يمكن أن يطلق غول السرطان في جلودهم ، ونفس الخطر يحدق بالبالغين ذوي الجلد فائق النعومة.
الحروق الجلدية الناتجة عن التعرض للشمس قد تؤدي لما يعرف بضربة الحر، عندما يصبح الجسم ساخنا بدرجة كبيرة، وهي نفس المشكلة التي قد تنجم عن الإ**** الشديد، أو الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم نتيجة الحمى.
ضربات الحر شديدة الوطأة تحدث عندما ترتفع درجات حرارة الجسم عن 41 درجة مئوية، وهو ما يسبب تلفا بالمخ والكبد والكليتين.
اشرب كميات كبيرة من الماء وتجنب الإ**** البدني العالي في الجو شديد الحرارة، وارتد الملابس الخفيفة ذات اللون الفاتح؛ لتعكس أشعة الشمس.

مشاكل المعدة

إذا كنت عانيت من اضطراب مَعدي بالمصيف، فليس من الضروري أن يكون ناتجا عن تسمم غذائي، فقد تحدث اضطرابات عندما تحل بالقناة الهضمية بكتيريا محلية تكثر بالمصيف الذي تصطاف به، محل البكتيريا التي تعيش عادة في معدتك.
لتقليل المخاطر، اشرب المياه المعبأة في زجاجات لا مياه الصنابير، تجنب أكل المحار، وكذا الآيس كريم وشرب المثلجات، اغسل خضروات السلطة غير المطهوة بمياه زجاجات. إذا كنت تأكل طعاما مطهوا بالحرارة، فتأكد من تصاعد البخار منه.
إن هذا مفيد أيضا كاحتياط فيما يتعلق بعدوى القناة الهضمية الناتجة عن البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات، والتي عادة ما تعلن عن نفسها بأعراض من قبيل الإسهال الذي قد يصحبه غثيان وقيء، وكلاهما يسببه عدم امتصاص السوائل في الأمعاء بقدر كاف.
نتيجة نقص السوائل بالجسم بسبب الإسهال المتكرر، فإن الجفاف هو المحصلة المنتظرة، لذا فمن يعاني من تلك الأعراض يجب عليه شرب ما لا يقل عن لتري ماء في اليوم، بالإضافة إلى شرب كوب (200 مل) بعد كل مرة يتم فيها قضاء الحاجة، ويكون البراز فيها سائلا غير متماسك.

العض واللدغات واللسعات

لدغة كائن بحري أو لسعته أو عضته، أو تلقي شكة من زعنفة سمكة قد تفسد يوما بأكلمه، فألمها مزعج، وإن كان غير مؤذ في العادة، ومع ذلك فإن 3% من الناس قد يصابون بصدمة يعقبها تورم، ثم ذهاب الوعي المفضي للموت. هذا يحتاج حقنة بالأدرنالين فور تلقي اللدغة.
بعض الشواطئ تكون موبوءة بأي من قناديل البحر والعقارب والثعابين والعناكب البحرية. فالبحر المتوسط مثلا أصيب ببلاء انتشار واسع لقناديل البحر اللاسعة في السنوات الأخيرة خاصة البنفسجية منها، لذا يحبذ ارتداء نظارة بحرية حتى يتسنى رؤيتها في مياه البحر، ومن ثم الابتعاد عنها في المنطقة التي تسبح بها.
إذا ما لسعت فابحث على الفور عن محلول بيكربونات الصوديوم وضعه على الجلد فوق المنطقة الملسوعة حتى تعادل بقلويتها التأثير الحمضي للدغة. أما إذا تعذر الحصول على المحلول، فإنه لا مناص من التبول على هذه المنطقة، حيث إن البول القلوي سوف يقوم بنفس تأثير المحلول.
المؤسف أن ما يعقد الأمور أن بعض اللسعات تكون قلوية التأثير لذا فإن التخلص من الآلام الناتجة عن تلك اللسعة يتطلب محلولا حمضيا كالخل، وحيث يتعذر على الأكثرية من المصطافين معرفة كيفية معالجة اللسعة بقلوي أو حمضي، تبعا لحمضيتها أو قلويتها، فإن ماء البحر يكون الحل الأسلم مع تناول عقار الباراسيتامول المسكن.
لكن إذا ما كانت اللدغة أو العضة أو الشكة عميقة، بحيث تتجاوز الجلد فإن سميتها لن تجدي معها المعالجات السطحية على الجلد، والذهاب لأقرب وحدة طبية متاحة هو الحل الأنجع؛ لأنهم عادة لديهم الاستعداد والمعرفة لمعالجة الأمر.

دوار الطائرة النفاثة

إذا كنت ممن وسع الله عليهم، ويقضون الصيف في مصايف خارج الوطن، وكانت الطائرة هي وسيلة انتقالك التي تذهب بها للمصيف وتعود للوطن لبعد المسافة، فإنك قد تصاب بما يعرف باسم دوار الطائرة النفاثة Jet Lag وهي حالة مرضية تحدث عادة عند السفر الطويل السريع عبر مناطق يتغير فيها الوقت؛ وذلك نتيجة لعدم توافق الساعة البيولوجية داخل الإنسان مع الساعة الخارجية، التي تتغير بتغير توقيت البلاد المختلفة التي يمر بها المسافر، وينتج عن هذه الحالة أرق وإرهاق وتباطؤ وظائف الجسم، ويصاحبه اضطراب في دورات النوم واليقظة.
عادة ما يلجأ البعض لتناول عقاقير دوائية لتخفيف تلك الأعراض، ويذهب بهم الشطط لأشياء مدهشة، ومن العجيب أن من هذه العقاقير عقار سترات السيلدنافيل المعروف تجاريا باسم الحبة الزرقاء.
إن الأطباء يدعون إلى توخي أقصى درجات الحذر في تناول العقاقير القوية التأثير، أو بالأحرى الابتعاد عنها تماما وتجنب تناولها؛ لتخفيف آثار الأعراض السالف ذكرها، فلن تعيد دورة النوم الطبيعي أبدا لحالته بينما تنقضي أيام المصيف.
ويعتبر الأطباء وخبراء الصحة أن أفضل طريقة طبيعية لتلافي هذه الأعراض هي النوم بقدر المستطاع قبل وأثناء السفر بالطائرة، وبعد الوصول فإن التمشية تعد مكملا دوائيا طبيعيا للنوم، فإن الضوء والهواء النقي، وكذلك التمارين الخفيفة سوف تقوم بضبط ساعتك البيولوجية.


* كاتب في الشأن العلمي،

[ام منصف]

بارك الله فيك وحفظك من كل سوء
موضوع مفيد ومميز

[**وفية دفاتر**]

شكرا على الموضوع المتميز
تحية طيبة

[ابن الاسلام]

بوركتما و حفطتما من كل مكروه