في اليوم العالمي للمدرس:جوهر التغير، كرهان مجتمعي، لن يأتي إلا من داخل الجسم التربوي
دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
في اليوم العالمي للمدرس:جوهر التغير، كرهان مجتمعي، لن يأتي إلا من داخل الجسم التربوي
في اليوم العالمي للمدرس بالعرائش والقصر الكبير:جوهر التغير، كرهان مجتمعي، لن يأتي إلا من داخل الجسم التربوي
عبد الرزاق الصمدي
اعتبر التربويون بالعرائش والقصر الكبير؛ اليوم العالمي للمدرس، فرصة لإحداث رجة فكرية ومهنية في حالات التراجع التحصيلي الوطني للمورد البشري تربويا، وما يستوجب ذلك من تظافر الجهود المجتمعية لتعميق الأسئلة بخصوص واقع المدرسة المغربية. ويعتبر تشجيع تعميم التعليم وتوفيره للجميع رهانا وطنيا وهدفا إنمائيا دائم الحضور؛ بالرغم من تدني الجودة التعليمية التي تنقصها كثير من المقومات المرتبطة بالتغيير من داخل الممارسة السياسية والديموقراطية.
عبد الجليل بن عبد الهادي نائب وزير التربية الوطنية بالعرائش:
الأسرة التربوية عالية الكعب وبمقدورها ممارسة التغيير
وبالمناسبة أكد عبد الجليل بن عبد الهادي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالعرائش، أن الاعتراف المجتمعي بأدوار المدرس يعتبر تكريما يوميا له. وأضاف أن ربط الهيئة التربوية بمفهوم التغيير؛ يجب انتهاجه كقناعة دائمة ومتجددة وبطرح ما يلزم من الاستفهامات لتحديد نوعية التغيير الذي ترغب فيه بلادنا؛ للارتقاء بها وبمستقبل أبنائها إلى مصاف الدول المتقدمة. وباستحضار تراكمات الماضي؛ أضاف النائب الإقليمي، أن الأسرة التربوية عالية الكعب وبمقدورها ممارسة التغيير؛ بالرغم من أننا لازلنا نعالج كثيرا من الإكراهات التي نتخبط فيها، في إشارة إلى أن جوهر التغير، كرهان مجتمعي لن يأتي إلا من داخل الجسم التربوي. وتوقف بالمناسبة عند المسارات التاريخية التي تدرجت فيها مبادرات إصلاح ورش التربية والتكوين من بداية الاستقلال إلى حين صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين. وأكد أيضا أن خلاصة تقرير المجلس الأعلى للتعليم، جعلنا ننظر إلى أنفسنا في مرآة واضحة مستحضرا بالموازاة رهانات المخطط الاستعجالي للارتقاء بالمشروع التربوي. وقدم عبد الجليل بن الهادي شهادات مؤثرة في حق المتقاعدين من الأسرة التربوية الذين ثم تكريمهم من طرف الفرع الإقليمي للتضامن الجامعي المغربي. وتوقف أيضا عند العمق التاريخي لمدينة القصر الكبير، التي تحتاج مزيدا من الجهود التنموية بدعم وطني، في إشارة إلى حمولتها الوازنة على أكثر من صعيد مما يؤهلها لاكتساب مقومات حكامة المدن في المستقبل.
محمد السكتاوي الكاتب العام للتضامن الجامعي المغربي:
البنك الدولي وصفنا تربويا «بالتلميذ الكسول»
من جهته شدد محمد السكتاوي، الكاتب العام للتضامن الجامعي المغربي، على أن الأسرة التربوية ستظل القاطرة التي تجر باقي عربات المجتمع، وأن الممارسة السياسية الديموقراطية بتوفير ما يلزم من الإصلاحات السياسية والدستورية، تعتبر أهم ركائز التنمية التربوية، ضمن المشروع العام الوطني للتحديث والبناء مستحضرا تحديات العولمة والإكراه الاقتصادي العالمي الذي يؤثر في جميع الكيانات.
وفيما يعني الصدمة، ذكر محمد السكتاوي بتقرير البنك الدولي الصادر في 04/02/2008 الذي وصفنا تربويا بـ «التلميذ الكسول» جاعلا المغرب يحتل الرتبة 11 في صفوف دول شمال إفريقيا. كما تطرق إلى البرنامج الدولي للقراءة الذي يصنف التلاميذ المغاربة في آخر الرتب، وهو ما تشهد به المؤسسات الثقافية أيضا. وأوضح أيضا أن منظمة اليونيسكو، سجلت بدورها اختلالات هيكلية، تشير إلى أن المغرب عاجز عن تحقيق أهداف التنمية في أفق 2015 ارتباطا بواقع الحال تربويا.
وبتقييمه للأداء التربوي وطنيا، أكد الكاتب العام للتضامن الجامعي المغربي، أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين لم يسفر عن نتائج هامة بعد 8 سنوات من تفعيله، رابطا ذلك بأنه لا أحد يمكنه اليوم أن يتجاهل اختلالات منظومة التربية والتكوين الناتجة عن اصطلاحات مجهضة... تماما كما ورد في تقرير المجلس الأعلى للتعليم، الذي تضمن أنه في حدود 2007، غادر المؤسسات التعليمية وطنيا حوالي 400000 تلميذ، فضلا عن ارتفاع الأمية، ومحدودية التعليم الأولي، وضعف التعليمات ذات الصلة بالقراءة، والحساب والتعدد اللغوي، وعدم ملاءمة تكوين الخريجين مع سوق الشغل.
موقف التضامن الجامعي المغربي
بخصوص سيرورة إصلاح ورش التربية والتكوين
وفي موقف صريح للتضامن الجامعي المغربي، أوضح كاتبه العام أن أمتنا في خطر، وأن المعالجة التربوية تتم كميا وأقرب إلى التقنية، مؤكدا أننا في حاجة إلى إرادة مجتمعية حقيقية لإحداث ثورة تعليمية. وتوقف عند مرتكزات المخطط الاستعجالي الداعية إلى تحقيق تعليم إلزامي للتمدرس إلى حدود 15 سنة، ثم حفز المبادرة والتنوع، وأيضا رد الاعتبار للمدرس، إلا أنه شجرة اليوم العالمي للمدرس لا يجب أن تختفي غابة من الأهوال والنواقص... ومطالب الأسرة التعليمية أيضا.
وللخروج من هذا المأزق، أشار محمد السكتاوي إلى أننا في حاجة إلى مدونة السلوك للحقوق والواجبات، وعدم الإفلات من العقاب مضيفا أن 50% ـ حسب بعض الدراسات ـ من السكان بالمغرب في أفق 2030 لا يكون بمقدورهم امتلاك المعرفة اللازمة لولوج سوق العمل، المرتبط باقتصاد المعرفة. والارتقاء بالمشروع التربوي. ويجب من منظور الكاتب العام للتضامن الجامعي المغربي، إصلاح المسالة التعليمية ضمن الإصلاح الديموقراطي، والاستثمار في الرأسمال البشري، ثم تحقيق التكامل بين التعليم والتنمية لحشد التعبئة العامة حول التنمية التربوية والتغيير.
تكريم المتقاعدين
من رجال التعليم
قام بإدارة أشغال هذا اليوم إقليميا. الكاتب الإقليمي لفدرالية جمعية آباء وأولياء التلاميذ محمد الدغوغي، وجدير بالذكر أنه ثم تكريم الأستاذين محمد الطويل من العرائش وعمر الديوري من القصر الكبير كأبرز المؤسسين للتضامن الجامعي المغربي أيام سنوات الجمر والرصاص إلى جانب المرحوم عبد القادر الحضري الذي احتضن بيته بشفشاون وفاة المجاهد محمد الفقيه البصري بعد عودته من المنفى، ونشير إلى أن التكريم شمل الفقيه العلامة الحاج أحمد الجباري واخرين.
نشير إلى أن مبادرة جلالة الملك بتوزيع المحافظ إضافة إلى أهميتها وقوتها، تعكس ـ كما قال محمد السكتاوي ـ شعورا بخطورة الواقع، إلا أن طريقة توزيعها، جعل السلطات العمومية المحلية والإقليمية ـ كما قال محمد بلعاشور عضو بالمكتب التنفيذي الإقليمي لجمعية أباء وأولياء التلاميذ ـ لم تستهدف واقعيا المناطق السكنية التي يتعمق فيها الفقر والعوز الاجتماعي.