سِرْبالُ الْخِصال

[شدى القوافي]

سِرْبالُ الخِصال

سَتَرْتَ الْخَطايا تَحْتَ مَنْ أَنْتَ راحِمُ***وَتُفْشي السَّجايا فَوْقَ مَنْ أَنْتَ ظالِمُ

ولا تُنْسَخُ الآياتُ في كُــــــورِ واثِقٍ***أَيَمْحو خُيوطَ الْغَيْثِ إِنْ ناءَ عائِمُ

إِذا نامَ مَنْ يُصْغي إِلَيْكَ وَأَسْـــــــحَرَ***تُجُوسُ مِنَ الْبَلْوى وَأَنْفُكَ راغِمُ

تَسَرْبَلْتَ إِبْكــــــارَ النَّهـــــــارِ كَلِأْمَةٍ***فَدَنَّسْتَهُ لُؤْمـــــاً وَصُبْحُهُ لائِمُ

إِذا حالَفَ الدَّلْوُ الْعَــــــــــــــــشِيَّ فَكِفْلُهُ***رَكِيٌّ بِدِمْنــــاتِ الرُّشاحاتِ قاتِمُ

كَدُهْدِيَّةٍ قَدْ خافَ عَنْها خَلِيـــــــــــــــلُها***يُوارى مِنَ الْجِعْلانِ لِلرَّمْلِ رادِمُ

وَمَنْ يَعْصِرِ الْعُودَ الثَّمِـــــــــــينَ بِرَأْفَةٍ***يَرَ مـــــــائِعَ الْعَجْفاءِ سُمّاً يُقاوِمُ

وَكَمْ مِنْ قِوى داءٍ تَرَقَّتْ بِكــــــــــاهِلي***لِأَضْلاعِ جَنْبي مِنْ رَداها سَلالِمُ

يُرِيدُ رِهاني بَيْنَهُمْ طَرْفُ قاصِـــــــــــرٍ***قَلِقُ الطُّموحِ فَوْقَ قَوْسَيْنِ قادِمُ

وَحِينَ يُذَكّي الْمَرْءُ مَرْعـــــــــــــى سَوادِهِ***يَمَلُّ النَّوى بَيْنَ الْبِجادَيْنِ خاتَمُ

وَدَمَّرْتَ أَمْري ثُمَّ تَرْجـــــــــــــــــو تَعَذُّراً***وَأَنّى لِعُذْرٍ بَعْدَ غَدْرٍ مَواسِمُ

تَكَسَّعْتَ في رَمْلِ الإِهانــــــــــــــاتِ شارِداً***وَيَأْتِيكَ أُكْلٌ بِالْكَراماتِ دائِمُ

وَكُنْتُ أُمَنّي أَنْ تَلِـــــــــــــــــــينَ ذُؤابَتي***كَأَنَّ حُطامي لِلشَّراراتِ لاطِمُ

وَقَدْ أَوْكَسَتْ مِنّي الأَنابِيبُ جُــــــــمْلَةً***تَرى عاصِفاً لِلْمَوْجِ ما مِنْهُ عاصِمُ

وَمُلْتَفَّةُ الأَطْرافِ في جِــــــــــيدِها الرَّدى***لِحَمّالَةِ الأَظْغانِ مِنْها غَلاصِمُ

وَمَوْسوعَةُ التِّبْيانِ تَخْضَـــــــلُّ بِالشَّذى***تَدُسُّ شُجوني في حَشاها الْمَعاجِمُ

فَما زِلْتُ أَبْكي الشِّعْرَ مِنْ حَيْثُ يَبْجُسُ***مِنَ الْوَجْدِ حَتّــى صَدَّ مَجْراهُ لاكِمُ

وَإِنّــــــــــــــي إِذا القُرْءانُ أَرْخى بَيانَهُ***تَمِيزُ خِصالي في هُداهُ الأَعاجِمُ

وَتِلْكَ الْقُرى قُصَّتْ عَلَيَّ صِــــــفاتُها***لِأَنْباءِهــــــــــا شَأْنٌ حَصِيدٌ وَقائِمُ

وَفي الْقَلْبِ أَوْتارٌ عَبِيطُ دِمــــــــاءِها***وَفِيٌّ لِأَصْـــــلِ النَّسْلِ لِلْحَزِّ واشِمُ

تَلُطُّ ثُغوري لِلْبَلالِيقِ جُــــرْحَـــــــها***رَبِيعُ الرُّبــــــى فِيها شَهِيٌّ وَناعِمُ

إِذا انْشَقَّتِ الأَرْضُ انْشِقاقاً فَحَفْشُها***يُعافى وَحَفْشي لِلتَّجافي يُصادِمُ

إِذا بارَزَ الْكَلْبُ اللُّيوثَ يُعَـــــــــجِّلُ***وَيُخْفي عُواءً في نُباحٍ يُساوِمُ

وَإِنّي وَمِنْ إِسْرافِهِ فــــــــــــي كَرامَتي***وَإِنْ مَصَّـــهُ مُسْتَعْمَرٌ لَمُداهِمُ

وَمَنْ يَأْلَفِ الإِيواءَ في فُسْحَةِ الْحِمـــــى***فَضَيْقُ هِجاءي لِلْبُروجِ يُزاحِمُ