حركة - 04/02/2009
مغاربة ينفقون 100 درهم في اليوم وآخرون يقضون النهار بأقل من 8 دراهم
الرباط - إبراهيم ش.
لقد أصبح المغاربة بعد حرب الأسعار التي شنتها الحكومة الحالية لتدمير القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة، موضوعا دسما للهيئات العربية والمنظمات الدولية التي أضحت ترثي لحالنا وتشفق على "قفتنا" اليومية.
وهكذا خلصت دراسة أنجزها المركز الدولي للدراسات الزراعية المتوسطية المتقدمة، حول التحرير والتضخم وكلفة المعيشة بالمغرب، إلى ارتفاع تكاليف الحياة بالعديد من المدن المغربية، نتيجة ارتفاع مصاريف الأسرة المغربية اليومية، حيث ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية، وخاصة الأساسية، بمستويات قياسية سنة 2008، جعل متوسط كلفة "القفة" الخاصة بأسرة مكونة من خمسة أفراد، تصل إلى 100 درهم في اليوم على الأقل، دون إدراج مصاريف الكراء وفواتير الماء والكهرباء والاتصالات الهاتفية.
وأوضحت الدراسة أن متوسط مصاريف الأسر المغربية، يرجع بالأساس إلى ارتفاع المواد الاستهلاكية الأساسية، إذ ارتفعت أسعار الدقيق بنحو 70 في المائة وزيت المائدة بنسبة 50 في المائة والسكر بنسبة 23 في المائة والزبدة بنسبة 66 في المائة والحليب بنسبة 05 في المائة.
في بداية هذه الورقة التحليلية، يجب أن نذكر أن هذه الدراسة المنجزة من طرف المركز الدولي للدراسات الزراعية المتوسطية المتقدمة حول التحرير و التضخم و كلفة المعيشة بالمغرب، لم تحدد بالتدقيق الفئة التي شملها البحث ، و لا مستوى دخلها الشهري و السنوي.
فيبدو أن الفئة التي تحدثت عنها الدراسة السالف ذكرها، و التي تصرف كمتوسط يومي على " القفة "، 100 درهم أي 3000 درهما في الشهر، يجب أن يتراوح مدخولها الشهري حتما، ما بين 8000 و 9000 درهما في الشهر، إذا أخذنا بعين الاعتبار ، أن " القفة " حسب ذات الدراسة، تكلف حوالي 41 في المائة من الميزانية الشهرية للأسرة المغربية، على أن لا يتجاوز عدد أفرادها الخمسة.
فماذا سنقول عن الأسر المغربية التي يفوق عدد أفرادها هذا الرقم، أو الأسر التي تعيل أفرادا آخرين أو أسرا أخرى بكاملها؟
إذا قبلنا مبدئيا أن الدراسة السالف ذكرها تتحدث عن الأسر التي تتقاضى حوالي مليون سنتيم في الشهر، لكي تستطيع أن تنفق حوالي نصفها على " القفة " اليومية لأسرتها المتكونة من خمسة أفراد، و هي فئة لا تمثل نسبة مائوية كبيرة في الساكنة المغربية التي تفوق حاليا ثلاثين مليون نسمة.
فكم يصرف آلاف الأعوان الذين يتقاضون أجورا تساوي أو تقل عن الحد الأدنى للأجور على " القفة " اليومية، رغم أن أكثر من 40 في المائة منهم مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي؟ و كم يصرف يوميا على " القفة"، حوالي 70 في المائة من الموظفين الذين يتقاضون شهريا ما بين 2500 و 3500 درهم في الشهر؟ وكم يصرف ملايين المغاربة (ما بين 3 و 5 مليون)، الذين يقضون النهار كله بأقل من دولار، أي أقل من 7 أو 8 دراهم مغربية؟ و كم يصرف ملايين المغاربة الذين يقترب عملهم إلى نوع من البطالة المقنعة منه إلى أي شيء آخر؟ و كم يصرف ملايين المواطنين الذين لا دخل و بالتالي لا " قفة " لهم ؟
يبدو أن السنة الحالية، التي ستقضيها لا قدر الله هذه الحكومة الفاشلة سياستها، لن تكون أقل كلفة على " القفة " اليومية للأسر المغربية سواء كانت من فرد واحد أو من عدة أفراد، فالغلاء الذي جاءت به الأغلبية العددية الحالية لا يفرق بين هذه الطبقة أو تلك.
ونخشى أن يقع ما وقع في العديد من البلدان العربية و الإفريقية التي اندلعت بها مظاهرات هددت السلم الاجتماعي بل استقرار هذه البلدان.
فمن مدينة " دوالا " بالكامرون إلى مدينة " أبيدجان " بالكوط ديفوار، و من " القاهرة " بجمهورية مصر العربية إلى " دكار " بالسينغال، هزت الاحتجاجات جل العواصم العربية و الإفريقية، حيث خرج ضحايا الجوع للدفاع عن خبزهم اليومي و استرجاع كرامتهم التي داست عليها عجلة حكوماتهم.