إن المتأمل للدراسات المنجزة حول ظاهرة التعثر الدراسي يجد تنوعاوتباينا علىمستوى التسميات الموضوعة لوصف هذه الظاهرة الا أنه بعد البحث يتضح له ضرورة البحث في الأسباب التي تترتب عن ظاهرة التعثر الدراسي،ومعلوم أن مدرس القسم له دور أساسي في الكشف عن هذه الأسباب وتشخيص صعوبات التحصيل نظرا لاحتكاكه اليومي والمباشر بتلاميذه وبحكم ملاحظاته المستمرة والمباشرة لسلوكهم ،و في اعتقادنا فإن المدرس الراغب في معرفة أسباب تعثر تلاميذه وتشخيص حالاتهم ان يكون متمكنا من :
-معرفة عملية التعلم في مختلف جوانبها وأسسها وكذا من معرفة جوانب الخلل و القصور فيها.
-أن تكون لديه القدرة على فهم وتأويل العوامل المسببة في التعثر وفي الفشل الدراسي
-القدرة على التمييز بين الفروق الفردية والتمييز بين الحالات ومعرفة الحالة التي يستدعي فيها تدخل الأخصائيين مثل الأطباء،وعلماء النفس .
-القدرة على وضع وتنفيذ البرامج التصحيحية وبرامج الدعم التربوي .
-أن توفر لهذا المدرس المحفزات المادية والمعنوية وإعادة الإعتبار له بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى حتى يتحمس ويتطوع للإفادة في هذا المجال.
- محاسبـة الــضمـير وذلــك بــتــطــبيــق مـبــدأ مـا له مـن حــقــوق ومــا عــلــيــه مـن واجــبــات .
ولا بــأ س مـن الــتـذكـيـر بـأن مـخـتـلـف الــتــصــنــيــفــات الــتــي تـدرس أســبـاب الــفــشــل الــدراسـي عـادة مـا تـصـنــفــهــا الى ثـلاثـة مـجــمــوعـات أسـاسـية:
1-الأسـبـاب الـذاتيـة ( أو فـزيـولـوجـيـة) الـتي ترتبط بـالتـلـمـيذ،وهي الأسـبـاب الـمـحـايـثـة لـبنـيته الجـسمـية والنـفـسية.
2-الأسبـاب الخارجـية التي تعود لبيئة التلميذ :والتي تؤثر في أداء التلميذ من الخارج وتشكل محيطه الإجتماعي والثقافي(أسباب إجتماعية).
3- الأسباب السياسية(أو الأسباب الخارجية) التي تعود للمدرسة والنظام التعليمي والتي تشكل محيطه التربوي
1-الاسباب الفزيولوجية (أو الذاتية) أسباب التعثر التي تعود للتلميذ:وهي المشاكل المرتبطة بالصحة الجسمية والنفسية التي تنطلق من ذاتية المتعلم وخصوصياته الشخصية والتي يمكن وصفها بالمعوقات المرضية التي تقف حجرة عثرة في طريق هذا المتعلم وهي نوعان :
أمراض عضوية (سمعية وبصرية وشلل أعضاء و...)
أمراض نفسية :وقد تنتج عن عوامل داخلية أو خارجية... وهذا العائق يجعله لا يتوافق مع الوتيرة العادية
والطبيعية للعمل الدراسي .
وعادة ما يتغيب الطفل في مثل هذه الحالة عن الدروس أثناء مرضه أو إثناء فترة النقاهة ويعتبر الغياب المتكرر عن المدرسة من أهم الأسباب وراء التعثر الدراسي وبالتالي وراء الفشل .
فالأمراض التي تكون سببا في تغيب التلميذ كثيرة : أمراض الحلق واللوزتين والضيقة والسكري والسل وأمراض الكليتين والكبد وفقر الدم...إلخ والتي تكون وراء التغيبات (فإذا كانت الدول المصنعة مثلا :قد تخلصت من كثير من الأمراض وخاصة المعدية منها فإن العديد من الدول النامية ما زالت تعاني من ويلاتها ) وكما لاينبغي أن نغفل خطورة بعض الإعاقات الحسية والحركية والتي تعوق الطفل ،إن في حواسه ،خاصة حاستي السمع والبصر ،أو نشاطه الجسمي مما يؤثر سلبا على أدائه المدرسي ويجعله يتخلف عن زملائه على الرغم من مواضبته على الدروس،وكثيرا ما ينتبه المدرسون إلى أن بعض التلاميذ يعانون من ضعف في السمع والبصر ويخفون معاناتهم تجنبا للإحراج أو للسخرية ويلجؤون إلى بعض الأساليب الملتوية لإخفاء إعاقتهم مما يؤثر في أدائهم سواء في القراءة أو الكتابة أو غيرهما من أنشطة التعليم .
2- الأسباب التي تعود لبيئة التلميذ (الأسباب الإجتماعية ): يحمل كثير من الباحثين مسؤولية فشل التلاميذ وتخلفهم الدراسي لظروف الحياة الأسرية والتي يمكن أن تتميز بهشاشة كبيرة بسبب ضعف الأسرة وكثرة الأبناء وغيرها من الأدواء بحيث يمكن تلخيصها فيما يلي