كيف كان يتابع الحسن الثاني 'عمليات القمع' بجبال الريف؟
هبة ريف :" كيف كان يُتابع الحسن الثاني عمليات القمع العنيفة بالريف؟ " سنتي 1958 و1959 ، أو ما يعرف عند أهالي المنطقة بـ"عام إقبارن"، سؤال أجاب عنه الكاتب الفرنسي جيل بيرو، الذي أشعل أزمة دبلوماسية بين المغرب وفرنسا بخصوص كتابه 'صديقنا الملك' الممنوع من النشر في عهده، والذي يتضمن فصلين، الدموي و محمد الخامس. يقـول بيرو الذي وضعت جائزة لمن يقتله في ذلك الحين، -يقول- في هذا الكتاب: " ما كان ينتظرهما في الريف يصعب وصفه بالممتع!" مشيرا إلى المعارضة في الريف.
يضيف: " كان القمع في الريف عنيفاً وبدون رحمة على الطريقة الأوفقيرية. تم إنزال عشرين ألف رجل على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. قسموا إلى ثلاثة طوابير أرسلت باتجاه الجبل. قام الطيران الذي كان طاقمه القيادي فرنسياً وألوانه، المصبوغة حديثاً شريفية، بسحق القرى تحت هول القنابل ".
ورد في نفس الكتاب، إن الحسن الثاني كان يتابع العمليات في الهيلوكوبتر على جبال الريف، من حين إلى آخر كان الحسن الثاني يحط على اليابسة لتقبل مراسيم الطاعة عبر الركوع أمامه.
يُزيد جيرو في فصل الثاني (الدموي) من كتابه: "وحين (الراكعين) وقفوا بعد أن حصلوا على العفو عنهم وابتعدوا قليلاً وقع انفجار بينهم أدى إلى تمزيقهم إرباً؛ لقد كان أوفقير قد وضع مازحاً، قنبلة مفتوحة في طاقية جلابية أحد الأسرى الريفيين".
ويؤكد جيل بيرو، الذي أعد "صديقنا الملك" بسرية آنذاك بالمغرب، إن أفقير، الذي خصص له في كتابه قسما كبيرا، كان يحب القيام بنوع فظيع من الإعدامات العلنية حيث يحافظ الخنجر على مكان الصدارة لديه، ويضيف : " قام أحد الريفيين بإطلاق الرصاص على الحسن الثاني لكنه أخطأه فتم اعتقاله. اقترب منه أوفقير وذبحه قائلاً للحسن: "هدية لك يا أميري! ".
ويتحدث ذات الكاتب الفرنسي بيرو، عن الأمر الذي دفعه لتأليف هذا الكتاب، هو قراره الذي يحاول إظهار الوجه الخفي لمملكة الحسن الثاني، "فقد كان هناك الوجه الظاهر، الوجه الذي يُظهِر المغرب كعضو في نادي البحر الأبيض المتوسط ويظهر المناسبات الثقافية والفانتازيا، لكن هناك أيضا الوجه الخفي.