:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 13 - 9 - 2008
المشاركات: 861
|
نشاط [ ayoubamine08 ]
معدل تقييم المستوى:
277
|
|
05-06-2009, 16:26
المشاركة 6
موضوع الحلقة: الخوف من الموت
قال تعالى( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)) سورة الجمعة الآية 8
كلنا يخاف الموت، لاننا لا نفقه أسراره و خبايا حقيقته. ولا شك أنّ عمران الدنيا وخراب الآخرة مع الجهل بحقيقة الموت سوف يزيدان من درجة الخوف والكراهية للموت.
نحن لا ندري متى نموت، لكننا نعلم أننا لا محالة ميتون، هذا الإيمان الراسخ في قلوبنا و هذه العقيدة الثابتة في القول بأن كل العالم ليس أزليا أبدا، و ما لم يكن أزليا فهو حادث، و كان حادث فالفناء من صفاته اللازمة له، التي لا تنفك عنه بحال مردها الفطرة السليمة التي خلق و جبل عليها الإنسان، و ما جاءت به الشريعة من نصوص تدل على حقيقة هذا المقام و هو الإيمان بالموت و بالفناء. فالمؤمن يشاهد الفناء يجري في أجزائه باستمرار و يرى أثر الفناء في الحيوانات و النباتات و غيرها من مكونات عناصر الطبيعة.
لذا يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعدا، و لا يغترر بالشباب و الصحة، فإن من يموت الأشياخ، وأكثر من يموت الشبان، و لهذا يندر من يكبر، و قد أنشدوا:
يعمر واحدا فيغرُّ قوما............و ينسى من يموت من الشباب
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه صيد الخاطر و من الاغترار طول الأمل، و ما من آفة أعظم منه. فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلا. و إنما يقدم المعاصي و يؤخر التوبة لطول الأمل و تبادر الشهوات، و تنسى الإنابة لطول الأمل. و إن لم تستطع قصر الأمل فاعمل عمل قصير الأمل. و لا تمس حتى تنظر فيما مضى من يومك، فإن رأيت زلة فامحها بتوبة، أو خرقا فارقعه باستغفار. و إذا أصبحت فتامل ما مضى في ليلك. و إياك و التسويف فإنه أكبر جنود إبليس.
لا أحد يعلم متى يموت و لا أين سيموت...
ذكر أن وزيرا جليلا القدر كان عند داود عليه السلام...فلما مات داود صار وزيرا عند سليمان بن داود...
و كان سليمان عليه السلام يوما جالسا في مجلسه في الضحى...و عند هذا الوزير...فدخل عليه رجل يسلم عليه و جعل هذا الرجل يحادث سليمان، ويحد النظر إلى هذا الوزير، ففزع الوزير منه، فلما خرج الرجل قام و سأل سليمان و قال: يا نبي الله، من هذا الرجل الذي خرج من عندك؟ قد _و الله_ أفزعني منظره.
فقال سليمان: هذا ملك تاموت، يتصور بصورة رجل و يدخل عليّ.
ففزع الوزير و بكى و قال: يا نبي الله أسألك بالله أن تأمر الريح فتحملني إلى أبعد مكان إلى الهند، فأمر سليمان الريح فحملته.
فلما كان من الغد دخل ملك الموت على سليمان يسلم عليه، كما كان يفعل. فقال له سليمان: قد أفزعت صاحبي بالأمس، قلماذا كنت تحد النظر إليه؟
فقال ملك الموت: يا نبي الله، إني دخلت عليك في الضحى و قد أمرني الله أن أقبض روحه بعد الظهر في الهند، فعجبت أنه عندك، قال سليمان: فماذا فعلت؟ قال ملك الموت: ذهبت إلى المكان الذي أمرني الله بقبض روحه فيه فوجدته ينتظرني، فقبظت روحه.
قال تعالى( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)) سورة الجمعة الآية 8
إلى حلقة قادمة إن شاء الله
|