تراجيديا في بوقنادل .. إنهاء "الحياة المدرسية" وراء انتحار تلميذة
دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربويةهنا نرتب أهم وآخر مقالات الرأي والتقارير الصحفية الواردة بالصحافة الوطنية والمتعلقة بموضوع التربية والتعليم
تراجيديا في بوقنادل .. إنهاء "الحياة المدرسية" وراء انتحار تلميذة
عبد الرحيم العسري
الاثنين 08 يناير 2018
بالرغم من الحملات التوعوية التي تُطلقها منظمات المجتمع المدني بين الفينة والأخرى للتحسيس بأهمية التطرق إلى قضايا الشباب والسلوكات الخطيرة المنتشرة وسط الأطفال والمراهقين؛ فإن ظاهرة الانتحار ما زالت تحصد الكثير من الأرواح في المغرب، إذ وضعت تلميذة لم يتجاوز عمرها 14 سنة، تقطن نواحي منطقة أولاد سبيطة التابعة لجماعة بوقنادل بسلا، حدا لحياتها شنقاً بواسطة حبل.
ووفقا للمعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن التلميذة (ن. س)، التي تدرس في السنة الثانية إعدادي بمدرسة المحيط بجماعة بوقنادل، تبعد عن منزلها بحوالي 20 كيلومتراً، تأخرت قبل أيام عن موعد وصولها إلى المنزل بسبب بعض المشاكل المتعلقة بالنقل الجماعي الذي توفره الجماعة القروية للتلاميذ؛ ولكن أفراد عائلتها لم تتفهم الأمر، أجبروها على التوقف عن الدراسة لتختار الانتحار شنقاً تاركة وراءها رسالة صادمة بخط يدها تقول فيها "خنقتوني ها أنا أشنق نفسي".
وقال أساتذة في إعدادية المحيط، ضمن تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكتروينة، إن التلميذة المنتحرة أرسلت رسائل نصية قصيرة عبر الهاتف إلى زميلاتها في القسم تُخبرهن بأنها ستضع حداً لحياتها بسبب إجبارها من لدن والدها على التوقف عن الدراسة، حيث سارع التلاميذ إلى إخبار أستاذة مادة الفرنسية بخطورة الأمر، ولكن الوقت كان قد فات عندما حلوا ببيتها لإنقاذها.
وأضافت المصادر ذاتها أن "التلميذة كانت تتميز بسلوك حسن، ولا تُعاني من أي مشاكل نفسية أو دراسية قد تدفعها إلى الانتحار، الأمر الذي جعل صديقاتها يعيشن على وقع الصدمة".
في المقابل، حملت مجموعة ساكنة "أولاد سبيطة" مسؤولية انتحار الفتاة إلى المسؤولين جراء التهميش والفقر الذي تُعانيه الجماعة القروية، خصوصا مشكل النقل العمومي لدى التلاميذ والتلميذات. وقالت في تصريحات لهسبريس: "إن هناك حافلة واحدة تنقل تلاميذ المنطقة إلى المدارس، ناهيك عن مشكل الاكتظاظ والتحرش الجنسي بسبب ركوب أشخاص لا علاقة لهم بالتلاميذ".
ومنذ أيام، احتجت الساكنة أمام مقر الجماعة مطالبين بتدخل عاجل والاستجابة للمطالب الاجتماعية التي تهم أبناء المنطقة، كما حملوا مسؤولية وفاة الطفلة إلى القطاعات الحكومية المعنية.
ومؤخراً، ارتفعت ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ والمراهقين لأسباب مختلفة، إذ تشير آخر الإحصائيات غير الرسمية إلى أنه تسجل أكثر من 1500 حالة انتحار في السنة بشكل عام، وتشمل 65 في المائة من الذكور مقابل 35 في المائة من الإناث. وحسب منظمة الصحة العالمية ينتحر كل سنة ثمانمائة ألف شخص، وتسجل كل أربعين ثانية عملية انتحار، خاصة في صفوف الشباب. ويصنف المغرب كثاني بلد عربي تسجل فيه أكبر معدلات الانتحار، التي تقدرها أرقام المنظمة العالمية بـ5.3 حالات لكل مائة ألف نسمة.
هسبريس