المسرح المدرسي لتعليم التسامح : طالبة مسلمة ترتدي الحجاب في مدرسة مسيحية ! - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفتر المواضيع التربوية العامة هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بجميع المواضيع التربوية العامة التي لا يوجد لها تصنيف ضمن الدفاتر أدناه ..

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية مصطفى
مصطفى
:: المدير المؤسس ::
تاريخ التسجيل: 5 - 5 - 2007
السكن: أكادير
المشاركات: 1,035
معدل تقييم المستوى: 40
مصطفى تم تعطيل التقييم
مصطفى غير متواجد حالياً
نشاط [ مصطفى ]
قوة السمعة:40
قديم 20-12-2011, 22:21 المشاركة 1   
افتراضي المسرح المدرسي لتعليم التسامح : طالبة مسلمة ترتدي الحجاب في مدرسة مسيحية !

المسرح المدرسي لتعليم التسامح : طالبة مسلمة ترتدي الحجاب في مدرسة مسيحية !


يبدأ العام الدراسي في مدرسة متوسطة ألمانية، ويمر اليوم تلو اليوم، والطالبة المسلمة (أسماء) لم تداوم بعد، تسأل إحدى زميلاتها الألمانيات عنها، هن يعرفنها منذ عامين، وتربطهن بها صداقة وطيدة، فهي دمثة الخلق، متفوقة في كل المواد الدراسية، دومًا أنيقة ومرتبة الملابس، دون تكلف أو مبالغة. صحيح أنها غريبة عنهن في بعض الأشياء، مثل عدم تناول الخنزير، وعدم الذهاب معهن إلى السينما أو الحفلات الموسيقية، لكنها جزء من فريقهن، وجودها دوما يجلب الخير، ففي المسابقات العلمية، تعرف دوما الإجابة الصحيحة، قبلهن جميعًا.
تستبعد الطالبات في حديثهن أن تكون أسماء قد انتقلت من المدرسة، دون أن تبلغ أحداهن، ويصلن على قناعة بأن الأمر لا يدعو للاطمئنان، ولذلك عليهن أن يتصلن اليوم بها هاتفيًا، للاطمئنان عليها، وتحديد موعد لزيارتها في بيتها.
في أثناء الحديث تدخل طالبة ترتدي الحجاب، لا تعرفها أي واحدة منهن، لا تلقي عليهن التحية، بل تدخل الصف، وتقف في ركن الغرفة على استحياء، تتبادل الطالبات النظرات، ويستغربن من سلوكها، ويتوقعن أن تكون طالبة جديدة، مما يبرر شعورها بالخجل، وتصرفها بهذه الطريقة، تقرر إحداهن أن تتعرف عليها، وتساعدها على تجاوز هذه المشاعر، وأن تجلس معهن.
تذهب الطالبة الألمانية إلى الطالبة التي ترتدي الحجاب، وتلقي عليها التحية، وتسعى لكسب مودتها، فتسألها عن اسمها، فتنظر إليها الطالبة المسلمة، وتتحدث بصوت فيه حزن كبير: «ألاتعرفينني؟ أنا أسماء صديقتك»، يظهر الذهول على وجه الطالبة الألمانية، وترد: «ليس عندي صديقة ترتدي الحجاب»، وتعود إلى زميلاتها، والصدمة في عينيها، وتصرخ: «إنها تقول، إنها صديقتنا أسماء».
تهب الفتيات جميعًا، ويتجهن إليها، ويتساءلن: «ماذا فعلت بنفسك؟ ما هذا المظهر الغريب؟»، ثم تصرخ إحداهن: «لا أتخيل صديقة لي بهذا الشكل الغريب.»، فترد أخرى: «أسماء صديقتنا، سواء ارتدت الحجاب أم لم ترتده، إننا نحبها كما هي»، ترد ثالثة متساءلة: «ربما تغيرت أشياء أخرى غير المظهر».
تهرب منهن أسماء، وتنهار على المقعد، وتجهش في البكاء، وتصيح: «كنت أعلم أن هذا سيحدث، لذلك لم أكن أرغب أن أعود إلى هذه المدرسة»، تجلس إحداهن عند قدميها، وتواسيها وتؤكد لها أنهن صديقات لها، ولكن يجب أن تراعي أن الأمر جاء مفاجأة لهن، وأنهن لا يعلمن كيف حدث ذلك، ولا كيف سيؤثر ذلك في سلوكها.
بعد أن تهدأ أسماء، تبدأ في الحديث إليهن، وتذكر أنها كانت تقضي عطلتها الصيفية في وطنها الأصلي، تركيا، كما اعتادت أسرتها كل عام، وأن عمها أعرب لأبيها عن استيائه من عدم ارتدائها الحجاب، بعد أن بلغت سن التكليف، وشعر والدها بالخجل من هذا العتاب، وطلب من ابنته أن ترتدي الحجاب، طالما كانوا في تركيا، على أن تخلعه حينما تعود إلى مدرستها في ألمانيا، فأطاعت والدها، باعتبار أن الأمر، قضية مؤقتة فقط.
ومرت أسابيع العطلة، وعادت الأسرة التركية إلى ألمانيا، ولكن أسماء لم تخلع الحجاب، فسألها والدها عن سبب ذلك، رغم أنه سمح لها أن تخلعه، حتى لا تتعرض إلى نظرات البعض المحمَّلة بالخوف أو بالنفور من الحجاب، لأن الكثيرين يعتبرونه تجسيدا لخضوع المرأة لإرادة الرجل، الذي يفرض عليها ذلك، وأنه دلالة على التطرف الديني، طالما أن كثيرات من المسلمات لا يرتدين الحجاب، رغم مواظبتهن على الصلوات، والالتزام بالصوم، وبقية أركان الإسلام الخمسة.
قاطعتها زميلتها، لتسألها: «هل تراجع أبيك عن وعده؟ لماذا يجبرك على شيء لا ترغبين في القيام به؟ أنت في ألمانيا ومن حقك اللجوء إلى السلطات لتتدخل لصالحك» فردت أسماء بأنها هي صاحبة القرار، وأنها لم تعد تتخيل نفسها بدون حجاب، وأنها أقنعت والدها بأن يسمح لها أن تفعل ذلك، وأكدت له أنها على استعداد لتحمل أي معاناة من أجل دينها، ثم أردفت: «لكنني لم أتوقع أن أشعر بخيبة الأمل هذه، عندما أجد أقرب صديقاتي، لا يتعرفن عليّ، وأرى في أعينهن هذا الخليط العجيب من الدهشة والجفاء».
تأتي إحداهن لتسألها من جديد، عما إذا كان ارتداء الحجاب، يعني أن شيئًا ما في داخلها قد تغير، وأنها مثلا لن تشارك في المسابقات العلمية أو أي أنشطة أخرى في الصف، فتؤكد لهن أنها كانت أسماء قبل الحجاب، وستظل أسماء بعد ارتدائه أيضًا.
تسود لحظة من الصفاء، وهن يحتضنها، ويشعرن بأن صديقتهن عادت إليهن، ولم يعد الصديقات يرين في الحجاب أي عائق عن استمرار الصداقة، ولكن هذه اللحظة لم تدم طويلا، حين دخل طلاب الصف الذين عادوا لتوهم من مباراة كرة قدم في ساحة المدرسة، وعندما شاهدوا أسماء، سألوا الطالبات عن هذه الطالبة الغريبة عنهن، ولما علموا بأنها زميلتهم أسماء، لكنها ارتدت الحجاب، بدأت صيحات ساخرة على مظهرها الغريب، واستنكار لوجود فتاة بالحجاب في هذا الصف، ورفضهم أن تشارك معهم في أي نشاط مدرسي.
تغضب الفتيات الألمانيات من زملائهن، الذين هدموا كل ما فعلنه، وبعد أن ظنوا أنها لن تشعر بأي ألم في الصف، ولا بالغربة، جاء الطلاب ليجرحوها ويؤلموها، فاقترح الطالبات على أسماء أن يغادرن الصف بسرعة، لأنهن يرغبن في إبلاغها بقرارهن.
في المشهد التالي من المسرحية، يقف الطلاب على خشبة المسرح، وهم منشغلون بالتحضير للمسابقة القادمة، والتي يحتاجون فيها إلى فتيات، لإكمال العدد المنصوص عليه لكل فريق، ولأنهن أيضًا أكثر اجتهادًا منهم، ويعرفن الإجابات الصحيحة قبلهم في كثير من الأحيان.
وفجأة تدخل جميع الطالبات، وهن يرتدين الحجاب، ويصاب الطلاب بالذهول، ويتساءلون عن هذا السلوك الغريب، وطالبوا الطالبات الألمانيات بخلع الحجاب، حتى يقبلوا بهن في الفريق، فترد الفتيات في تحدٍ وإصرارٍ، بأنهن كتلة واحدة، إما أن يقبل الطلاب بهن جميعا، ومعهن أسماء، أو يرفضوهن جميعا.
يستنكر الطلاب هذا الأسلوب، ويعتبرونه ابتزازًا لهم، وتتعالى صيحاتهم في وجه الفتيات المحجبات، لكن الفتيات لا يأبهن بهم، ويتركونهم، يتداولون بينهم، ويطالب بعضهم البعض الآخر، بإعادة التفكير في الأمر، ويسأل أحدهم: «ألم يكن الأفضل أن نراعي مشاعر زميلتنا أسماء، من تلقاء أنفسنا، بدلا من أن تجبرنا الطالبات على ذلك؟». عندئذ يقول آخر إنه يتفق مع هذا الرأي، ويرى أن المطلوب منهم حتى يؤكدوا لزميلتهم أن موقفهم نابع عن صدق، فإنهم سيقترحون أن تصبح أسماء هي رئيسة الفريق، لأنها أفضلهم علميا، ولأنها الأحق بهذه المكانة من غيرها، ولأن العبرة بالإنسان الذي خلف قطعة القماش، وليس العكس.
يشعر الطلاب والطالبات بالفرحة الغامرة، وتشرق وجوههم جميعًا، ويقف الطلاب بجوار الطالبات، وتقف أمامهم جميعا أسماء الطالبة المسلمة، التي ترتدي الحجاب. وينزل الستار.
يصفق كل الحضور، والد أسماء، ومعه مسلمون كثيرون، وأولياء أمور الطالبات الألمانيات اللاتي يرتدين الحجاب، وأولياء أمور طلاب من كل صفوف المدرسة، والمدير والمعلمون، وعمدة المدينة، ومسؤولون مسلمون ومسيحيون.
النقاش
يجلس على المسرح معلم من أكاديمية الملك فهد في بون، ومعه معلم التربية الدينية المسيحية في المدرسة الألمانية، ومعلم ألماني اعتنق الإسلام، وقسيسة من الكنيسة الإنجيلية، ليناقشوا الحوار بين الأديان، تحت شعار (سويا من أجل التنوع في العالم – حديث بين المسلمين والمسيحيين).
يتضح من النقاش أن رسالة التسامح التي بثتها المسرحية، قد وصلت إلى جميع الحاضرين، وأن الحوار بين أتباع الأديان المختلفة، لا يعني تمييع الفروق بين الأديان، ولا إنكار وجود اختلافات بينها، وأن الأمر لا يتعلق بالتبشير المسيحي بين المسلمين، ولا بما يعرف باسم (مؤامرة أسلمة أوروبا)، بل يجسد الرغبة المشتركة في الإسهام في العيش السلمي، وأن أرض الله تسع الجميع، مهما اختلفت عقائدهم، وأنه لا يجوز أن نصبر على تعرض إنسان للاضطهاد بسبب دينه، وأن نتذكر أن المسلمين الذين هم أقلية في الغرب، يمثلون الأغلبية في الشرق، مقابل أقلية مسيحية، وأن حسن معاملة المسلمين في الغرب، يوفر للمسيحيين في بلاد الإسلام الضمانات التي ينص عليها الشرع لحفظ حقوقهم، وضمان حريتهم في ممارسة العقيدة، طالما لا يسعون للتأثير على عقائد الآخرين.
مجرد سؤال
هل نربي أبناءنا وبناتنا على نصرة المظلوم، وعلى الحكم على الأشياء بجوهرها لا بمظهرها، وألا نسب معتقدات الآخرين، فيسبوا معتقداتنا في بلادهم؟ هل مازال البعض يؤمن بأن المشاركة في الملتقيات الدولية هو عبارة عن «هدم الحواجز بين المسلمين وأصحاب الديانات الباطلة، وأنه مصادم لأصل الدين، ومناقض لكلمة التوحيد»؟ أم أن حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، هو الذي جعل عتاة الكفر في مكة يسلمون، وأن الله لم ينهنا عن الذين لم يقاتلونا في الدين، ولم يخرجونا من ديارنا، وأمرنا أن نبرهم ونقسط إليهم؟
وأخيرًا ألا ينبغي أن نستخدم المسرح المدرسي لنشر ثقافة التسامح والحوار، واحترام الآخر؟ بدلا من إهدار طاقات الطلاب والطالبات في أعمال مسرحية، لا تحمل رسالة تربوية.
إن بقاء أكاديميات الملك فهد، وحصول بقية المدارس السعودية في العالم، على ترحيب الوسط الذي تكون فيه، حتى ولو كان هذا الوسط غير إسلامي، لن يتحقق إلا إذا تأكد المسؤولون في هذه الدول من إسهام هذه المدارس والأكاديميات في نقل رسالة السلام، لا الحرب، رسالة التسامح، لا التعصب والبغض، وغيرها كثير من القيم، التي يزخر بها ديننا الحنيف، ولكن المهم أن نوضحها لطلابنا، وهو الأمر الذي يمكن أن يتحقق في إطار الأعمال التي يقدمها المسرح المدرسي.






مجلة المعرفة











اعط بلا حدود ... ولا تنتظر الأخذ ... يكفيك رضى الله !!
=================
وما من كاتب الا سيفنى ******** ويبقى الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شئ ******** يسرك في القيامه ان تراه
آخر مواضيعي

0 الأدوية قابلة للتعويض
0 توزيع الكتب المدرسية في كراتين المعسل
0 9 أسباب تدفع المعلمين للتقاعد المبكر في السعودية
0 صنافة كراثول للجانب الوجداني عند المتعلم
0 الجمعية الوطنية لأساتذة المغرب تطالب بالإحتكام إلى التنقيط كمعيار وحيد في الحركة الانتقالية
0 المحطة الاولى للمنتدى الافتراضي الوطني للتوجيه
0 ترحيب بالأخ العزيز aboussama khalid
0 كيف نحيا ألف حياة وحياة؟
0 حكاية تيدي ستودارد.. ملهمة المعلمين والتربويين والآباء
0 الرؤية المدرسية والرسالة المدرسية - دراسة حالة


التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى ; 20-12-2011 الساعة 22:27

ali zayani
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 19 - 12 - 2011
المشاركات: 13

ali zayani غير متواجد حالياً

نشاط [ ali zayani ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 11-03-2012, 19:12 المشاركة 2   

ششكرالك ششككككرا


خادم المنتدى
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية خادم المنتدى

تاريخ التسجيل: 20 - 10 - 2013
السكن: أرض الله الواسعة
المشاركات: 17,180

خادم المنتدى غير متواجد حالياً

نشاط [ خادم المنتدى ]
معدل تقييم المستوى: 1867
افتراضي
قديم 02-05-2016, 16:14 المشاركة 3   

-***************************-
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
-*****************************-

الأحد01شـوال1441هـ/*/24مــاي2020م
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لتعليم, مدرسة, مسلمة, مسيحية, المدرسي, المسرح, التسامح, الحجاب, ترتدي, طالبة

« تعريف التخطيط الاستراتيجي وأهميته في مجال التعليم وعلاقته باحتياجات السوق | المهارة الثانية لمعلم القرن 21 : إدارة المهارات الحياتية »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طالبة يمنية تتزوج أخرى مغربية في مدرسة سعودية وعقد النكاح تكتبه سودانية آثار على الرمال دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 7 15-06-2009 21:10
مدرسة تكمي الجديد بورزازات تشارك في مهرجان المسرح المدرسي بابن امسيك أبو إحسان ثقافة العمل الجمعوي 3 07-06-2009 01:48
الحجاب فرض على كل مسلمة ( ادخلى شوفى الادلة ) boutrika abdellatif دفاتر المواضيع الإسلامية 1 16-04-2009 11:33
الحكومة طالبت النقابات بتأجيل النقاش في مسألة الزيادة في الأجور والترقية إلى غاية2011 أبونسرين دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 3 14-12-2008 12:44


الساعة الآن 17:02


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة