السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بناتنا بين الجرأة وقلة الحياء!!
الحياء خُلُق، ذو شقين: فطري ومكتسب. فالحياء الفطري هو الطبيعي، أما الحياء المكتسب
فهو من الإيمان، والإنسان مُكَلَّّفُ به، ومَنْ كان فيه غريزة من الحياء فإنها تؤدي به إلى الحياء المكتسب.
وعرَّف علماء الشريعة الحياء بأنه خُلُُقٌ يبعث على ترك القبيح، والامتناع عن فعل ما يُعاب.
وإن كان قلة الحياء في الرجل قدحاً فهو لدى الفتاة عيب بل نقص في أنوثتها، ومما يؤسف
له أنه بمبررات التحرر والتوسع في مفاهيم الحوار اختفى مصطلح الحياء من مفردات أخلاقيات
بعض الفتيات لتحل محله الوقاحة بأبشع صورها!
ولم يتوقف عند البذاءة والتراشق بالألفاظ السيئة
مع الزميلات، إنما تعداها لسلاطة اللسان مع المعلمات والوقاحة مع الوالدين، فلا تكاد الفتاة تفرق
بين والديها وزميلاتها في نوع الحديث برغم لزوم الاحترام لكلا الطرفين بيد أنه مع الوالدين ألزم!
وغياب الحياء مردّه للبيت بلا شك، وللأم بالذات. فالبيت هو الأساس الذي تتربى فيه الفتاة
وتشكَّل فيه أخلاقها وهويتها، والأم - بحكم مسئوليتها عن التنشئة الأسرية - هي التي تصوغ
تلك الأخلاق والسلوكيات وتطوعها.
وتأتي الصحبة مؤثراً قوياً في أفول الحياء حيث يتضح التأثير الخارجي الناتج عن مخالطة مَنْ تتكرر
رؤيتهم ويقَلَّ حياؤهم وتكثر سماجتهم لاسيما الصحبة الفاسدة، فالأخلاق حَسَنُهَا وسَيِّئَُهَا يُكْتَسَبُ
بمخالطة الأقران.
أما المسبب الثالث لنزع الحياء فهو الفضائيات التي جرّأت الفتاة على التحدث والنقاش في شتى الموضوعات
، دون حواجز، بدعوى نشر الحوار وحرية التعبير، فأصبحن يتحدثن بأساليب ليس فيها أدنى احترام للكبار.
عدا عن العري والخلاعة التي تَظْهَرُ بها بعض المذيعات والممثلات، مما يدعو الفتيات لتقليدهن،
بارتداء ملابس غير محتشمة وملاحقة الموضة والبحث عنها في الأسواق.
و كلمة الحياء مُشْتَقَّةٌ من الحياة. وأرجع قلة الحياء عند بعض فتيات اليوم إلى ضَعْفِ الإيمان، والجهل
والحاجة ماسة إلى مواجهة ظاهرة اختفاء خلق الحياء من بناتنا حتى لا نصل إلى مرحلة الانهيار الأخلاقي
ولن يتم ذلك إلا بالتربية والإيمان والثقة بالنفس.
وقبل ذلك، ندعو الله أن يجمل بناتنا بالحياء، ويزيّنهن بحسن الخلق
منقول للعيونكم