[
center]تدريس العلوم باستخدام طريقة التعلم التعاوني /center]
--------------------------------------------------------------------------------
فكرة التعلم التعاوني ليست جديدة فجذور هذا الاتجاه التي تؤكد على التعاون والتآزر وا ( المؤمن للمؤمن كالبنيانلتضامن موجودة في دنينا الإسلامي الحنيف ، قال الرسول يشد بعضه بعضا ) حديث شريف .
إن الجذور العلمية للتعلم التعاوني العالمي قد بدأت في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ، حيث تم استخدام المجموعات التعليمية التعاونية في بريطانيا على نطاق واسع، ثم نقلت الفكرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما أفتتحت مدرسة تتبع التعاونية في بريطانيا على نطاق واسع .
وطريقة التعلم التعاوني ظهرت مؤخراً في التعليم ، كأحد الحلول لبعض المشكلات التعليمية حيث أظهر التعلم التعاوني مقدرة في هذه المجالات بالذات ، والتعلم التعاوني ينطلق من فكرة أن الأهداف السلوكية لا تتحقق بجميع مستوياتها من خلال الدراسة النظرية لاسيما المستويات العليا من التفكير التي لا تتحقق إلا من خلال الدراسة العملية في الميدان .
أولاً : مفهوم طريقة التعلم التعاوني وهدفها :
1- تعرف بأنها " أسلوب تعليمي يقوم على تنظيم الصف ، حيث يقسم التلاميذ إلى مجموعات صغيرة ، تتكون كل منها من ( أربعة أفراد على الأقل ) يتعاونون مع بعضهم البعض ، ويتفاعلون فيما بينهم ، ويسعون لحل المشكلات بهدف إتمام المهام المكلفين بها ، ويكون كل فرد مسؤولاً عن تعلم زملائه ، وعن نجاح المجموعة ككل، ودور المعلم يتحدد في التوجيه والإرشاد .
2- وتعرف بأنها " تنظيم تعليمي للبيئة الصفية يتم فيها تقسيم الطلبة إلى مجموعات صغيرة غير متجانسة في تحصيلها بحيث يكون عدد المجموعة الواحدة من خمسة طلاب ويجمعهم هدف مشترك هو إنجاز المهمة الملقاة عليهم مع تحمل مسؤولية تعلمهم وتعلم زملائهم .
ويمكن تعريفها أيضاً بأنها : استراتيجية تدريسية تقوم على عمل مجموعات صغيرة متجانسة يتراوح عددها من (4-6) أفراد مع بعضها البعض من أجل تحقيق أهداف مشتركة ، يتفاعل فيها الفرد مع الآخرين لتحقيق هدفه وتحقيق الآخرين لأهدافهم ، ويكون أفراد المجموعة مسؤولين عن تعلم المادة المقدمة لهم وأيضاً مساعدة زملائهم على التعلم ، حيث يصبحون مسؤولين عن تعلم وإتقان كل واحد منهم على حدة ، ودور المعلم يتمثل بالتوجيه والإرشاد .
وتهدف طريقة التعلم التعاوني إلى تدريب الطلاب على العمل مع بعضهم البعض لإنجاز مهمة ما . على أن تكون مسئولية كل منهم معاونة الآخرين ومساعدتهم على التعلم ، بحيث تصل المجموعة إلى الإنجاز المطلوب ، وهذا يعني أن كل طالب لا يكون مسئولاً فقط عن تعلم نفسه ، وإنما مسئول كذلك عن تعلم باقي أفراد مجتمعه.
ثانياً : الفرق بين طريقة التعلم الجماعي والعمل في مجموعات :
إن طريقة التعلم التعاوني تتميز عن العمل في مجموعات بخمس صفات هي :
1- لابد من أن يعتمد أفراد المجموعة على بعضهم البعض بإيجابية أثناء التعلم .
2- بالرغم من أن العمل يتم كمجموعة إلا أن كل فرد يسأل عن عمله كفرد وكعضو في المجموعة .
3- يتوقع من أعضاء المجموعة أن يساعد كل منهم الآخر ويؤازره ويشجعه على التعلم .
4- السلوك التعاوني بين أفراد المجموعة هو سلوك مقصود يعلمه لهم المعلم من خلال عرض نموذج أمامهم ، والمشاركة معهم في التفاعل .
5- أثناء العمل في المجوعة يلاحظ الأفراد سلوك بعضهم البعض ، وبعد الانتهاء من العمل يناقشون حول سلوك كل منهم في المجموعة ، السلبيات والإيجابيات .
ثالثاً : متى تكون طريقة التعلم التعاونية ؟
تكون طريقة التعلم تعاونية إذا ما توفرت فيها العناصر ( السمات ، المقومات) التالية التي يمكن ذكرها وفق التالي :
1- الاعتماد الإيجابي المتبادل .
2- التفاعل المعزز وجهاً لوجه .
3- المسؤولية الفردية والمسؤولية الرمزية.
4- المهارات الرمزية والبينشخصية .
5- معالجة عمل المجموعة .
رابعاً : مراحل طريقة التعلم التعاوني وأشكالها:
إن طريقة التعلم التعاوني يتم بصورة عامة وفق أربعة مراحل هي :
المرحلة الأولى : مرحلة التعرف .
وفيها يتم تفهم المشكلة أو المهمة المطروحة وتحديد معطياتها ، والمطلوب عمله إزاءها ، والوقت المخصص للعمل المشترك لحلها .
المرحلة الثانية : مرحلة بلورة معاير العمل الجماعي :
ويتم في هذه المرحلة الاتفاق على توزيع الأدوار ، وكيفية التعاون ، وتحديد المسؤوليات الجماعية ، وكيفية اتخاذ القرار المشترك ، وكيفية الاستجابة لآراء أفراد المجموعة ، والمهارات اللازمة لحل المشكلة المطروحة .
المرحلة الثالثة : الانتاجية :
يتم في هذه المرحلة الانخراط في العمل من قبل أفراد المجموعة والتعاون في إنجاز المطلوب بحسب الأسس والمعايير المتفق عليها .
المرحلة الرابعة : الإنهاء
يتم في هذه المرحلة كتابة التقرير إن كانت المهمة تتطلب ذلك ، أو استكمال حل المشكلة والتوقف عن العمل المشترك تمهيداً لعرض ما توصلت إليه المجموعة في جلسة الحوار العام التي تشمل الصف بأكمله .
خامساً : أدوات التعلم التعاوني ومهارته .
سادساً : فوائد طريقة التعلم التعاوني ومزاياها :
أ- فوائده : يتفق كثير من الباحثين التربويين أن للتعليم التعاوني فوائد كثيرة ذات أثر تربوي دائم . ومن هذه الفوائد :
1- تنمية المهارات التعاونية والعمل بروح الفريق .
2- تحسين مهارات الاتصال والتعبير اللغوية .
3- تحسين مهارات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي .
4- تقليل الفجوة بين الطلبة المتفوقين والمتوسطين من خلال اشتراكهم في عملية التعلم وتفاعلهم معاً وتبادل الآراء والخبرات.
ب- مزاياها : هناك العديد من مزايا التعلم التعاوني لعل من أهمها ما يلي :
1- استيفاء تعلم المفاهيم العلمية لمدة أطول ( ديمومة التعلم ) .
2- تنمية قدر الطلاب على تطبيق ما تعلموه في مواقف جديدة .
3- تنمية قدرة الطلاب على التفكير العلمي والابتكاري .
4- تنمية قدرة الطلاب على حل المشكلات التي تواجههم في الحياة اليومية .
5- تنمية ميول الطلاب واتجاهاتهم نحو الدراسة والتعلم .
6- إكساب الطلاب المهارات اللغوية .
7- الإقلال من التعصب للرأي والذاتية .
8- ازدياد مستوى اعتزاز الطالب بذاته وثقته بنفسه ( تحقيق الذات ) .
سابعاً : عوامل نجاح ( تعزيز ) طريقة التعلم التعاوني والصعوبات التي تواجه تطبيقها:
أ- عوامل نجاحها :
ويمكن الإشارة إلى بعض النقاط التالية لتعزيز التعلم التعاوني كما اقترح آدمز وهام وهي :
1- يكون التعلم التعاوني أفضل ما يمكن عندما يعطي الطلاب مشاكل حقيقية لحلها.
2- ذوي التحصيل الأكاديمي المنخفض يمكن أن يكونوا اتجاهات تعليمية أفضل عندما يعملون مباشرة مع الطلاب الناجحين والمتفوقين .
3- يصل التعلم التعاوني إلى أفضل مستوياته عندما يكون هناك مخاطرة وإمكانية الوقوع في الأخطاء .
4- القوانين يمكن أن تتغير في التعلم التعاوني ، والطالب يمكن أن يكون مساعداً للمعلم والمعلم يمكن أن يكون متعلماً .
ويمكن اتباع الخطوات التالية لتحويل الصف إلى صف تعاوني وهي:
1- كتابة الخطوات العلمية للطلاب على السبورة أو في لوحة بحيث يراها جميع الطلاب .
2- يجب وضع تعليمات واضحة ودقيقة وسؤال كل طالب أو إثنين لتوضيح هذه التعليمات مرة أخرى .
3- يجب تحديد موقع كل مجموعة وذلك بوضع إشارة لموقع كل مجموعة .
ب- صعوباتها : إن التعلم التعاوني يواجه بصفة خاصة بعض الصعوبات والمشكلات فيها ما هو إداري ، ومنها ما هو فني ، ويمكن عرض موجز لنوعي هذه المشكلات:
أولاً : المشكلات الفنية : وتتناول ما يلي :
1- حاجة المعلمين إلى تدريب خاص يساعدهم على اكتساب المهارات اللازمة .
2- عدم توفر المصادر التعليمية الخاصة .
3- الحاجة إلى سجلات خاصة تيسر عمليات التخطيط والتقويم والمتابعة .
ثانياً : المشكلات الإدارية : وتتناول ما يلي :
1- ضيق غرف الصفوف الدراسية في كثير من المدارس ، ونقص التجهيزات المدرسية .
2- التنظيم التقليدي لجدول الدروس والحصص .
3- ضيق وقت المعلم والعبء التعليمي الكبير الذي يقع على كاهله .
ثامناً : دور الطالب والمعلم في طريقة التعلم التعاوني :
أ- دور الطالب: دور الطالب في أثناء استراتيجية التعلم التعاوني يتمثل في التالي:
1- البحث عن المعلومات والبيانات وجمعها وتنظيمها.
2- انتقاء الموضوعات ذات الصلة بموضوع الدرس .
3- تنشيط الخبرات السابقة ، وربطها بالخبرات والمواقف الجديدة .
4- توجيه الآخرين نحو إنجاز المهام مع الاحتفاظ بالعلاقات الطيبة والإيجابية بين الأفراد .
5- حل الخلافات بين الأفراد وما قد يحدث من سوء تفاهم بينهم.
6- التفاعل في إطار العمل الجماعي التعاوني .
7- بذل الجهد ومساعدة الآخرين ، والإسهام بوجهات نظر تنشيط الموقف التعليمي .
ب- دور المعلم : هناك ثلاث مراحل يتبعها المعلم في أثناء استخدام استراتيجية التعلم التعاوني في تدريس العلوم هي :
أ- مرحلة التخطيط ~:
يقوم المعلم بالخطوات التالية :
1- تحديد الأهداف التعليمية للدرس .
2- تكوين مجموعات العمل وتحديد حجهما.
3- توزيع الأدوار على أفراد مجموعات العمل .
4- إعداد وتجهيز المواد التعليمية .
5- إعادة تنظيم البيئة الصفية بما يتلاءم والتعلم التعاوني .
6- إعداد بطاقة ملاحظة سلوك الطلاب .
ب- مرحلة التنفيذ :
يقوم معلم العلوم في هذه المرحلة بالخطوات التالية :
1- مراقبة المجموعات ، حيث يستمع إلى الحوار والمناقشة التي تدور بين أفراد كل مجموعة .
2- ملاحظة سلوك الطلاب في كل مجموعة ، وتقديم المساعدة والإجابة عن الأسئلة والاستفسارات .
3- تكليف الطلاب بكتابة تقرير عن سلوكهم في أثناء العمل ، وما قد واجههم من مشكلات في أثناء أداء أدوارهم .
4- تزويد الطلاب بتغذية راجعة عن سلوكهم في أثناء العمل .
ج- مرحلة التقويم : وفي هذه المرحلة يقوم معلم العلوم بتطبيق أدوات التقويم المناسبة التي من شأنها تعرف مدى تحقق أهداف الدرس المعرفية والوجدانية والمهارية .
عاشراً : متى نختار طريقة التعلم التعاوني ؟
يمكن اختيار الطريقة إذا ما توفرت معظم أو كل الظروف التالية :
1- إذا كان المعلم يسعى لتحقيق العديد من الأهداف التعليمية .
2- إذا كان عدد الطلاب في الصف معقولاً ، لا يزيد عن 25 طالب تقريباً .
3- إذا كان هنالك تنوع في المستوى التحصيلي للطلاب .
4- إذا كان المطلوب تدريسه كمية محدودة من المعلومات .
5- إذا كان لدى الطلاب القدرة على الانضباط الذاتي .
6- إذا توافرت غرفة صف متسعة وبها طاولات ومقاعد قابلة للحركة .
7- وجود جدول دراسي مرن يسمح بامتداد تدريس الموضوع .
8- إذا كان المعلم متمكناً من تنفيذ تلك الاستراتيجية .
الحادي عشر : متى لا نختار طريقة التعلم التعاوني ؟
يقترح عدم اختيار هذه الطريقة في الحالات التالية :
1- إذا لم يكن قد تم تهيئة الطلاب بشكل كاف للتعلم بها .
2- إذا كان عدد الطلاب الصف كبيراً .
3- إذا كان المستوى التحصيلي للطلاب متقارباً .
4- إذا كان المطلوب تدريسه كمية كبيرة من المعلومات .
5- عدم توافر مواد وأدوات وأجهزة ومصادر تعلم تكفي .
7- عدم مرونة جدول الدروس والحصص .
وخلاصة القول أن طريقة التعلم التعاوني صالحة لمختلف المواد الدراسية ( الرياضيات ، العلوم ، اللغة العربية ... إلخ ) ويمكن تطبيقها في جميع المراحل التعليمية وفي جميع المواد الدراسية ، ولكن ذلك يحتاج إلى إمكانات مادية وبشرية ومالية ومواد وأجهزة ومباني ملائمة لنجاح هذه الطريقة ، ولعل المعلم المعد إعداداً جيداً يتفق مع منتطلبات هذا العصر يعد هو حجر الزاوية والعنصر الفاعل في هذا الجانب ، أيضاً الإمكانات الأخرى المادية وغير المادية كالإشراف التربوي والهيئة الإدارية بالمدرسة ، وجميع العوامل المؤثرة على العملية التعليمية والتربوية بشكل عام تؤدي بنجاح هذه الطريقة بتوفير جميع الظروف وموازرة جميع الجهود لتحقيق الهدف المنشود
منقول : توقيع مملكة المعلم
تدريس العلوم باستخدام طريقة التعلم التعاوني
المواضيع المتشابهه
