بدء الدروس الحسنية الرمضانية 1444

[جين]

تنقل القنوات الفضائية ومن بينها القناة الثقافية المغربية وقناة التلفزيون والإذاعة خلال رمضان العديد من البرامج الدينية، وفي إطار تلك الفعاليات والبرامج التي تذاع خلال الشهر المبارك، ترأس الملك/ محمد السادس مؤخراً، بالقصر الملكي العامر الكائن بمدينة الرباط، الدرس الأول من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية 1444هـ، حيث ألقى الدرس بين يدي جلالته، أحمد توفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، متناولاً خلاله موضوع "ثمرات الإيمان في حياة الإنسان"، وذاك انطلاقا من قول الله تعالى في سورة النحل: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن فلنحيينه، حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".

وتنظم المملكة في هذا الإطار العديد من الفعاليات الدينية لمختلف الأقطاب، التي تعد بمثابة حاضنة شعبية لملايين المواطنين المغاربة، بحيث تستثمر المملكة مختلف الزوايا الصوفية الكثيرة التي تنتشر في شتى ربوعها، إذ تنظم العديد من الفاعليات المختلفة التي من أبرزها: مجالس الذكر فضلاً عن الجلسات والتواشيح بخلاف الإنشاد والمديح الديني، وهو ما يجذب بدوره كل أتباع الصوفية باختلاف طرقها في المغرب وخارجه أيضا.

ماهي الدروس الحسنية؟

إحدى وسائل ما يعرف بالدبلوماسية الرمضانية التي تنتهجها المملكة المغربية، والتي بدأتها المملكة بشكل لافت منذ مايزيد عن نصف قرن، وفيها يناقش علماء الدين الإسلامي وكذلك فقهاء قضايا الدين علاوة على تناول مختلف مشاكل العالم الإسلامي المعاصرة.

لماذا سميت الدروس الحسينية بهذا الاسم؟

يعود الاسم نسبة إلى الملك الراحل الحسن الثاني، لتشكل نافذة تواصل مع علماء وفقهاء الأمة الإسلامية، وقد أطلق الملك/ الحسن هذه الدروس بالتحديد منذ عام 1963، حتى باتت تقليداً يحرص عليه المغرب دائماً ويقيمه خصوصاً طوال شهر رمضان المبارك من كل عام، وتقام الدروس عادة في العاصمة الرباط بالقصر الملكي وتقام كذلك في بعض الأحيان في مدن مغربية أخرى.

وتتميز "الدروس الحسنية" بأنها تفتح أبوابها وترحب كلياً بكبار العلماء والفقهاء على اختلاف مذاهبهم الدينية بالإضافة إلى "مشايخ الطرق الصوفية"، حيث يحضر الملك الدرس المعني وبعد أن يلقي التحية على الحضور يقوم حينها أحد العلماء بإلقاء درسه الذي لا تزيد مدته عن ساعة واحدة، ومن المعتاد أن يتم أيضاً نقل الدرس على قناة التلفزيون والإذاعة المغربية.

فاعليات الدروس الحسنية الرمضانية 1444 المغرب

تستثمر المملكة المغربية ما تحظى به من عدد كبير من قراء القرآن المغاربة المشهورون، لنشر وسطية الدين الإسلامي وغرس قيم التسامح الإسلامي في كل أنحاء العالم، إذ يقوم القراء المغاربة دورياً بإحياء الليالي الرمضانية بتلاوة الذكر الحكيم في داخل المغرب وكذا الأمر في خارجه.

وتعد الفعاليات والأنشطة التي تنظمها أكبر الطرق الصوفية في المغرب، وهي الطريقة "البودشيشية والطريقة التيجانية"، من أبرز الفاعاليات التي يحرص على حضورها بشكل مستمر الآلاف من منتسبي تلك الطرق بالمغرب العربي ومن بلدان أخرى أيضاً، وذلك للحفاظ على ما تتمتع به على وجه التحديد مدينة "فاس" المغربية من مكانة دينية بارزة بحيث يزورها العديد من الأفارقة.