الحلقة الثانية
الإختطاف
بقميصها الفضفاض المزركش وخمارها الأسود تتكئ دادا عوينتي على وسادة مملوءة بالحلفاء في ركن غرفتها الخاصة.فنحلق نحن الصبية حولها وبهدوء فتعلو الابتسامة على محياها وتبدأ في السرد.
يوم عصيب!يوم عصيب!كان الجوّ صحوا يشجّع على اللعب والمرح،أخذتني أختي من يدي وقالت :هيا لنستبق!...فعدونا وضحكنا وتسلقنا شجرة الخروب فأكلنا من تمرها .وعند الأصيل هممنا بالرجوع الى كوخنا ،وبغتة هجم علينا رجال غلاظ شداد أحدهم من القبيلة المجاورة ،قيّدوا ايدينا ووضعوا الأغلال في أرجلنا وأقتادونا قهرا ولم يرحمونا رغم توسلنا واستعطافنا ،وبعد قطع مسافة طويلة في الفيافي والقفار وصلنا الى البحر فوجدنا سفينة وضعونا في قعرها صحبة سبايا أخريات وأطفال صغار كالبهائم.ثم أبحروا بنا الى حيث لا أدري...عليهم اللعنة! آمين! .بهذه الكلمة تختم دادا عوينتي حديثها فنغادر نحن بعد تقبيل رأسها الذي تفوح منه رائحة الحناء والقرنفل.
الحلقة الثالثة:
دادا عوينتي في سوق النخاسة