محمد المقدم : وزارة التعليم تعاقب رجالها
وجدة سيتي نت
26-7-2011
لم يسبق أن شهد قطاع التربية الوطنية ما شهده هذه السنة من قرارات وتراجعات ومبادرات واخفاقات.انطلقت السنة الدراسية بقوة وبمذكرات ضاغطة, وكأن وزارتنا كانت تحاول فرض نمطها باأسلوب انفرادي ارتجالي مجاني.كلفت رجالها المركزيين ليقوموا بزيارات جهوية ومحلية محاولين فرض أسلوب جديد كله حفاظ على الزمان المدرسي ومحاربة للهدر والضرب بيد من حديد ….
لكن السيف إنقلب عليهم ورجعوا خائبين ,بعد ان بدأت ملامح الفشل تتوارى يوما بعد يوم,من جراء مقاطعة الكثير من المذكرات,وكثرة الإضرابات والوقفات والاعتصامات….
بدل ان تأخذ وزارتنا الأمور محمل الجد وتبادر الى تحقيق نوع من العدالة في الحقوق والواجبات, بقيت دار لقمان على حالها:
- لوحت ببرنامج استعجالي كله اخفاق , وللأسف لا زال البعض يروج له,وكأن العيون لا ترى الاخفاق , بل تلمسه
. اعتمدت على برنامج طابعه المادي هو الغالب , وطابع التربوي هو الغائب , فكان الاخفاق هو الدائب.
– لا زال الكثير من رجال التعليم يعانون من حيف في الترقية الداخلية التي لم تنصفهم مناصفة , وعلى رأسهم سجناء السلم التاسع الذين تقاعد بعضهم وآخرون في طريق التقاعد , دون أن يتمكنوا من مغادرة زنزانتهم والتمتع بسلم يليق بتاريخ تضحيتهم….
– لا زالت الحركة الانتقالية غير منصفة,وظل الكثير من رجال التعليم يقبعون في البوادي, في حين تلامذتهم الذين وظفوا عشرين سنة بعدهم ,تمكنوا من الانتقال قبلهم قرب محل سكناهم…ما هذا الحيف؟ إنني لا أتحدث عن الحركة الانتقالية والتي تبدو وكأننا في عالم الشفافية,وإنما عن حركة الكواليس والمعارف , التي تتم تحت الطاولة .
- جربت وزارتنا مقاربات في التدريس , وعلى رأسها ” كابوس الادماج” …صدقوني اذا قلت لكم بأن الكثير من رجال التعليم لم يستوعبوها,وآخرون يتمنوا التقاعد تهربا منها,وغيرهم وصل بهم الى الانهيار العصبي….إن رجل التعليم ليس كما تتصوره وزاراتنا , غيور على تلامذته , وعندما أحس بعدم تأقلمه مع مقاربة لم يستوعبها,أصابه الاحباط….حتى سمعت تلاميذ في الاعدادي فرحين كونهم سينتقلون قبل ان تلحق بهم هذه المقاربة المشؤومة.
– جربت وجربت ….. بادرت وخابت ….تصرفت وتراجعت….لم تعد وزارتنا مصدر ثقة, ولم تعد مصدر قرارات صائبة, ولم تعد قادرة على اتخاذ موقف واضح . اختلط عليها الحابل بالنابل.كان آخر قراراتها الخائبة تمديد السنة الدراسية بدعوى استكمال الدروس , وتأخير الامتحانات بدعوى تدارك الخصاص.
الواقع أثبت خطتها الفاشلة,غادر التلاميذ الدراسة كما جرت العادة….لكن الضحية هو رجل التعليم , الذي والى حدود الأواخر من يوليوز لا زال مرتبطا بامتحانات وتصحيح ومداولات,مع أن كل العمليات مجرد هدر للوقت ,بل تعد انتقاما من رجال التعليم الذين خرجوا هذه السنة بدون عطلة بعد أن تزامنت نهاية يوليوز وحلول شهر رمضام المبارك الكريم. اللهم إن كان واضعوا هذا المخطط لا يعبئون بهذا الشهر وسيقضون عطلتهم كما جرت عادتهم. والبقية تأتي مع السنة القادمة…..
بقلم : محمد المقدم