لغة التدريس هي الفصل في معركة التعليم بالمغرب - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بمشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية العصيمي
العصيمي
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 20 - 7 - 2011
المشاركات: 2,056
معدل تقييم المستوى: 364
العصيمي في تميز متزايدالعصيمي في تميز متزايدالعصيمي في تميز متزايدالعصيمي في تميز متزايد
العصيمي غير متواجد حالياً
نشاط [ العصيمي ]
قوة السمعة:364
قديم 12-01-2014, 22:14 المشاركة 1   
افتراضي لغة التدريس هي الفصل في معركة التعليم بالمغرب

معركة التعليم في المغرب: لغة التدريس هي الفصل

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

بقلم: د.فؤاد بوعلي (*)

من بين النقاط التي طرحها توصيف الخطاب الملكي لأزمة التعليم في المغرب: الإشكال اللغوي. وهي أزمة بادية للعيان حين نتوقف عند الكفايات اللغوية والتواصلية للطالب المغربي التي تجعله، لا يتقن أي لغة وطنية كانت أم أجنبية. وهي حالة غير خاصة بالتعليم، بل ممتدة إلى قطاعات المجتمع كلّها، من إعلام واقتصاد وثقافة وإدارة… حيث المشهد موسوم بالاختلالات المتعدّدة. لكن السؤال الذي يطرح على المهتمين والفعاليات التربوية هو: كيف الحل للخروج من هذه الحال الفوضوية؟ وهل الإشكال المطروح هو التعريب كما يزعم سدنة الفَرْنَسَة أم العكس؟
لعلّ سؤال البداية هو ما هي لغة التدريس المفروض اعتمادها بغية إخراج التعليم المغربي من أزمته، وكيف يمكن تأهيل التلميذ لغوياً لتسهيل متابعته لتكوينه؟
بديهي القول إن أهمّ أهداف التربية والتعليم، ليس الإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية فقط، وإنما بعث الوحدة داخل الذات الجماعية أساساً. وعلى قدر نجاح النظام التربوي في التنشئة على القيم الاجتماعية نفسها، يشتدُّ التناغمُ المجتمعي. ولتحقيق المتوخَّى لا مندوحةَ أولاً من صوْغ القيم الحضارية المستهدفة بالتلقين في منظومة تربويةٍ أصولُها وأهدافها واحدةٌ. وثانياً من توسيل لغةٍ واحدةٍ في عملية التعليم.
فالتعدد في لغات التدريس، معناه فتح المجال للتفكير بطرق متعددة، وتشويه مقومات الهوية الثقافية والجماعية. ما يعني أن النتائج السلبية لا ترتبط بالتلميذ فقط، بل بالهوية الوطنية. واختيار لغة التدريس، ليس اختياراً آلياً، بل يحمل أبعاداً حضارية وثقافية ومصلحية ترتبط بكون اللغة في جوهرها هي منظومة قيمية. فهدف دعاة اعتماد اللغة الفرنسية في التعليم المغربي، هو الحرص الشديد على ربط التنمية المحلية بالأنموذج الكولونيالي المؤسس على استيراد التمدّن، ومن ثمة خلق هرمية اجتماعية مبنيّة على الاستفادة من العلاقة بالمركز الاستعماري. وهذه الاستفادة مادية واجتماعية. فالعلاقة مع الأنموذج الفرنسي ليست انتماء إيديولوجيا فقط، وإنما تجنى من ورائه منافع مادية، تتجلى في المكاسب التي تربحها النخبة الفرنكوفونية من فرض الثقافة الفرنسية في الاقتصاد والتعليم والإعلام. ويكفي التذكير بالحرب التي شنّها هؤلاء على “دفاتر القطب العمومي للاتصال السمعي البصري”، التي هدّدت وجودهم المعنوي والمادي.
لغة مشتركة أهم من عملة مشتركة
ليس استعمال اللغة مجرد قناعة ثقافية، وإنما للّغة أيضاً عائد استثماري. فتعلم الفرنسية في المغرب تنتج عنه استثمارات في التعليم الفرنسي، وكتب مدرسية، وارتباط بالحاجة إلى التعلق المادي بالمركز، من دون نسيان دور النخبة المصنوعة في قيادة البلد، وولائها الدائم للبلد المركز. فاختيار لغة من اللغات في التواصل والتدريس، يمثل قيمة ربحية محددة تسهم في التنمية الفردية والجماعية، لكن اللغة الوطنية، زيادة على بعدها الهوياتي الوحدوي، تشكّل مدخلاً رئيساً للتطور والإنتاج الاقتصادي. لذا “فوجود لغة جامعة وموحّدة يسهم في رفع مستوى دخل أفراد أي مجتمع. وهذا لن يتأتّى من دون أن تكون هذه اللغة هي لغة التدريس، كما هو الشأن في الدول المتقدمة…فوجود لغة مشتركة أهم من وجود عملة مشتركة” كما يقول اللسانيون.
شرط لتنمية أدوات التفكير
لقد أثبتت الدراسات الإحصائية، بحسب بحث نشر لأحد المراكز المختصّة في البحوث الاجتماعية والإنسانية، بعيداً من الملاحظات السطحية التي تذكر هنا وهناك، “أنه ليست هناك دولة متقدمة واحدة تدرس بلغة أجنبية. فالدول الأوروبية والأميركية، وكذلك المجموعة الآسيوية، التي تستخدم اللغات الوطنية فقط، هي الدول المتقدمة. أما الدول التي تدرّس بلغة المستعمر، أو يوجد فيها تعليم مزدوج، فواقعها الاقتصادي يشهد أنها ليست من الدول المتقدمة“. وإذا كان الأمر كذلك، فما هي لغة التدريس التي يمكننا استخدامها في التلقين العلمي، وتكون بوابة لولوج عالم التنمية ومجتمع المعرفة؟
بعيداً من المزايدات الإيديولوجية التي دفعت البعض إلى استغلال النقاش حول التعليم الجاري حالياً لفرض الفرنسة من جديد، حتى تكشفت الأمور لدى بعض مَن يزعم الدفاع عن الأمازيغية، وتبيّن انتماءه الحقيقي (أنظر مقال السيد محمد بودهان وما هو الحلّ لإصلاح التعليم بالمغرب؟)، فإن الاختيار المنطقي ينبغي أن يكون ليس بين لغة أجنبية وأخرى وطنية، وإنما بين لغتين وطنيتين: العربية والأمازيغية، في تطبيق حقيقي للدستور المتوافق على مقتضياته. وفي انتظار التأهيل الكامل للأمازيغية، واستيضاح مواطن الاستعمال وأولوياته، وفق خريطة وظيفية، فإن الأولى الآن هو الاشتغال بجدية على جعل العربية لغة التعليم في جميع مسالك الدراسة. واستعمال العربية في التعليم، لم يعد قضية هوياتية فحسب، وإنما بات شرطاً أساسياً لتنمية أدوات التفكير، وتنمية القدرات الذهنية، والملكات الإبداعية، فضلاً عن استيعاب المعرفة المتسارعة المتجدّدة.
لذا فإن إبقاء العلوم رهن الاحتجاز في الدائرة الفرنكوفونية يمثل عقبة في طريق إقامة جسور التواصل بين التخصّصات العلمية وفضاء التنمية. وكما قال الدكتور الجابري:” إذا أريد لشعار “دمج التعليم في المحيط” أن يكون له مدلوله الملموس، فيجب أن يفهم منه أولاً وقبل كلّ شيء، جعله باللغة التي يفهمها المحيط. يمكن للمرء أن يستقبل العولمة، أو التحديث والمعاصرة بأيدٍ مفتوحة من دون حدود، ولكنه لا يستطيع أن يجعل الشعب الذي ينتمي إليه يتكلم لغة غير لغته”. ولعلّ تعثر جهود التعريب ناتج عن المعارضة التي تلقاها من قبل كثير من الأساتذة، الذين يحتجون بحجّة أن تعريب تدريس العلوم، سيكون حاجزاً يفصل بين الطالب العربي والمصادر الأصلية للمعرفة العلمية، ومعظمها باللغات الأجنبية. مع العلم أن الدراسات العلمية تثبت كون فرنسة التكوين العلمي والعالي، قد غدت حاجزاً أمام التحصيل والإبداع العلميين. والنتيجة هي: عزوف الطلبة عن التكوينات العلمية، وضعف مردودية مؤسسات التعليم العالي العلمي، وهزالة التكوين العلمي للمتخرجين على العموم، وضعف مؤهلاتهم الأساسية.
لذا، فالرهان على الفرنسية، أو على أي لغة أجنبية، لغة لتدريس العلوم والمعارف باسم العلمية، له انعكاسات علمية واجتماعية، وغير مقبول منطقياً. وكما قال أحد الباحثين إنه لو أخذنا أي كتاب تقني يضمّ مئة ألف كلمة تقريباً، وجمعنا عدد كلمات الإصطلاحات الأجنبية فيها، لوجدناها لا تتجاوز 600 كلمة؛ أي أقل من 1%، وذلك بحسب بعض الإحصائيات التي جرت على بعض الكتب العلمية. فهل يجوز أن نترك 99700 كلمة من أجل 300 كلمة، قد يوجد اختلاف على ترجمتها؟. ولن يبقى أمامنا إلا خياراً واحداً لولوج مجتمع المعرفة، هو اعتماد اللغة العربية في تدريس العلوم في التعليم العالي، وتكوين الأطر، وتعليم التقانات والحرف في جميع المستويات.
هذا هو الطريق..يا سادة
**********
(*) مؤسسة الفكر العربي- نشرة افق
(*) أستاذ باحث في اللغويات ورئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية – المغرب









ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
آخر مواضيعي

0 النتائج الكاملة للحركة الانتقالية التعليمية بأسماء المؤسسات التعليمية 2017
0 تلميذ نابغة مخترع يذهل أساتذته بمدينة طاطا
0 صفرو / دورة تكوينية في تجديد تدريس الرياضيات
0 زاكورة : وقفة احتجاجية تضامنا مع الأطر الإدارية والتربوية المعفية
0 خبر غير سار لهيئة التدريس قبل الحركة الانتقالية!
0 تابع صور معلم من تايوان يبدع برسم تشريحي لجسم الإنسان على السبورة!
0 خصاص 20 ألف منصب سيخلفه التقاعد الموسم المقل
0 رغم تشديدات الوزارة: تسريبات امتحانات البكالوريا مستمرة
0 بحوث طلبة كلية مرتيل في صناديق قمامات الأزبال
0 تعاضدية التعليم : عندما يصبح النقابيون لصوصا للمال العام :: ملف كامل

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« نبيل بنعبد الله يوصي بتخفيض ساعات الدراسة و تمكين الأساتذة من سكن وظيفي لائق | معضلة التربية والتكوين في المغرب - الحلقة 1 »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب تنويع التدريس فى الفصل دليل المعلم لتحسين طرق التعليم والتعلم العصيمي دفاتر :: عشاق قراءة الكتب 3 09-09-2015 21:00
مقترح فتح الإجازة المهنية في التدريس لجميع العاملين في قطاع التعليم بالمغرب العصيمي دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 0 30-10-2013 22:09
معركة التعليم: 2 ــ لغة التدريس العصيمي دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 0 23-09-2013 23:23
معركة إصلاح التعليم تنبعث من جديد بالمغرب العصيمي دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 1 10-11-2012 15:04
سواء استانفت الدراسة او لا فالنتيجة واحدة : الفشل ثم الفشل ثم الفشل. yassir1973 الأرشيف 3 05-01-2009 23:11


الساعة الآن 05:22


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة