سعيد الفشتالي
أول مايصافدك و أنت في مدخل الرئيسي للجامعة ,صورة عشوائية يجتمع فيها كل من الطلبة و الإدارين و أساسدة جامعين, الكل تائه في شأنه و كأنه يبحت عن شيئ مفقود, وإياك الإقتراب من طرف معين وتحاول سؤاله فمن المؤكد أنه لن يجيبك فإدا كان طالبا سيدعي عدم المعرفة, وإدا كان أداريا سيدعي عدم المسؤولية وإدا كان أستادا فلا يمكنك الحديت معه خارج نطاق إشكالية غير مفهومة وبعيدة عن الواقع, وإن تجرئت وسألت أحدهم فستخرج من حديتك بدون فائدة فاكل سيتحدت معك بمنهج الفوضى و العشوائية , فسوء تنظيم الأفكار هو الأساس الحديت الغير مبني على خطة مسبقة, فالجامعة أصبحة اليوم مركزا للعشوائية المنظمة والغموض الفكري و القهر, فأن تكون طالبا في الجامعة يعني دلك أنك لاتملك حقا في شيئ, مهمتك الوحيدة أن تكون باحتا عن الوهم المفقود البعيد كل البعد عن الواقع الدي تعيشه, ويعني دلك أيضا أنك ستعاني من مرض الإضطراب الممنهج في التفكير و ستعاني من مرض القصور الجدالي الدي سيؤدي بك إلى صعوبة السيطرة الدهنية على واقعك , فالعجز و الظعف العقلي و الإحباط من المبادئ أساسية في الجامعة و لايمكن خرقها بقدر مايمكن تطويرها وتنميتها لدى كافة الطلاب.
أن تكون طالبا للعلم يعني أنك ستعاني من التردد و التعسف و الفوبيا من الإمتحان و الفوبيا من الأستاد الدي لا يمكن مجدالته في نضرية ما, فسيكون مصيرك هو الضياع الدي قد يؤدي بك إلى النجاح الدي سينجيك من الجامعة,
فبمجرد القيام بملاحظة على الطلاب المتخرجين في نهاية تحليلهم ستكتشف للوهلة الأولى العجز التام عن إتباع منهج منطقي في تفسيرهم وهو السبب الرئيسي لفشل نسبة هامة من الطلاب في الإمتحانات, رغم حفظهم المادة عن ظهر قلب مع العلم أن هناك مواد لاتحفظ , فيبقى الطالب غير فاهم للإجابة و لاكيف سيستعرضها و هي الصعوبة التي تبلغ قمتها في الدراسات العليا التي من المفترض أن يكون فيها الطالب وصل إلى مرحلة الفاعل في المعلومة إلا أنه في الجامعة الفوضى أصبح ها تكا للمعلومة, فقصوره وصل إلى مرحلة القمة في العجز الفكري, فبمجرد طرح سؤال على الطالب الباحت بسلك الماستر حول إمكانية طرح تصميم مناسب للموضوع الدي إختاره للبحت فيه, فستراه يتخبط في متاهات الغموض و العشوائية التي ستؤدي به إلى العجز التام. ولا يقتصر هدا التمضهر في معانته العشوائية بل يتعداها إلى قصور التفكير النقدي فهو دائما متحيز بشكل تلقائي للعوامل الإنفعالية و عاطفية في أولية تفكيره وهو قطعي في تحيزه إما أن يكون مع أو ضد.
لا يقتصر الأمر على الطالب , فعند محاولتك للقيام بتصفح للمؤلف جامعي ستتكتشف للوهلة الأولى أنه يدهب في مؤلفه نحو إتجاهات غير متناسقة و ستلاحظ أيضا التكرار و النقل الحرفي من المراجع أخرى مما يجعل من مؤلفه أقرب إلى التكديس المعلومات البعيدة عن الواقع و التي تتنافى مع معاير البحت العلمي المتعارف عليها عالميا. وهوالأمر الدي يتضح بشكل بارز في شخصية الأستاد الجامعي الدي يتعامل مع الطالب على أساس قاعدة أنا الأقوى وأنت الضعيف متجردا بدلك عن كل الصفات الراقية للمكانته العلمية....ولايمكن نكران أن هناك نوع من الأساسدة الجامعين قد يخجلك من أخلاقه الراقية وتصرفاته معك كطالب للعلم كما لايمكن نكران أن هناك طلبة قد تنحني إليهم لمقدرتهم العلمية و التحليلية للأفكار المناقشة , لكن القلة تبقى دائما ضعيفة أمام الأغلبية التي ستصايبك بالعدوى المرضية بمجرد الحديت معها في جامعة التي من المفروض أن قيامها جاء على أساس تنمية القدرات الفكرية و العلمية للطالب بشكل منطقي ممنهج و منظم تمكنه من السيطرة على واقعه وفهمه قصد تحويله إلى واقع أفضل ينعكس عليه وعلى مجتمعه, و يكون بدلك قد حقق الهدف
الأساسي للجامعة.
فالجامعة اليوم مدعوة أكتر من أي و قت مضى أن تصبح فاعلة أساسية في رهان التنمية و تحقيق الحكامة الجيدة في المجال السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي و لن يتحقق دلك إلا بناءا على جامعة محكومة بمناهج علمية منظمة ومتطورة تواكب الواقع المعاشي في أبحاتها وتساهم في سيطرة عليه و تطويره إلى الأفضل لا إلى العشوائية و الفوضى .