السلام عليكم
حتى لا أتهم بالتنظير أو الكلام خارج السياق ؛ أنا ابن المنطقة واعمل بنفس النيابة وشهدت الامتحان المهزلة أثناء التصحيح.
سأركز على امتحان الرياضيات لأني لمست فيه شيئا غير طبيعيا لمست فيه فلسفة جعلت واضعه ينساق نحو ما يسمى بالمقاربة بالكفايات أو بيداغوجيا الادماج إن شئتم.
فهو يسعى من خلال هذه التمارين إلى التشغيل الداخلي لذهن التلميذ وهذا يصب فعلا في المقاربة بالكفايات وهو أمر مرغوب فيه وكلنا نتمناه.
لكن سؤالي سيكون واضحا خصوصا لهؤلاء الذين يدعون أن الامتحان سهل للتلميذ وفي متناوله معرفيا وزمنيا. هل يمكن للتلميذ ضبط هذا الكم الهائل من المعارف والمهارات أولا؟
قد يتحقق هذا الهدف مرحليا؛ لكن، سيظهر سؤال آخر هل يمكن للتلميذ تدبير هذا الكم الهائل و المتنوع من المعارف ؟ هل يا من تدعون أن الامتحان في المتناول خصصتم مرة ولو حصة لكيفية تدبير واستغلال و انتقاء تلك المعارف في وضعيات مركبة أو وضعيات إدماج كما يتغنى مسؤولنا لا سامحهم الله؟ هل طريقة تقديمكم تلك المعارف تصب في اتجاه توظيفها بشكل ضمني أو خفي وليس صريح في وضعيات إدماج كما ينشد صاحبنا واضع هذا الامتحان؟
خلاصة القول : ليس هناك مدرس يمكن أن يضع مثل هذه المهزلة.
إن أردتم يا مسؤولينا تطبيق معايير التقويم في بيداغويا الإدماج أو المقاربة بالكفايات فراجعوا أولا طريقة بنائها وإكسابها للتلميذ ثم قلصوا من هذا الجيش العرمرم من المعارف والمهارات إن أردتم فعلا إنجاح مشروعكم.
إليكم إحصائيات حتما ستصعقكم :
عدد الدروس في كل مستوى:
المستوى الأول : 292 درسا
المستوى الثاني : 292 درسا
المستوى الثالث : 481 درسا
المستوى الربع: 504 درسا
المستوى الخامس: 491 درسا
المستوى السادس : 518 درسا
المجموع : 2578 درس
وتخيلوا معي أن كل درس يستوجب 3 مهارات أو (أهداف إجرائية) على الأقل يصبح العدد 7734 مهارة
أتساءل حقا هل نتعامل مع كائن بشري ام مع آلة لتخزين معارف قد لا تستعمل لتضمحل وتضمر وتتلف مع المدة.
هذا فيما يخص الجانب النظري ولي عودة للواقع المر الذي نعيشه.