لعبة شد الحبل بين الأساتذة المتدربين من جهة و الحكومة من جهة أخرى يبدو أنها ستسفر عن سنة بيضاء ،فالحكومة تقول بأنها تطبق القانون و لا يمكن أن تتنازل عن تطبيقه حتى لو أدى بها ذلك إلى إسقاطها.بينما الأساتذة المتدربون يرون أن إلغاء المرسومين لا بد من أجرأته و إعادة ربط التكوين بالتوظيف.و يبدو أن الخاسر من هذا هو ميدان التربية و التعليم.
نحن لسنا مع الحكومة لكننا مع تطبيق القانون ، و في نفس الوقت نحن مع الأساتذة المتدربين لكننا لسنا مع خرق القانون.
الأساتذة قبل الالتحاق بمراكز التكوين كانوا يعلمون بالمرسومين ، و على اساس علمهم ذاك التحقوا بالمراكز في انتظار الحصول على الدبلوم و في انتظار اجتياز مباراة أو مباريات التوظيف، لكنهم و للأسف سرعان ما غيروا المعاطف و أظهروا وجها آخر ،وجه المتمسكن الذي تمكن فكشر عن أنيابه.
أرى أن هذين المرسومين لو تم تطبيقهما في السبعينات و الثمانينات و حتى التسعينات من القرن الماضي لما اثيرت عليهما كل هذه الجلبة المفتعلة ، ليس لأن أجيال تلك السنوات خانعين أو خائفين و إنما لأن مصلحة الوطن تقتضي منهم التشبث بالقانون حفاظا تلك المصلحة.
إن تعنت الأساتذة المتدربين و تظاهرهم بالإغماء و استفزازهم للشرطة و الادعاء بأنه تم الاعتداء عليهم من طرفها سحب تعاطف من كانوا أو بعض من كانوا يتعاطفون معهم ، و هم فئة قليلة لحسن الحظ.
ها هي الحكومة متشبثة بتطبيق القانون ، و هاهم اساتذة الغد يخرقون القانون بأنفسهم ، و لو قدر لأحدهم أن يقف أمام تلاميذه غدا لأوصاهم بحماية القانون و على العمل وفق ما يقتضيه.
سنة بيضاء...لا قدر الله...و لك الله أيها النشء.