قالت يومية "العلم"، الناطقة باسم حزب "الاستقلال"، تعليقا على إعفاء الملك محمد السادس لعبد الإله بنكيران، أمين عام "العدالة والتنمية" من مهمة تكوين الأغلبية الحكومية المنتظرة، إن "الكرة الآن في مربع عمليات حزب "العدالة والتنمية" الذي يجب أن تقتنع قيادته وقواعده أن اللحظة السياسية ليست مناسبة لتصفية الحسابات مع من ترى أنهم أعاقوا مهمة رئيس حزبهم في تشكيل الحكومة"، مضيفة "لأن الوطن فوق كل الحسابات بما فيها السيئة والخبيثة".
وأوضحت يومية "العلم" في افتتاحيتها الصاردة يوم الجمعة 17 مارس الجاري، أنه: "ومادام الأمر في إطار الدستور وبضمانات صادقة وواضحة من الملك محمد السادس فإن التفاعل الإيجابي يبدو أولوية الأوليات في الظروف الدقيقة الحالية، بل وضرورة حتمية بالنسبة لمصلحة الوطن".
وجاء في نفس الافتتاحية: "أكيد أن مهمة الانتقاص من الدور الكبير الذي قام به الأستاذ بنكيران في المشهد السياسي الوطني ستكون صعبة لمن يحاول أن يسوقها في الظروف الحالية، ويكفي في هذا الصدد الاستدلال بما تضمنه بلاغ الديوان الملكي في هذا الشأن"، مشيرة إلى أن "مهمة من يحمل معاول الهدم لتدمير أسس الشرعية الانتخابية التي تبنى عليها المؤسسة الدستورية لن تكون ممكنة"، موضحة: "الآن اتضحت الحقائق وتجلت فلا ملاذ عن الدستور الذي يزداد قوة بإرادة ملكية صادقة ومؤمنة بمسار إصلاحي سياسي شامل".
إلى ذلك، أفادت اليومية في نفس الافتتاحية، أن حزب "الاستقلال" مقتنع بأن القرار الملكي المتضمن في بلاغ الديوان الملكي "يؤشر على فتح جديد في تاريخ الممارسة الدستورية في المغرب التي تطورت في الاتجاه الإيجابي"، على تعبيير اليومية، مضيفة: "لذلك نقول اليوم إنه على الرغم من الملاحظات الأساسية التي كانت ولا تزال لدينا على بعض الفاعلين السياسيين، فإننا نرى أن التجربة كانت مفيدة جدا للمسار السياسي الإصلاحي العام في البلاد".
وأردفت "العلم"، أنه "يكفي الاستدلال على ذلك بأن تشكيل السطة التنفيذية لم يعد أمرا سهلا ومريحا، بل شاقا ومتعبا في مشهد سياسي نشيط وفاعل"، لتؤكد أن المغرب يعيش حالة غير مسبوقة في التاريخ السياسي الحديث، وهو ما اعتبرته اليومية "إضافة نوعية وازنة في تجربة سياسية ودستورية في أمس الحاجة إلى جرعات اجتهادات تستنبت من مشاتل القراءة الديمقراطية للدستور المغربي".
وأكدت لسان حزب "الاستقلال"، أن "من مسؤولية الجميع في ضمان نجاح هذه التجربة واضحة وجلية سواء الذين يعنيهم مباشرة مضمون بلاغ الديوان الملكي ّأو غيرهم من الفرقاء والأطراف"، لتختم الافتتاحية بالقول "إنها لحظة سياسية تاريخية يجتاز فيها الجميع امتحانا صعبا، فلا بد من الجدية والمسؤولية والنضج".
يذكر أن الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" قررت بإجماع جميع أعضائها التفاعل "بشكل إيجابي" مع بلاغ إعفاء بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة، الذي أصدره الديوان الملكي ليلة يوم الأربعاء 15 مارس الجاري.