مغاربة بـ"دَاعِش" يضعون السّلاح للتدريس في "ديوان التعليم"
هسبريس - طارق بنهدا
الجمعة 06 فبراير 2015 - 21:00
بالموازاة مع جرائم قطع الرؤوس والحرق والجلد البشعة التي يباشرها تنظيم "داعش"، الاختصار الشهير لـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، يحاول التنظيم المثير للاستنكار عبر العالم، الإثبات جاهداً أنه "يحكم" في إطار دولة بمؤسسات، تحمل أسماء دواوين وولايات.. حيث عمد إلى نشر عدد من الأشرطة توثق لأنشطة التدريس داخل مدارس بـ"ولاية" الرقة السورية، والقائمة تحت مسؤولية "ديوان التعليم".
ويظهر في بعض من تلك الأشرطة، التي نشرتها مواقع موالية لـ"داعش"، عددا من الأشخاص، المنحدرين من جنسيات مختلفة، ضمنها الجنسية المغربية وفق ما يتضح في بعض اللقطات وعبر النقاشات المصاحبة لها في المنتديات "ال****ية"، وهم يقوم بأدوار المعلم والأستاذ، داخل مدارس جاهزة مسبقاً، وفق مناهج أعدّها تنظيم أبي بكر البغدادي؛ فيما يبدو بعضٌ من التلاميذ الصغار وهم يرتدون زيّا عسكريّا مموها، بدل الزي التعليمي النظامي المتعارف عليه.
ويتعمد أحد تلك الأشرطة، المُنتَج بجودة عالية، إظهار "أساتذة" داعش، بلحية كثّة وقبعات دون ارتداء وزرات بيضاء، وهم يستخدمون جملاً كـ"بارك الله فيك" لتثمين اجتهاد التلاميذ، أثناء حصص تعليم اللغة العربية وحروف الهجاء واستظهار القرآن الكريم.
في السياق ذاته، يتحدث أحدهم، فيما يبدو أنه "مندوب" ديوان التعليم بمنطقة الرقة، أبرز معاقل "داعش" في سوريا، عن مسار التدريس في "الولاية"، حيث يورد توفر 24 مدرسة ابتدائية، نصفها للذكور ومثله للإناث، مشيرا إلى أنّ المناهج المعتمدة "مثمرة وغنية.. على الرغم من بساطتها".
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد بث توجيهاً عاماً للموالين له داخل وخارج العراق وسوريا قبل أسابيع، يدعو فيه من أسماهم "أصحاب الكفاءات في الداخل والخارج " من أجل "تعميم وخدمة المسلمين والنهوض بأفراد الدّولة الإسلامية"، مضيفا أن هذه الخدمة تهم تدريس "مختلف العلوم الدينية والعلوم النافعة الأخرى.. التي تغطي احتياجات جميع وزارات ودواوين الدولة".
ويفرض "داعش" قوانين صارمة على التلاميذ وهيئة التدريس والإدارة في المدارس، تستوجب "المحاسبة" في حالة مخالفتها، من قبيل عزل الإناث عن الذكور، من الطلاب والإدارة والأساتذة، وحذف عدد من المواد في المناهج التعليمية، إلى جانب عدم السماح بمرور التلاميذ الراسبين بسب الغش أو الغياب عن الامتحانات، مقابل تخصيص مدارس للمتفوقين الحاصلين على معدل سنوي يفوق 95%.
وعن المواد التعليمية التي قام تنظيم "داعش" بحذفها من المناهج التعليمية ويلتزم "أساتذة داعش" بعدم تدريسها للتلاميذ، يذكر "بلاغ" صادر عن "ديوان التعليم" التابع للتنظيم، إلغاء التربية الفنية والموسيقية والوطنية، والمناهج الفلسفية والاجتماعية والنفسية، وأيضا مواد التاريخ والجغرافيا والأدب والتربية الدينية المسيحية.
ويلزم "داعش" مدارسه بشطب جملة الجمهورية العراقية أو السورية "أينما وردت" في المقررات، واستبدالها بـ"الدولة الإسلامية"، وشطب جملة "وزارة التربية والتعليم" واستبدلاها بـ"ديوان التعليم"، مع "طمس جميع الصور التي لا توافق الشريعة الإسلامية" و"حذف الأناشيد والشعر التي بها شرك وكفر وحب الوطن".
وتطال قائمة الحذف والحظر "أي مقال في مادة الرياضيات يدل على الربا أو الفوائد الربوية أو الديمقراطية أو الانتخاب"، وكذا "حذف كل شيء يتعلق بنظرية داروين أو رد الخلق للطبيعة أو الخلق من عدم.. وردّ كل الخلق لله تعالى"، مع "تنبيه الطلاب دائما إلى أن قوانين الفيزياء والكيمياء هي قوانين وسنن الله في الخلق"، وفق التعبير الذي حمله منشور "داعش".