ولقد سبق لي أن صرحت بأن هناك شخصين يجب أن يحاكما محاكمة جنائية هما وزير الثقافة ووزير التعليم.
- ولماذا يجب أن يحاكما؟
ما دمت طرحت هذا السؤال فلا حق لي في الإجابة، لأنه إذا كان التساؤل مطروحا حول أفعال وزارة الثقافة المشلولة، وزارة الثقافة الحقيقية هي السفارات الفرنسية واليابانية والإسبانية والبريطانية.. وإذا سألت عن السبب في محاكمة وزير التعليم، فاذهبي وأنت على بعد مائتي متر من الجامعة واسألي الطلبة عن وضعية الإصلاح الذي يتحدثون عنه.
- تقصد أن الوضع التعليمي كارثي " أو صافي "؟
"معلوم".. إن برامج الإصلاح كارثية، بل تعتبر أكبر كارثة في هذا البلد، والفرق بينها وبين الكارثة الاقتصادية والصناعية، هي أن هذه الأخيرة يمكن أن تصلح خلال سنة أو سنتين، أما الإصلاح التعليمي فسيؤدي المغرب ثمنه على مدى 15 أو عشرين سنة على الأقل.. على كل، إذا أجبتك عن السؤال فسأعطيه مصداقية لا يتوفر عليها.
- كل القطاعات الآن في المغرب تعيش أزمات ونحن نعيش أحداث انتفاضة صفرو التي سبقتها انتفاضات في الحسيمة، ما هو سياق هذه الانتفاضات؟
هذا شيء طبيعي، فإذا عدنا إلى التاريخ أيام الحماية، وتتبعنا كيف انتقلت الثورة ضد المستعمر من مدينة إلى أخرى، سنجد أنها علامة تدل على أن الوضع وصل إلى درجة لا يمكن أن تطاق، وكل الصحف الناطقة باسم الأحزاب تتحدث عن الديمقراطية المغربية، بشهادة غربية، أي أنها تستشهد على ديمقراطيتنا بشهادات أجنبية، والعالم العربي لم يعرف لأبدا انتخابات حرة باعتراف الجميع، باستثناء انتخابات 1991 بالجزائر وحماس في غزة، أما البقية كلها غش وتلاعب بما فيها