اختتام المهرجان الوطني الثامن للفيلم التربوي بفاس

[محمد الصدوقي]

فيلم ” مهاجر” عن أكاديميةالعيون بوجدور الساقية الحمراء ينال جائزة أفضلإخراج



عزيز باكوش
في اختتام فعاليات المهرجان الوطني الثامن للفيلم التربوي بفاس
فيلم ” مهاجر” عن أكاديمية العيون بوجدور الساقية الحمراء ينال جائزة أفضل إخراج
وفيلم ” هدر” عن أكاديمية الجهة الشرقية يفوز بجائزة السيناريو
فيما ارتأت لجنة تحكيم الدورة حجب الجائزة الكبرى
للمهرجان
حجب اللجنة الجائزة الكبرى بحسب المتتبعين أدخل المهرجان إلى مرحلة الاحتراف والمهنية
عزيز باكوش
اختتمت مساء يوم الأحد 19 من ابريل الجاري فعاليات المهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس في نسخته الثامنة بعد ثلاثة أيام من الفرجة والسينمائية والتاطير والتباري بين 16 أكاديمية تابعة لوزارة التربية الوطنية، حيث أسدل الستار على إيقاع حفل كبير نشطه الفنان رشيد فكاك وحضره عدد كبير من الوجوه الإعلامية والفنية من السينما والمسرح،داود أولاد السيد ، سعد التسولي، ماجدة بنكيران …، حفل تم خلاله تكريم أحد أعمدة المسرح والسينما الفنان محمد التسولي ، حيث قدمت شهادات في حق المكرم أبرزها شهادة الأكاديمية وجمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح ،وشهادة تلاها المسرحي عبد الكريم برشيد، كما وزعت خلاله الجوائز والدروع على الفائزين .
إلى ذلك، نوهت لجنة تحكيم المهرجان بالطفلة” شهية عزيزي”عن دورها في فيلم ” دموع الشمس” ممثلا لأكاديمية تادلة ازيلال ،والطفلة “سعدية “عن دورها في فيلم “وعادت البسمة” لمخرجه عبد العالي لخليطي عن أكاديمية تازة الحسيمة تاونات . كما نوهت كذلك بكل من الفيلمين التربويين “هدر” لمخرجه ” خالد سلي ممثلا لأكاديمية الجهة الشرقية . و”دموع الشمس” عن أكاديمية تادلا ازيلال. كما نوهت بالطفل العازف أيوب بوسحفة في فيلم” الظالم والمظلوم” عن أكاديمية كلميم السمارة لمخرجه ” عماد خبة ومحمد اكنو.فيما عادت باقي الجوائز التي منحتها لجنة التحكيم إلى مخرجين شباب من أكاديميات مختلفة نسوقها على الشكل التالي :
1- جائزة أفضل أداء نسائي” فاطمة زيطان” عن دورها في فيلم “اغتصاب الصمت” 13د و56 ثانية لمخرجه وكاتب السيناريو محمد السطار ” عن أكاديمية “طنجة تطوان . فيلم يرصد ظاهرة الاغتصاب الذي يتم في صمت دون فضح مرتكبيه.
2- جائزة أفضل أداء ذكور الطفل “زكريا الهلالي” عن دوره في فيلم ” أوراق تحترق”11د و32 ث للمخرج مصطفى الخضار وكاتب السيناريو الخلفة لغليمي ابراهيم أبو بيجي ” أكاديمية الشاوية ورديغة ، الشريط التربوي يحكي قصة تلميذ يعاني من مشاكل أسرية دفعته إلى مغادرة المدرسة في سن مبكرة والالتحاق بسوق الشغل ومن تم الإدمان والتشرد.
3- جائزة أحسن سيناريو منحت للمخرج “خالد السلي عن فيلمه ” هذر” 14دو58 ث عن أكاديمية الجهة الشرقية نيابة وجدة ” يتناول الفيلم ظاهرة تشغيل الأطفال بعد التعثر الدراسي.
4- جائزة الإخراج منحتها اللجنة لأشرف بزناني مخرج وكاتب سيناريو فيلم ” مهاجر ” 7د و58 ث عن فيلمه مهاجر عن أكاديمية العيون بوجدور الساقية الحمراء . الفيلم يرصد بفنية عالية أحاسيس وبواطن مهاجر بين الغربة والحنين إلى الوطن الأم .
كما ارتأت لجنة التحكيم التي ترأسها سعيد شرايبي وبإجماع كافة أعضائها محمد عز الدين التازي ، محمد الدرهم ، فاطمة لطفي ، محمد الشوبي أعضاء ، أن تحجب الجائزة الكبرى للمهرجان في دورته الثامنة ، وقال سعد الشرايبي في تقرير اللجنة الختامي “بدون تشويق بكل صدق وبكل شفافية و بالإجماع ، من بين16 فليما شاهدناها كلجنة ، لم نجد فيلما واحدا توجد فيه كل المواصفات لما سمي بالجائزة الكبرى سينمائية كانت تربوية أو موضوعاتية ” مضيفا ” لذلك ارتأينا كلجنة ،إذ منحنا الجائزة لفيلم لا يتوفر على هذه المواصفات ، قد لا نخدم هذا الشاب المخرج،أو تلك الاستاذة كاتبة السيناريو،وسيكون بمثابة إغراء غير ملائم له أو لها في الظروف الحالية “، التقرير أكد في ذات الوقت ضرورة أن يكون هناك دعم أكثر، ومثابرة أكثر للرفع من مستوى الإشارات الفنية التي لمستها اللجنة بصدق في كل الأعمال المنجزة ” وقال سعد الشرايبي بهذا الخصوص”وجدنا أفكارا مهمة ،وتصورات محترمة،ولكن للأسف، لم نجد التقنيات المكونة والمتكاملة لكي نمنح الجائزة الكبرى ”
وفيما اعتبر البعض أن قرار لجنة التحكيم كان موضوعيا ، أعتبر البعض الآخر التقرير بمثابة إعلان هام يؤكد أن معظم الانجازات التربوية قد شرعت في الدخول في طور المهنية والتخصص مما يفتح آفاقا شاسعة أمام هذه التظاهرة الفنية والتربوية
لكن أهم ما ميز حفل افتتاح المهرجان في دورة الثامنة عرض فليم ” سلام وديميتان” الناطق بالامازيغية لمخرجه محمد أمين ، الذي تعرف من خلاله الجمهور الذي ملء زوايا مركب الحرية عن آخره على حياة فنان تشكيلي مغترب يعود إلى بلدته بعد 25 سنة من الغياب ، فيلتقي بأشخاص غيرهم الزمن، أما المكان فقد صار قفرا وخرابا، لكن ذلك كله جعله يسترجع زمن الصبا..” إلى جانب ذلك، استقبلت إدارة المهرجان في دورته الثامنة 77 فيلما يمثلون 16 أكاديمية، كما عرفت نسخته الثامنة ورشات تكوين همت بالأساس ” وقوف الممثل أمام الكاميرا” وأطرتها الفنانة القديرة نعيمة المشرقي . وتقنية “المونتاج” الذي اشرف على تاطير ورشته المخرج التلفزيوني محمد النجم ،كما شهدت القاعة الكبرى بالمركز الجهوي للتكوين المستمر التابع للأكاديمية طاولة مستدير ة نشط أطوارها محمد فرح العوان رئيس جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح حيث تفاعل بايجابية مع اقتراحات وتساؤلات المخرجين الشباب وبعض وسائل الإعلام ، والتي صبت في مجملها حول سبل الارتقاء وتطوير القناعات في أفق خلق ثقافة سينمائية لدى المتعلمين تحقق لديهم القدرة على فهم دلالات الصورة وتفكيك الخطاب السينمائي ومقاصده لتوظيف مكوناته في مختلف أشكال التعلم.
فيما استمتع جمهور نوعي كثيف بمضمون الندوة الوطنية الهامة في موضوع ” الفيلم التربوي دعامة أساسية لإرساء مدرسة الاحترام ” التي نشطها بمهنية راقية الشاعر والإعلامي ياسين عدنان. وشارك فيها كل من الناقد السينمائي حمادي كيروم ومحمد اشويكة .
وبحسب المتتبعين والمهتمين ، فأن ابرز ما طبع حفل الاختتام لمهرجان هذه السنة هو إصدار لجنة التحكيم توصيات موجهة إلى المنظمين والمسئولين المحليين الجهويين والمركزيين ، وكذلك إلى المخرجين الشباب ومدراء الأكاديميات على حد سواء من اجل دعم وتطوير هذه التظاهرة الثقافية والفنية وتقديم الدعم ماديا ومعنويا وتوفير السبل الكفيلة برقيها واستمرارها وتوهجها .
وكانت لجنة التحكيم بعد نقاش طويل معمق وبعد مشاهدة ثانية للأفلام قد صممت أن تكون وفية لما طلب منها ، في هذا الصدد صرح سعد الشرايبي لجريدتنا أن لجنة التحكيم ” رصدت عملا فنيا ” قدرت ” أنه طرح لنا مشكلة إشكالية ، وهو عمل اشتغل فيه مهنيون ، مضيفا انه ” العمل الوحيد الذي كتب واخرج من طرف مهنيين ، ولم نجد له موقعا في الجوائز الممنوحة ” واللجنة إذ تنوه بأهمية الفيلم ، وبطريقة العمل التي تناولها كاتب السيناريو ومخرج الفيلم ” ، ولذلك ، لم نجد له موقعا مع مخرجين مبتدئين ، و لم نحشره مع الأفلام المتبارية.
وكانت لجنة التحكيم قد وضعت مجموعة من المعايير لتقييم الأفلام المشاركة ، وحصل نقاش كبير بين أعضائها حول إمكانيات تعبيرية وجمالية ، وأفكار وتصورات ذات بعد تربوي تم صوغها في العمل السينمائي في إطار فعاليات الدورة .
إلا أن الأفلام المعروضة حسب اللجنة ” قد تميزت في غالبيتها بنقص في المكونات التقنية السينمائية ” وهو ما فسرته بضعف الوسائل المرصودة ، كما لاحظت اللجنة عدم حضور العمل الفني والتربوي الذي يتسم بالتكامل وانسجام المكونات .
اللجنة نوهت كذلك بالجهود المبذولة من طرف الأكاديميات ، مؤكدة على أهمية أخذ 5 توصيات أساسية بعين الاعتبار :
1اعتماد الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان لمعايير تربوية وفنية تضبط حدود وأبعاد الفيلم التربوي .
2 استعانة الأكاديميات المتبارية بمستشارين فنيين محترفين ، على أن لا يكونوا مشاركين في الأفلام ، مما يمكن من تجاوز الأخطاء الفنية والتقنية على مستوى الصورة والصوت .. ، واختيار ممثلين يتناسب سنهم مع الأدوار المنوطة بهم.
3تشجيع الاشتغال على الفيلم الوثائقي ، نظرا لأهميته الديدايكتيكية
4عرض الأفلام الفائزة في كل الأكاديميات دون استثناء .
5 تدخل الجهات المسئولة خاصة وزارة التربية الوطنية في بث الأفلام الفائزة في برامج التلفزة المدرسية .
وفي ختام التقرير، وجهت اللجنة خالص تقديرها للمهرجان، و خالص تقديرها للفيلم التربوي .حتى يحقق أهدافه في دمج الوسائل السمعية البصرية في منظومتنا التعليمية باعتبارها عاملا أساسيا في الارتقاء بجودة الأداء التعليمي وذلك تبعا لدعامات ميثاق التربية والتكوين.
عزيز باكوش

[education]

شكرا على الخبر وهنيئا للفائزين والمنظمين