أساتذة يتطوعون لتدريس أطفال مصابين بالسرطان داخل مستشفى بمراكش
في مبادرة هي الأولى من نوعها
أبرز الدكتور هشام جبراوي الأخصائي النفساني والباحث في علم النفس أن فهم نفسية الطفل المريض فهما صحيحا، يسهل مواكبته بشكل سليم، مشيرا أن تأثيرات المرض عليه، يستوجب متابعة ورعاية شاملة، يصير فيها مركز اهتمام كل المتدخلين.
وأكد في افتتاح الدورة التكوينية الأولى التي نظمتها جمعية أسرة التعليم للتنمية المستدامة ومحاربة الهدر المدرسي"، بتنسيق مع المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش يوم الأحد 14 دجنبر، لفائدة الأساتذة المتطوعين لتدريس الأطفال المرضى، و الذين يقتضي علاجهم الإقامة بالمستشفى مدة طويلة، أن هذا الوضع وهذه الخصوصية تستوجب من الأستاذ المتطوع لتعليم المريض، التخلص من فكرة كونه مدرسا يحاول تبليغ معارف محددة، و"أن يتمثل نفسه كمعالج يزرع الأمل في النفوس" على حد قوله.
وأكد على أن تدريس الأطفال في وضعية العلاج هي جزء أساسي من العلاج نفسه، بل هي مقاربة إنسانية تمكن المريض من الوعي بحالته في أفق تنمية قدراته. وأكد الأستاذ لحسن كجديحي مفتش التعليم الإبتدائي في عرض قدم خلال الدورة المنظمة تحت شعار " أسرة التعليم في خدمة المنظومة الصحية "على ضرورة مراعاة خصوصية هذه الفئة، مع التركيز على البعد التواصلي و الحرص على تنويع الطرائق التعليمية، لخلق فضاء جذاب ومحفز للأطفال، يأخذ بعين الاعتبار قدرات الانتباه لدى المستهدفين و استعداداتهم.
وأبرز الأستاذ محمد المنصوري أخصائي في التدريب و التنمية البشرية، من خلال استحضاره لمواقف من المعيش اليومي، أبعاد التواصل الهادف وأهميته، مؤكدا على أن نسبة كبيرة من نجاح أي إنسان ترتبط بشكل وثيق بقدرته على مد جسور التواصل بشكل إيجابي مع محيطه.
وعبر رئيس الجمعية عن أهمية مشروع "مدرسة في المستشفى" بوصفه فكرة تحمل العديد من الإيجابيات على مستوى الرؤية والأفق المنتظر خصوصا على المدى البعيد. كما عبر عن سعادته بحجم حضور المدرسين، وحماسهم ما يؤشر على وعيهم العميق بمعاني المواطنة الحقة، مشيدا في الوقت نفسه بجهود إدارة المستشفى.
وأكد جمال أبو زهيد عضو المجلس الجهوي للجمعية، بجهود كل المتدخلين، لجعل هذا العمل يتحول من حلم إلى واقع. مشددا على فضل العمل التطوعي لفائدة من هم في وضعية صعبة، خدمة للصالح العام. وأشار أن تمكين الأطفال المرضى من متابعة دراستهم، يعد مدخلا لتسهيل اندماجهم الاجتماعي، بشكل نؤسس معه لقيمة العدالة، والتي هي جزء لا يتجزأ من ديننا الحنيف، الذي يقرن الإيمان بالعمل الصالح.