كرامة بين مطرقة التهميش وسندان الكوارث
ما تزال بلدة كرامة تجتر الآم الكارثة الطبيعية التي خلفتها فيضانات أكتوبر الأسود،وتتحسر على التهميش السياسي والاقتصادي الذي يطالها، فضلا عن التهميش الطبيعي الجغرافي، وهي القابعة في الركن المنزوي للمملكة السعيدة .فحتى المساعدات الهزيلة والتي حددت قيمتها المادية في 350 درهما تقريبا .وزعت بطرق انتقائية شابتها اختلالات كثيرة،وأطرتها الهواجس الانتخابية والعصبية القبلية .كما أنها لم تشمل جميع المتضررين الحقيقيين .ولم تتوصل العديد من القرى بحصتها من المساعدات، في ظل العزلة التي فرضها ارتفاع منسوب مياه واد غير ، وغياب القناطر والجسور والطرق المعبدة ، وصعوبة المسالك المؤدية إلى كثير من المد اشر المتاخمة للجبال. كما ان الكهرباء وشبكة الهاتف النقال
واداعلمنا أن المساعدات المقدمة تفتقر إلى الخيام ،فكيف نتصور ليل الأهالي الذين فقدوا منازلهم ،في هذه القصور ذات الطقس البارد والظلام الدامس منذ انقطاع التيار الكهربائي يوم الجمعة 10/10/2008 .ولولا التضامن الموجود لدى القرويين لمات الكثير منهم غما وحزنا.
ان الحساس المتولد لديهم هو أن وطنهم الذي يعشقونونه حتى النخاع قد تخلى عنهم ، وهم الذين لم يدخروا جهدا في الذود عن حياضه وثغوره .فالإصلاحات الترقيعية التي تخضع لها القنطرة الوحيدة التي تربط كرامة بالعالم الخارجي .سرعان ماتتهاوى مع كل قطرة ماء ،ترفع منسوب واد كير .
للإشارة لم يزور المنطقة أي وفد وزاري حتى تاريخ كتابة هذه السطور ،فأين شعارات القرب والمواطنة والتنمية البشرية ....أم أن كرامة تنمي إلى المغرب غير النافع .