التهامي الوركة
بعد أن استبشر الطلبة المجازون خيرا السنة الماضية مع قراروزير التربية الوطنية والتكوين المهني السابق السيد محمد الوفا، والقاضي بإلغاءالانتقاء الأولي.تفاجؤوا هذه السنة بقرار آخر للسيد الوزير،لكن ليس محمد الوفا ، وإنما الوزير الجديد للوزارة السيد رشيد بلمختار،الذي أعاد من خلاله الانتقاء الأولي كشرط أساسي للمشاركة في مباراة المراكزالجهوية لمهن التربية والتكوين.
قرار الوفا وإن كان قرارا لا يرقى إلا الحل الشامل لمشكل البطالة في المغرب، إلا أنه اعتبر سابقة من نوعها في تاريخ الوظيفة العمومية الخاصة بالتعليم، حيث سمح من خلاله للجميع بالمشاركة بدون انتقاء أولي .
هذاالقرار الذي يعتبر من حسنات السيد الوفا، فتح آمال جديدة في وجه العديد من الطلبة المجازين المجدين الذين كان الانتقاء الأولي يشكل أمامهم حاجزا للولوج إلى الوظيفة العمومية..لكن السيد الوزير الجديد أبى إلا أن يغلق هذا الباب في وجه العديد من المجازين، ذنبهم الوحيد أنهم درسوا في جامعات ليست لها معايير موحدة في التنقيط على اعتبار الاستقلالية في التسيير...وأنهم لم يتخذوا من التملق وسيلة للحصول على الميزة التي تؤهلهم لاجتياز المباراة..ونسي السيد الوزير أنه نادرا ما تعكس النقطة مستوى المترشح، وأنالمعنى الحقيقي للمساواة التي جاء بها الدستور يقتضي فتح المباراة أمام الجميع للتنافس من دون أي إقصاء أولي..كما حدث السنة الماضية مع تجربة الوزير الوفا ؟
ثم فليسمح لي السيد الوزير أن أذكره بالحوار الذي أجراه مديرالمركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه السيد محمد الساسيالسنة الماضية مع إحدى الجرائد الوطنية،والذي اعتبر فيه أن قرار إلغاء الانتقاء الأولي هو خيار ناجح، مبررا ذلك بمجموعة من الاعتبارات، لعلها تكون سببا في تراجع الوزير عن قراره، وهي كالتالي:
1_ أن عملية الانتقاء الأولي كانت تقصي عدداً كبيراً من المترشحين، بناء على معيار غير موحد، وبناءً على نتائجهم في دراستهم الجامعية، رغم أن هذه المناهج بتخصصاتها ومناهجها ليست موحدة، متسائلاً "كيف لنا أن نضمن أن معدل عشرة في جامعة معينة هو مساو لجامعة أخرى؟".
2- أن اعتماد معيار الانتقاء الأولي يخلق مشكل تكافؤ الفرص، ولهذا تم إقرار اجتياز المباراة من طرف كل الحاصلين على "الإجازة"،باعتماد الاختبار الكتابي وليس النتائج الجامعية.
3- إن إلغاء الانتقاء الأولي منصف جداً لكل الطلبة المجازين، ويوفر تكافؤ الفرص للشباب الطامحين في الحصول على شغل، بينما كان يقصى الكثير منهم.
4- أن قرار إلغاء الانتقاء الأولي مكن الوزارة من جمع معطيات موحدة تمكن من مقارنة أداء المترشحين مهما كان مستواهم أو الجامعة التي تخرجوا منها.
5- أن "هذه الصيغة ستمكننا من ضخ أفضل الكفاءات الموجودة بين الشباب المغربي الحاصلين على الإجازة في المنظومة التعليمية".
فبعد كل هذا....فلماذا الانتقاء الأولي سيدي الوزير ؟
فهل القرار الذي اتخذتم مبني على دراسة علمية خلصت إلى فشل تجربة الوفا السابقة من حيث طريقة الامتحان والتصحيح والنتائج المحصلة ونوعية الفئة الناجحة، أم أن التراجع له علاقة بالجانب المادي كما يقال؟
فإن كان الانتقاء مبني على دراسة علمية، فأرجوا أن تنوروا الرأي العام بهذه الدراسة حتى تطمئن القلوب ؟
أما إذا كان الأمر له علاقة بالجانب المادي فقط، فأنا أقترح فرض رسوم على ملفات الترشيح تغطي تكلفة الامتحانات على غرار الرسوم التي فرضت على المترشحين الأحرار لاجتياز الباكالوريا؟
ولكم واسع النظر سيدي الوزير....