مدير أكاديمية دكالة عبدة : "التعليم الخصوصي لم يعد ترفا تربويا ولا تعليما نخبويا.. وإنما شريك استراتيجي"
أحمد مصباح ' نشر في هبة بريس يوم 12 - 06 - 2014
في إطار اللقاءات التواصلية التي يعقدها مع الفاعلين والشركاء التربويين، كان للأستاذ شكري الناجي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكلة-عبدة لقاء موسع، جمعه بممثلي رابطة التعليم الخصوصي بالجهة. اجتماع حضر أشغاله نائب رئيس رابطة التعليم الخصوصي بالمغرب، وأعضاء من المكتب التنفيذي، ورئيس المكتب الجهوي للرابطة بالجهة، ورؤساء المكاتب الإقليمية بآسفي واليوسفية وسيدي بنور.
وفي معرض مداخلته، طرح نائب رئس الرابطة جملة من القضايا والإشكاليات التي تهم القطاع، والتي تعيق الارتقاء بهذا المكون الهام من مكونات المنظومة التربوية في المغرب، الذي بات يحقق نتائج متميزة على الصعيدين الوطني والجهوين، رغم ما يعتريه من صعوبات وإكراهات.
ومن جهته، اعتبر المكتب الجهوي للرابطة أن بادرة مدير المسؤول التربوي الجهوي الأول بفتح قناة للتواصل المباشر والمثمر مع الرابطة، تعد مؤشرا إيجابيا وخطوة أساسية على طريق تجسير العلاقة بين الإدارة الوصية والشريك، معتبرا أن الأكاديمية تمتلك كل الوسائل الممكنة لمساعدة هذا القطاع على تجاوز الصعوبات التي يعاني منها، سواء على المستوى التنظيمي أو الميداني.
وقد استعرض المتدخلون عن قطاع التعليم الخصوصي عددا من المنجزات الوازنة لمكتب الرابطة، أغنت المشهد التربوي بجهة دكالة-عبدة، وأعطت صورة متميزة عن القطاع كشريك استراتيجي، يحظى بثقة الشركاء، ويساهم في أداء الرسالة المنوطة به جنبا إلى جنب التعليم العمومي. إذ يعتبر منخرطا في أوراش إصلاح منظومة التربية والتكوين.
و في معرض رده على ملاحظات أعضاء مكتب الرابطة، شدد مدير الأكاديمية على كون التعليم الخصوصي لم يعد ترفا تربويا ولا تعليما نخبويا، بل أضحى شريكا استراتيجيا وازنا وجناحا ثانيا، لا يمكن للمنظومة أن تحلق بدونه. وأكد المدير على كون الأكاديمية تعطي في كل مخططاتها أولوية خاصة لهذا القطاع، الذي راكم بجهة دكالة-عبدة تجربة متميزة، أنجبت العديد من التلاميذ المتفوقين.
وفي تقييم أولى للوضعية، أشار مدير الأكاديمية إلى أن السواد الأعظم من هذا القطاع، يشتغل في احترام تام للمنظومة القانونية والبيداغوجية المرسومة من طرف الوزارة الوصية، ويسعى إلى الانفتاح على التعليم العمومي، والانخراط في هرمية الإصلاح. إلا أن جزءا منه لازال يعطي الأولوية للربح على حساب البعد التربوي، و أن هذا أمر لا يساعد على إنتاج رؤية قويمة لمسارات الإصلاح.
و بخصوص مسالة تكافؤ الفرص بين تلاميذ القطاعين العمومي والخصوصي (الخاص)، أشار مدير الأكاديمية إلى أن هذه الأخيرة حريصة على أن يكون الامتحان الإشهادي فرصة لتقويم تعلمات التلميذ، بغض النظر عن موقعه وبعيدا عن كل المؤثرات. كما أكد على أن اللقاءات التواصلية المكثفة بين الإدارة والقطاع، ستكون فرصة لبلورة تصور مشترك يحل هذا الإشكال .
وثمن الطرفان، في اختتام أشغال اللقاء التواصلي، مستوى النقاش وغنى الخيارات المطروحة. حيث اتفق الحاضرون على تنظيم ندوة مشتركة، شهر دجنبر 2014، يتم خلالها مقاربة عدد من القضايا المرتبطة بالتعليم الخصوصي، وطرح البدائل الممكنة، بغية النهوض بأوضاعه، سيما تجسير العلاقة بينه وبين التعليم العمومي، وتمتين جسور الثقة بينهما. ومن جهة أخرى، حرص الطرفان على مطالبة كل من مؤسسات التعليم الخصوصي بالعمل على تأهيل نفسها، واحترام دفاتر التحملات النظامية، ومطالبة الإدارة الوصية بالعمل على دعم القطاع وإشراكه في كل الأنشطة التربوية والتكوينية بالجهة، منوهين في الأخير بالروح الإيجابية التي طبعت هذا اللقاء التواصلي.