السليسيون يغزو مدينة سيدي سليمان
لم تكن المرة الوحيدة عندما لفت نظرنا شاب لم يتجاوز الثلاثين من العمر وهو يحاول الانتحار من فوق قنطرة واد بهت الواقعة على الشارع الرئيسي للمدينة وبيده مخدر مادة السلسيون الذي يستعملها عادة أصحاب الدراجات النارية والعادية لإصلاح عجلاتهم ،فاصطف المارة للتفرج على حالة بدأت تتفشى بشكل مثير. كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة من يوم السبت 1 مارس حينها كان الشاب وهو يهذي كالمحموم .
التخدير بشتى أنواعه بدأت تتسع دائرته ويرجع الكثيرون أسباب هذه الظاهرة إلى الفراغ التي تعيشه المدينة ،والمغادرة المبكرة للدراسة بسبب الفقر ،فلا مجال للشغل ولا آخر للترفيه من نوادي للموسيقى ورياضية وثقافية باستثناء دار الشباب التي لا تتوفر على أدنى التجهيزات. ويثير انتباهك وأنت تجوب أرجاء المدينة عددا كبيرا من الأطفال يمتهنون حرفة ماسحي الأحذية أو بائعي السجائر بالتقسيط تاركين مقاعدهم في فصول دراسية تعليمية وكأن المجتمع يلفظ أبناءه إلى مصيرهم المجهول،فالفقر له مساوئه..
بالجانب الآخر وعلى بعد بضعة أمتار من بلدية المدينة وبالضبط على طول الشارع حمان الفطواكي يوجد عالم الدعارة متناغم مع عالم السكارى يلتقيان كل بداية ليلة، وبالرغم من تدخل رجال الشرطة من حين لآخر لازال المكان على حاله .
كل شيء مثير بمدينة سيدي سليمان فالطرقات مهترئة بكل الأحياء ويكفي أن تتجول بسيارتك لينتهي بك المطاف إلى رميها في مزبلة الخردة ،وفي غياب الفضاءات الملائمة للإنسان السليماني يبقى فضاء الفراغ يحتل بقبضة من حديد جميع الفضاءات. حتى الملعب الوحيد بالمدينة يطاله النسيان وفريقه يعاني البؤس والغم ،فلا مجال لتطوير رياضة كرة القدم بالمدينة بل لا توجد لا الإرادة والثقافة لذلك.
أما الأحزاب السياسية المنتخبة بالبلاد فلا تراوح مكانها،فبعد البيان الذي نشرته العدالة والتنمية بالرغم من تحملها المسؤولية داخل المجلس البلدي والذي أثار قضية التلاعبات في مناصب الشغل يعود الحزب إلى الهدوء ويتساءل المهتمون بالشأن المحلي عن المقابل لهذا الصمت، هل يتعلق الأمر "بالوزيعة"أم بداية إرهاصات الانتخابات سابقة لأوانها..
وما يزيد الطين بلة بل الوحل كل الوحل ما وقع من فيضانات بالجهة برمتها حيث عرت عن التسيير والتدبير ،وأظهرت اختلالات على جميع المستويات، فالمدينة اليوم محتاجة أكثر من أي وقت مضى للاهتمام بجميع مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، فالمدينة لها من المؤهلات لا على مستوى موقعها ولا على مستوى ثروتها الفلاحية والإنتاجية .
ربما هذا الشاب يريد أن يقول شيئا ما في زمن يتعذر فيه فهم كل شيء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
http://boub.maktoobblog.com/