صعدت الفتاة الى الحافلة رفقة امرأة يبدو من الوهلة الاولى على أنها أمها , و يظهر ذلك جليا حتى لكل من ليس له ادنى فراسة , فملامح الوجهين متطابقة الى حد بعيد . جلست الفتاة بجانبي و جلست أمها في مقعد أمامنا . استدارت تتحدث مع ابنتها ,فاقترحت عليها الجلوس بجانب فتاتها فقالت ان الامر عندها سيان فهي لا تريد ازعاجي ما دمت انا اول من اخذ ذلك المقعد . قالت الام مخاطبة ابنتها انه في هذا الزمن لم يعد للعنف ضد المرأة اي مبرر و القانون يعاقب على ذلك. ردت الفتاة ان القانون تعتريه مجموعة من الثغرات و لا يردع المعنفين لزوجاتهم بالشكل المطلوب و ان زوج اختها يجب الاقتصاص منه دون اللجوء الى القانون. لذلك يجب اخبار حمو بما وقع . فاختها الان طريحة الفراش بالمستشفى نتيجة الضرب المبرح الذي تلقته من زوجها . و ليست تلك هي المرة الاولى فاختها دائما كاتمة لأمرها لا تخبر إلا والدتها. أصرت الفتاة على انها ستخبر حمو بالواقعة هذه المرة. اخرجت من جيبها هاتفا نقالا و ضغطت على بعض الازرار لكن والدتها نهرتها و أمرتها بعدم التسرع قبل العلم بحيثيات النازلة لانها تعلم رد فعل حمو جيدا,فلربما اخد السيارة و اتجه نحو منزل اختها و عنف هو بدوره هدا الزوج لانه معروف ببطشه و قوة بدنه وكثرة معارفه . أدعنت الفتاة لطلب والدتها ووافقتها على التريت حتى تكتمل لديهم الصورة ويجمعوا المعلومات الكافية من السيدة المعنفة ومن زوجها ايضا و يعرفوا سبب النزاع و ان لا تزعج حمو المنهمك في عمله ما دام وقت الادارة لا يسمح بالخروج قبل الثالثة زوالا . وانه سيعلم بالخبر عاجلا ام آجلا و سيوقف زوج اختها عند حده هذه المرة ما دام لم يخبروه سابقا .
وصلت الحافلة الى وجهتها فتفرق الركاب يمينا و شمالا فطافت في خيالي صور شتى لشخصية حمو؟
عبد العالي برامي