عندما يتحول المسؤول النقابي إلى عصا في يد المسؤول الإداري

[sahara2008]

في الوقت الذي يتوجه فيه مختلف الشركاء الاجتماعيون و النقابيون إلى المساهمة الفاعلة في تخليق الحياة التربوية و تأسيس مناخ مناسب للتفاعل و النقاش و الإختلاف البناء من أجل إصلاح المنظومة التعليمية و الدفع بها نحو الإستقرار، وعلى عكس التيار يسير مسؤول نقابي بإقليم كلميم شاهرا خاتمه النقابي في وجه الإصلاح تارة وتارة أخرى مسخرا إياه لإبتزاز رجال التعليم و منحهم وعود بحصولهم على امتيازات في الحركة أو تسوية لملفاتهم العالقة تحت الطاولة، ومما يثير إستغراب الأوساط التعليمية بالمدينة هو لعبه على وتر تسيد نقابته على قاعدة رجال التعليم كأنها مستعمرة خاصة يسخر خيراتها في الاتجاه الذي يريده ضاربا بعرض الحائط المصلحة العامة و اتساع الساحة النقابية لتضم مختلف الأطياف،ولعل تحركاته الأخيرة في التقرب من أحد كبار المسؤولين عن الملف التعليمي خير دليل على وصوليته ومحاولته تسلق الأبراج العالية من أجل تسويق صورته النقابية و الضغط على مريديه النقابيين الذين يعلمون أو يتغاضون عن حقيقة كونه لا يمتلك الشرعية الانتخابية لا هو ولا زميل له يحرك رياحا لا خير فيها في اتجاه إقليم كلميم من مدينة أخرى كان حريا به أن ينشغل في تسوية ملفاته هناك، ومما يزيد الوضع سوءا داخل بيتهم النقابي أن هذا المسؤول الجهوي لايمتلك شرعيته النقابية من القواعد الجهوية، فهو الآخر يتحرك حسب أهوائه و أهواء الكبار الذين يتمسح بالتقرب منهم على حساب رجال التعليم الذين وثقوا فيه.

ولعل هذا الوضع الهيكلي المحلي المزري لنقابة لها تاريخها النضالي و إرثها الرمزي في الحركة الوطنية واستقلال المغرب يستدعي من مركزيتها النقابية أن تعيد النظر في ممثليها بإقليم كلميم و البعض من مسؤوليها الجهويين الذين يسيئون لأنفسهم و لمركزيتهم النقابية باللعب بتحركات قواعدهم وزجها في مناخات سلبية و ابتزازهم المادي و اللعب ببطائق الإنخراط وتسخير عائداتها لمصاريف الجيب كما يشاع هنا في الأوساط التعليمية.

هذا المشهد الكاريكاتيري المؤسف الذي حاولنا رصده ليس من أجل النيل من سمعة هذه النقابة التي عليها أن تدفع نحو استقلال قواعدها من هذه الفئات التي تلوث المشهد النقابي و تجره نحو مستنقع اليأس من كل صوت يدافع عن مصالح رجل التعليم، بل هي دعوة للتمعن في وضع المكتب المحلي و إعادة ترتيب البيت على أساس السمعة الطيبة و الكفاءة و النظرة الثاقبة للوضع التعليمي بالإقليم، و ليس تكريس الفردانية و الإنتهازية و تسوية الملفات مع بعض المسؤولين بالامتيازات الأحادية التي يروج لها المسؤول الكبير الذي ضحك على مسؤول نقابي لمدة سنتين ورماه لقمة سائغة لينهشه النسيان بعد أن سخره عصا للتنكيل بالنيابة، هذا المسؤول الذي لا بد أن نقف عند شره الذي يطال كل النيابات لإلهاء الرأي العام عن أخطاء تدبيره في ملفات كالإطعام المدرسي و البنايات والموارد البشرية و الانتقالات المحبوكة وكلما سأله سائل صرخ بصوت عال أنه محمي من طرف جهات عليا،لقد أوحى مرارا بأنه مقربة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي كان حريا بهذا المسؤول أن يقتدي بسعيه لتنمية وطنية ولتعليم جيد لا تشوبه شائبة الانتهازية و استغلال المنصب ، و الأكثر من هذا وذاك الالتفاف على المصلحة العامة للمنطقة و الخضوع للرغبات الشخصية من أجل ضرب اللحمة المحلية و النيل من رجال التعليم عقوبة لهم على جرأتهم في نقد سلوكاته و سوء تدبيره الذي طال لعدة سنوات بدون حسيب أو رقيب.