اليوم الدولي للاحتفال بالأركان يسائل استفادة المملكة من "الشجرة الفريدة"
اليوم الدولي للاحتفال بالأركان يسائل استفادة المملكة من "الشجرة الفريدة"
الاثنين 13 ماي 2024
الإثنين 13 ماي 2024
في قلب البيئة الجافة والقاحلة للمغرب تنمو شجرة الأركان أو “الشجرة المغربية الفريدة”، كما يُطلق عليها، مشكّلة مصدرا للغذاء والطب والاقتصاد للمجتمعات المحلية منذ قرون عديدة، الأمر الذي دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الإعلان، في مارس 2021، يوم 10 ماي يوماً دولياً لشجرة الأركان، بمبادرة من المغرب وبرعاية مشتركة من عدد كبير من الدول الأعضاء.
واعتباراً لخصوصية المغرب في احتضان هذه الشجرة ومبادرته لاعتماد يوم أممي خاص بها، يطرح الكثيرون تساؤلات حول مدى استفادته من الأركان وما يتطلّبه تعزيز الاستفادة من هذه الثروة.
كمال أبركاني، الأستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور والخبير في الهندسة والعلوم الزراعية، يرى أن “استفادة المغرب من شجرة الأركان كانت خلال السنوات الماضية مقتصرة على الإقبال العادي على زيوتها ذات الاستخدامات الطبية الصيدلانية والأهمية الغذائية والصناعية”.
غير أنه في السنوات العشر الأخيرة، يقول أبركاني في تصريح لهسبريس، “باتت أنظار العالم تتجه نحو شجرة الأركان المغربية، حيث ارتفع الطلب الدولي على المواد التي ينتفع بها من هذه الشجرة، مما استدعى تطوير الصناعة التحويلية لزيوتها، والتوجه نحو تشخيص باقي المواد الغنية بها”، مشيراً إلى أن المغرب شرع في السنوات الماضية، لأول مرة، في التشخيص الجيني لشجرة الأركان داخل المختبرات المغربية، وعقد شراكات مع مؤسسات دولية لهذا الغرض.
وتابع قائلا: “كانت لدينا تجربة في جامعة “Southern Illinois University” الأمريكية، حيث قمنا، في إطار مشروعي “Fulbright” و”Macece” الدوليين المشتركين بين الولايات المتحدة والمغرب، باستعمال تقنية “المعلوماتية الحيوية” (Bioinformatics) و”الميتابولوميكس” (Metabolomics) المتخصصة في دراسة وتحليل المركبات الكيميائية الصغيرة في نظام لتشخيص بعض المواد الدقيقة التي لها قيمة في شجرة الأركان”. قبل أن يضيف “الآن لم يعد الانتفاع من شجرة الأركان يقتصر على زيوتها فقط، لكن التشخيص الكامل لمكوناتها يواجه طريقا طويلة”.
من جانبه، نبّه عبد الله أبودرار، الأستاذ الباحث بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، إلى أن أممية اليوم الدولي للأركان “تساهم في الترويج لشجرة الأركان المغربية باعتبارها تراثا ثقافيا غير مادي بالنسبة للإنسانية، وموروثا للتنمية المستدامة القادرة على الصمود أمام التغيرات المناخية، وتعزّز مجهودات البلاد لتنمية سلسلة الأركان، سواء من حيث تنظيمها أو تثمين المنتجات والبحوث العلمية حولها”.
وأضاف أبودرار، في تصريح لهسبريس، أن مجهودات المغرب في هذا السياق “كللت بخلق مئات التعاونيات الخاصة بمنتجات الأركان لتسويقها على الصعيدين الوطني والدولي، وباتت تُباع بأثمنة مرتفعة ساهمت في الرفع من مداخيل ساكنة منطقة الأركان”.
غير أن الخبير ذاته نبّه إلى أن الثمن المرتفع لهذه المنتجات “يمكن أن يدخل أيضاً ضمن المعيقات التي تواجه الاستفادة من منتجات الأركان، حيث أصبح زيت الأركان- على سبيل المثال- منتجاً فاخراً ليس في متناول الساكنة المحلية أو الوطنية، فضلا عن تعرّض شجرة الأركان لضغط متزايد، حيث صار يتم جني المحصول قبل أوانه، مما يؤثر عليها وعلى استدامة إنتاجها بشكل سلبي”.