مَسالِكٌ وَعْرَة
ظَلِلْتُ أُلِيصُ الشَّوْكَ بَيْنَ الْحَدائِقِ***وَلِلْغُصْنِ مِنْ داءِ الرِّياحِ أَنِينُ
شَكَوْا مَطْمَعي لِلنّاسِ في دَهْشَةٍ مِنَ***التَّعَجُّبِ مِنّي هَلْ هُدايَ مَهِينُ
بِأَعْناقِهِمْ أَغْلالُهُمْ وَتَسارَعُوا***خِفافاً إِذِ الإِذْلاقُ كادَ يُبِينُ
ولا يَفْثُجُ الْعِلْمُ الْغَزِيرُ كَسائِغٍ***تَلا غَوْرَهُ بَيْنَ الضِّفافِ مَعِينُ
كَأَنّي هَرَدْتُ الْعِلْمَ حَتّى تَفَسَّخَ***لِأَدْحالِهِ بَيْنَ الدِّماءِ وَتِينُ
وَلَكِنْ كُنوزُ الْفَضْلِ قَدْ خابَ فَتْحُها***إِذا غَابَتِ الأَقْفالُ ضاعَ ثَمِينُ
فَيا حَسْرَتي عَنْها و يا أَسَفي على***شَفا حُفْرَةٍ لِابْنِ النَّجاةِ تَصُونُ
فَلَوْ أَنَّ ذاتَ الْبَيْنِ تُعْطى اشْتَرَيْتُها***وَلَكِنَّهُ الإِهْداءُ فيهِ فُنونُ
كَخُفِّ بَعِيرٍ تَحْتَ قَرْعِ الْمَلاطِسِ***لِآثارِهِ تَحْتَ الْمِياهِ بَنُونُ