بين السمكة والرشاش...

[mustapha tahiri]

بين السمكة والرشاش...

إهداء: إلى كل الأحبة في دفاترنا دون استثناء

خرج *باليماكو من الكوخ والجوع يقطع أحشاءه ، تاركا أمه المريضة ، ممددة في ركن ، على بقايا حصير وجلد عنزة ، مر على قبر أبيه المنسي بين الأدغال ، لم يتوقف هذا الصباح ، ويحييه كما يفعل دائما ...وسارفي اتجاه البحر ،يحلم باصطياد سمكة كبيرة ، يعود بها فرحا الى أمه...
أراد أن يجري فلم يستطع ، أراد أن يسرع في مشيه فلم يقدر ، الضعف يهده والأرض الملتهبة تلسع قدميه الحافيتين ، ولكنه تحامل ومشى يحلم بالسمكة ...
وكان يحلم ،حين خرجت سيارة الجيب من بين الأدغال واتجهت نحوه…
وكان يرتعد ، حين نزل أحدهم وصاح فيه وهو يوجه رشاشه اليه : اركب ،ستحارب...

*باليماكو طفل افريقي كان أجداده يوما ذهبا أسود ...
مات أبوه حين سقط من نخلة جوز الهند السامقة ...
لم يترك له من متاع الدنيا الا كوخا وعنزة بيضاء
نفقت منذ أسبوع ،ولونا أسود لا يفارقه ...

[mustapha tahiri]

أرجو من الإخوة والأخوات التفضل بالانتباه الى الهامش الذي لي شرف توظيفه بهذا الشكل لأول مرة...
حيث خرجت بالهامش من الحيز الضيق الجاف الذي كان يوظف فيه: الشرح أو التفسير العاديين ...
محبتي وتقديري للجميع

[نورالدين شكردة]

العزيز مصطفى طاهري...
انتشي وأستمتع برؤيتك القصصة النقية وإحالاتك الشفافة لدلالات وامتدادات جمة ...
هو الرق.. والاستعباد.. وتجارة البشر.. وشظف عيش سكان إفريقيا جنوب الصحراء..
المسكين أراد ان يصطاد سمكة فاصطيد كما اصطاد علو النخلى اباه يوما..
أحييك وأعتز بدفاتريتك أيها المبدع المتميز..

[tijani]

قصة جيدة ومعبرة
إحالة على أوضاع الاستغلال المتعددة باستعمال القوة وشتى الوسائل الاخرى
باليماكو يرد بذاكرتنا الى الوراء ..لكن هل حقا صفا وجه التاريخ من كل ذلك ؟ طبعا لا ..لازلنا سجناء هذا المنطق الجميل :
أراد أن ..فلم يقدر ، أراد أن ...فلم يقدر ..

دائما موفق عزيزنا مصطفى

مودتي

[مداد قلم]

باليماكو سيحارب الجوع أم الفقر و القهر أم أهل بلده البؤساء مثله..؟!

شكرا للاتفاتتك هاته اتجاه سكان بعض دول إفريقيا التي ينخر فيها الفقر و الجهل و البؤس و تنال منها الحروب الأهلية..

عندي استفسار أستاذي الفاضل:

الهامش الذي تضعه هل يعتبر فقرة من فقرات القصة، أم هو فقط لمساعدة القارئ على الاستيعاب..

احترامي و تقديري..