هل فعلا ما بقاوش الأساتذة باغين يقريو ولاد الشعب؟؟؟
شاءت الصدف أن تجمعني هذه الأيام في حفل عائلي مع بعض المدعويين المتحاملين على نساء ورجال التعليم، انصب النقاش حول عوامل أزمتنا التعليمية، ولم يكن في نيتي التدخل ما دام من حق كل مواطن الإدلاء برأيه في قضايانا الوطنية، إلا أنه حينما استفرد أحدهم بتوجيه سهام النقد إلى المدرس وحده وكاد يقنع الحاضرين حين قال؛" المدرسين مابقاوش باغين إيقريو أولاد الشعب"، وهي عبارة تطفح بالكثير من التجني والتحامل الصريح, الأمر الذي حملني على التدخل لإبطال مفعول هذا اللغم، فقلت موجها كلامي إلى المتدخل؛ اسمح لي أن أصحح لك العبارة بما يلي؛ " معظم المدرسين مابقاوش قادرين إيقريو اولاد الشعب" لأن مدارسنا في التعليم العمومي تفتقر إلى أبسط الشروط لعمل المدرس داخل الفصل الدراسي؛ فالمدرس يئن تحت عبء الاكتظاظ، غياب الوسائل، تخلف المنهاج، تراكم المواد، تعدد المستويات في الفصل الواحد، ضعف البنيات و....والخلاصة أن المدرس في عمله اليوم هو أشبه بطبيب مقتدر في مستشفى عمومي لكنه يفتقر لأدوات التشخيص ووسائل العلاج، فهل سنقول في حقه أنه "لا يريد" أن يعالج المرضى أم أنه "يريد" ولكنه لا يستطيع؟؟؟