كلمة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم في المؤتمر الجهوي

[.:d@rin:.]

الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر،الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

بدون مقدمات فقد باتت نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب محط آمال فئات عريضة من الشغيلة المغربية،كما أن الجامعة الوطنية لموظفي التعليم هي الأخرى محط آمال وتطلعات فئات مهمة من رجال ونساء التعليم وهو ما يفرض علينا جميعا مسؤوليات تتعاظم باستمرار، مسؤوليات التأطير النقابي للشغيلة، وجمع صفوفها، وتكوينها والارتقاء بوعيها وتنظيمها من أجل إسماع صوتها وفرض الاستجابة لمطالبها المشروعة، وهو يتطلب منا تضحيات جسيمة، وأن نحصن أداءنا النقابي بالوضوح والصدق والنزاهة والأمانة والإصغاء للمطالب العادلة للشغيلة التعليمية والاستعداد لتقديم مزيد من التضحيات اللازمة من أجل إعادة الثقة فى العمل النقابي، وإعادة وضعه على سكته السليمة.

الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر،الضيوف الكرام

يكتسي انعقاد المؤتمر الجهوي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بجهتكم العزيزة صبغة خاصة ترتبط بالأهمية الخاصة لمدينة الدار البيضاء في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني ، ومن ثم موقعها و مركزيتها بالنسبة لنقابتنا الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، خصوصا في القطاع الخاص.فهي العاصمة الاقتصادية للمملكة وتقوم بالدور الرئيسي المهم في النشاط الاقتصادي بالمغرب ، وهي منطقة تركز صناعي ونشاط مالي ويسيطر ميناؤها على ثلاثة أرباع التجارة الخارجية للمغرب وتستهلك نصف مجموع الطاقة الكهربائية التي ينتجها المغرب ،يبلغ عدد سكان جهة الدار البيضاء الكبرى أكثر من 3,600,000 نسمة بحيث شكل سكانها نسبة 12,15% من إجمالي سكان المغرب. كما أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء تضم أكبر عدد من النيابات التعليمية،كما ، تضم حوالي 27562 مدرس من مختلف الأسلاك من مجموع 251533 من أطر التدريس العاملة بقطاع التعليم ،علما أن مجموع العاملين بالقطاع يبلغ حوالي275674، دون إحصاء التوظيفات الجديدة. حيث ان الجهة تضم:

11474 من أساتذة الابتدائي بنسبة7,81 %في المائة وطنيا و9379 الثانوي الإعدادي بنسبة 14,73 %في المائة وطنيا

6709 الثانوي التأهيلي 16,67 %في المائة وطنيا.

لذلك فجهة البيضاء تعد من الجهات الرئيسية والمهمة التي يعول عليها في كسب رهان وثقة الأسرة التعليمية، وهذا بطبيعة الحال حمل ثقيل سيتحمله المكتب الجهوي للجامعة المقبل ومعه كافة المؤتمرين وأعضاء الجامعة بالجهة.

الإخوة والأخوات

إن الجامعة الوطنية لموظفي التعليم أخذت على عاتقها الدفاع على حقوق ومكتسبات الشغيلة التعليمية،فمنذ بداية انخراطها في جولات الحوار مع وزارة التربية الوطنية سنة 1999 ساهمت بكل قوتها ومقترحاتها من اجل إخراج نظام أساسي عادل ينصف الأسرة التعليمية ويحافظ على مكتسباتها،إلا أن الحسابات الضيقة أبعدت الجامعة عن الحوار ما جعلها تخوض إضرابات ونضالات وفي الوقت نفسه تقدم ملاحظاتها ومقترحاتها خصوصا بعد النسخة الأولى لمشروع النظام الأساسي ،لكن تمت المصادقة على النظام الأساسي ونظام التعويضات في 13ماي2002 وهو ما وصفناه آنذاك باتفاق آخر الليل والذي أفرز صدور النظام الأساسي في الجريدة الرسمية في 13فبراير2003،وهي التي سميناها العام المنصرم بالذكرى المشؤومة لصدور النظام الأساسي مصدر مآسي الأسرة التعليمية.
لكن بعد انتخابات شتنبر2003 ورغم التضييق الذي طال لوائح الجامعة في عدد من الجهات،فقد أصبحت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم رقما لا يمكن تجاوزه،حيث ساهمت في مختلف جلسات الحوار بل قادته في العديد من المناسبات،كاتفاق يناير2004،واتفاق14دجنبر2005
الخاص بالثانوي الإعدادي ثم اتفاق فاتح غشت2007 والذي لازلنا ننتظر تفعيله حتى تتم معالجة ما تبقى من ثغرات النظام الأساسي وإنصاف الأسرة التعليمية، وهو الاتفاق الذي جاء بعد مخاض طويل وجلسات ماراطونية فاقت الثلاثين جلسة حيث اشتغلت اللجان الموضوعاتية،علما أننا جعلنا الاتفاق المذكور كمرجع للنضال في حالة عدم تنفيذه من طرف الحكومة خصوصا وأن الاتفاق تم توقيعه
برعاية من الوزير الأول إدريس جطو.ولذلك تم خوض محطتي 3و4يناير2008 ثم محطة 12و13فبراير2008 ومستعدون لخوض نضالات أخرى من أجل حمل المسؤولين على الالتزام بما سبق لهم أن وعدوا به.
وهنا لا بد من التذكير بأن وصف المحطات النضالية للجامعة بالسياسية أو السياسوية أو كما يحلو لهم هو مجرد هراء وكلام فارغ ولا أساس له من الصحة، لكن يمكن وصفها بالسياسية احتجاجا على السياسة الحكومية المتسمة بالتماطل والتسويف واحتجاجا على توقيعها لاتفاقيات مع الفرقاء دون تطبيقها وهنا يمكن التذكير بمقتضيات اتفاق أبريل 2007 مع المركزيات النقابية بشأن السلم المتحرك والتعويض عن فقدان الشغل، ثم اتفاق فاتح غشت2007 الخاص بالتعليم، واتفاق يناير2007 الخاص بالجماعات المحلية واتفاق أبريل2007 الخاص بقطاع الصحة،ناهيك عن اتفاقات سابقة كفاتح غشت1996 واتفاق فاتح محرم.....

الإخوة والأخوات الأفاضل

إن الاهتمام بالمطالب المادية والمهنية للأسرة التعليمية لا يعفي نقابتنا من الدفاع والبحث عن حلول للأزمة الخانقة التي تعرفها المدرسة الوطنية، ولهذا فقد بادرت الجامعة ولازالت في المطالبة بحماية الأسرة التعليمية والمدرسة الوطنية والدفع بالإصلاح الحقيقي للتعليم من اجل تكوين المواطن الصالح والمصلح النافع لنفسه ولبلده وأمته.

لقد كان تقرير البنك الدولى سنة 1994 بمثابة الإعلان عن إدخال ملف التعليم إلى غرفة الإنعاش نتيجة تقلب السياسات التعليمية والتجارب المتعدد بالإضافة إلى مخلفات التقويم الهيكلي 1983 ما ترتب عنه إحداث اللجنة الوطنية للتعليم


ثم اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين التي تابعت صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين،ثم الإعلان عن عشرية الإصلاح 2000 – لكن ورغم ذلك فقد أكدت عدة تقارير دولية تراجع المغرب في مجال التعليم ،كان آخرها تقرير البنك الدولي الذي وضعنا في مراتب جد متأخرة.
لقد تولد لدى نقابتنا اقتناعا متقاسما مع العديد من الفرقاء والمتتبعين بكون الإصلاح يتوقف بالدرجة الأولى على حفز هيئة التدريس والتكوين والنهوض بأوضاعها الاجتماعية والمادية ، وتحسين ظروف عملها، وإتقان تكوينها ، وتدقيق مقاييس توظيفها ومعايير تقويمها وترقيتها، وضمان تمتعها بحقوقها كاملة، على أن تلتزم هي بواجباتها. علما أن منهجنا في الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب"الواجبات بالأمانة والحقوق بالعدالة".
وفي تقديرنا فتراجع التعليم أو نكوصه رغم المجهودات المبذولة مرده إلى السياسات التعليمية المتبعة والتي ولدت إن صح التعبير خصاصا مهولا في الأطر الإدارية والتربوية(أزيد من 18ألف وحوالي 3000 في أطر التدريس) وارتفاع نسبة الأقسام المشتركة ما جعل الوزارة تنهج حلولا ترقيعية لسد الخصاص عن طريق إسناد تخصصات إلى غير المعنيين بها . و العمل في مؤسسات متعددة .ونهج سياسة إعادة الانتشار ومخلفاتها السلبية ، ثم التوظيف المباشر عن طريق الإدماج في الخدمة المدنية ،العرضيين . إدماج التربية غير النظامية إدماج المعطلين ما يجعل المردودية تتسم بالضعف لغياب التكوين والتكوين المستمر....علما أن كل ذلك في تعارض تام مع مبدأ بارز في الميثاق الوطني للتربية والتكوين و في النظام الأساسي وهو اشتراط التكوين كقناة أساسية لتوظيف هيئة التدريس (حذف التوظيف المباشر).
ومن أجل المساهمة في الحل فالجامعة الوطنية لموظفي التعليم ووعيا منها القيام بمسؤولياتها تقترح حلولا منها ضرورة خلق مناصب كافية للتوظيف تخضع للتكوين ،واعتماد المقاربة الاندماجية بين الأسلاك والتخصصات في التوظيف ابتدائي إعدادي وتأهيلي،ثم فتح المسارات المهنية كبوابة لتطوير المسار المهني عبر ولوج مراكز التكوين بمختلف مجالاتها "المدارس العليا للأساتذة، شعبة التبريز، مركز تكوين المفتشين التربويين".
أما بالنسبة لإعادة الانتشار فبمنظورنا يجب أن يبنى على تعاقدات واضحة و توفير تعويضات وحوافز لتشجيع الاستقرار والعمل في المواقع التي تعاني من الخصاص .
كما تقترح الجامعة حفز الأسرة التعليمية عن طريق الترقية فرغم المجهودات المبذولة في هذا الصدد ، هناك إشكاليات أساسية منها : نسبة 11 % في الاختيار ،حيث المعطيات تدل أن 40% من المدرسين في السلم 10 يترقبون الترقية إلى السلم 11 و الإشكالية أعمق في الابتدائي 48 % في السلم 9 و45 % في السلم 10 .
كما أن معايير التقويم والتنقيط تعد إشكالية عويصة تقتضي فتح خبرة في الموضوع ، مع ضرورة الرفع من نسب الترقية الحالية ونهج الترقية الاستثنائية لأفواج من 2003 إلى 2007 لتجاوز التراكم الذي سبق أن نبهنا إليه إبان صدور النظام الأساسي، مع مراجعة الأجور للحد من الفوارق خاصة بين السلم 10 و 11 و مراجعة معايير الترقية وبنائها على قاعدة المردودية والمهام المنجزة، ثم توفير مصوغات تكوينية لتنمية الكفايات والمهارات الأساسية، وتنظيم الامتحانات المهنية للترقي على أساسها .بالإضافة إلى توفير ظروف تنزيل الميثاق وأجرأته على مستوى برامج ومناهج التكوين المواكبة وإشراك المدرسين في وضع الهندسة البيداغوجية والمناهج والمشاريع التربوية المجددة .مع إشراك النقابات في كل عمليات الإصلاح ليس فقط المرتبطة بالموارد البشرية التي تعتبر من مهامها الأساسية وإنما أيضا في مختلف جوانب الإصلاح: كالبرامج والمناهج- السياسة التعليمية – التكوين- التخطيط ،لأن الفاعلين الاجتماعيين يمكنهم إثارة الجوانب التي قد يتحرج بعض المكونات في طرحها. مع ضرورة الانفتاح الفعلي والملتزم والمتواصل على الشركاء الاجتماعيين واقتراح شراكات مع الأكاديميات والنيابات عاى أن تلتزم الوزارة من جانبها بتوفير الإمكانات والوسائل في حين تساهم النقابات في توعية و تأطير الأسرة التعليمية حول واجباتها و إثارة المواضيع الحساسة تجسيدا لثقافة ترسيخ السلوك المدني منها، ظاهرة الدروس الخصوصية – العلاقة مع التعليم الخاص والغيابات غير المبررة ( البحث عن الحلول المناسبة بدل اللجوء إلى الإجراءات الزجرية المبالغ فيها)،ثم التصدي لظاهرة الغش و العنف والمخدرات والعديد من مظاهر الانحراف الأخرى.

الإخوة والأخوات

أيضا لا بد من اغتنام الفرصة لإثارة الانتباه إلى اهتزاز صورة المدرسة الوطنية نتيجة ضعف الكثير من البنيات التحتية التربوية وضعف تجهيزاتها، وانعدام صيانتها، إلى غير ذلك من المظاهر، حيث أصبحت تعطي صورة دونية للمؤسسات المدرسية ينعكس سلبا على جاذبية المؤسسة التعليمية،ومنها مكانة المدرس والمكون وصورتيهما الدونية في المجتمع ثم إشكالية الحكامة.ما يجعل تظافر الجهود من أجل التقدم في اتجاه الحكامة مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا عن طريق إعطاء صلاحيات أكبر لإدارة القرب، بدءا بالجهة مرورا بالإقليم ووصولا إلى المؤسسة التعليمية كنواة مركزية، وتشجيع الفاعلين الميدانيين على المبادرة و الإبداع داخل المؤسسات. وإعادة توزيع السلط

والمهام بعيدا عن الولاءات السياسية أو الحسابات الانتخابية ،وإعطاء دفعة جديدة للتعبئة المجتمعية ، عن طريق إقرار تعاقد حقيقي مع المكونات المجتمعية وفي مقدمتها الأسر باعتماد مقاربة تشاركية جديدة عبر ميثاق تعاقدي للمؤسسات (ميثاق المؤسسة) يلتزم فيه جميع المتدخلين بدفتر تحملات يراعي خصوصيات المؤسسة ( تفادي النمطية ) يحدد التزامات مجلس التدبير- الإدارة التربوية -هيئة التدريس- الأسر-هيئة المراقبة والتأطير- جمعيات الآباء - المنتخبون يوقعه كل الأطراف : التزامات الأسر : الالتزام بإجبارية تمدرس أبنائها وضمان استمرار متابعة دراستهم ورعايتهم لتحقيق النجاح وعدم التكرار ( على غرار ما كان معمولا به سابقا) ،ثم التزام المدرسة بتقديم الدعم الاجتماعي ، دروس التقوية والدعم ،المصاحبة و التقويم الاجتماعي والنفسي.والالتزام بالمسؤوليات المهنية .وكذا الالتزام بتوفير مصادر التمويل ، ثم تفعيل قوانين إجبارية التعليم – الاتفاقيات الدولية تشغيل الأطفال – اتفاقية حقوق الطفل (1989 ) مع وضع آليات زجرية في حق غير الملتزمين بميثاق التعاقد.
تلكم أيها الإخوة والأخوات الأفاضل بعض المقترحات التي تقدمت بها الجامعة الوطنية لموظفي التعليم من أجل الدفع قدما بالقطاع وبالتالي إنقاذ منظومتنا التربوية والتي لا يمكن أن تتطور إلا بالالتفات وإنصاف الأسرة التعليمية ورد الاعتبار لها.وعليه" فلا إصلاح للتعليم بدون إصلاح وتسوية وضعية العاملين فيه."

وما ضاع حق وراءه طالب

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الكلمة ألقاها ذ خالد السطي عضو المكتب الوطني رئيس المؤتمر الجهوي لجهة البيضاءكلمة

[the teacher]

شكرا على المقال..تم الاطلاع..

[amigostri]

شكرا لك على المقال