دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
لقد انقضت اليوم الاوقات التي كان يمكن للمرء فيها الاقتناع بأن النقابات تشتغل بهدف تحقيق استقرار رجل التعليم،و هذا شأن نقاباتنا بالجهة الشرقية،فعلى الرغم من الفوارق الجوهرية بين الاديولوجيات السائدة في هذه النقابات،فإن القاسم المشترك بينها،هو أنها تعتبر حقوق الأساتذة هبات و أعطيات و منحا تتكرم بها عليهم،بالرغم من أن قوتها الاستبدادية مستمدة من ثقة رجل التعليم . ففي اجتماع يوم الاربعاء بدلا من أن تستخدم الثقة التي منحها لها رجال التعليم في إنارة ليلهم المظلم الطويل،عملت على اعتقالهم في سجون التعذيب،و تشتيت الاسر و خلق حالة من التذمر و اليأس من خلال موافقتها على اعتماد برنام الوزارة المشؤوم في تدبير الحركة الجهوية،و بالتالي تكون قد أطبقت الخناق على آخر شكل من أشكال المشاركة في الحركة الانتقالية. و عليه ليس أمامنا سوى أن نشق طرقا ملتوية في سبيل تحقيق طموحاتنا،لأنه عندما تتحول النقابات إلى أدوات للتزييف و التضليل و الخداع،يصبح لزاما على كل واحد منا أن يلعب اللعبة،بالقدر الذي تسمح به إمكانياته.وويل لذوي النية الطيبة،لأنهم يعتبرون سذجا و أغبياء. لقد آن الأوان،لنا نحن رجال التعليم،لكي نطفو إلى السطح من أعماق هذا الذل و هذه اللامبالاة،و نعاود الانطلاق من أجل الإسهام في بلورة تفكير جديد يتأمل في إيجاد بدائل للنقابات القائمة،لأن هذه الأخيرة حتى و إن مارست النضال فإنها لا تخرج عن إطار المحافظة على استبداد الادارة،لا على أساس مصالح الأساتذة،فهذه النقابات ليست سوى أقنية مستقلة لتمفصل الفساد.فهي تحفزنا على الانخراط الفاعل في الحراك الشعبي كمدخل جوهري لحماية الديمقراطية بهذا البلد
محمد بن الهداج