يداغوجيا – ديداكتيكيا: غيرنا يفكر بخيال علمي ونحن بعلم رجعي - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر الترقية والأجور والتعويضات هنا تجد كل ما يتعلق بالشؤون المالية بدفاتر dafatir من أخبار وجديد الترقية بكل أنواعها: الترقية بالإختيار، الترقية الاستثنائية، الترقية في الرتبة، الزيادة في الأجور، التعويضات ، الإقتطاعات ..

أدوات الموضوع

nasim111
:: Guest ::
المشاركات: n/a
نشاط [ nasim111 ]
قوة السمعة:
قديم 25-08-2012, 16:41 المشاركة 1   
منقول يداغوجيا – ديداكتيكيا: غيرنا يفكر بخيال علمي ونحن بعلم رجعي


دون شك أن المهتمين بالحقل التربوي يقدرون كثيرا المجهود الذي تبدله الدول والمنظمات الدولية في
الشأن التربوي وعلى رأسهم مجموعة "بييف " BIEF البلجيكية للتربية والتكوين...
وربما أختلفت مع البعض في تقديري الكبير للسيد غزافيي رودجرز على ما قام به من مجهود في بيداغوجيا الإدماج ولكن لدي قناعة على أن من أدرك المفهوم القاعديle concept socle للكفايات سيتمسك لا محالة ببداغوجيا الإدماج وهو ما جعلني أتحفظ في سلوك السيد وزير التربية الوطنية "الوافا" المتمثل في مبادرته الآمرة بإلغائها ومعها في ذلك مذكرة التقويم... والتي لا يمكنها إلا أن تكون قرارا سياسيا أكثر منه علميا أو أكاديميا ولا أعتقد أن في هذه تقديرا لرجل التعليم.
وفي منظور تقدير المدرس وبعيدا عن المتصارعين إيديولوجيا فإني من داخل التنافس الإيديولوجي الشريف والنبيل أضم صوتي للنداء الذي توحدت حوله منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE وكذلك الدولية للتعليم (1) IE والسكرتاريا الأمريكية للتعليم التي تنظم سنويا لقاءات دولية تصب في "اقرأ" ذلك الأمر الذي تخلينا عنه منذ قرون أو ربما منذ موت الرسول محمد (ص) الذي به كان أول نداء للخروج من وضعية الأمية التي لا تليق بالآدمي في ما شرفه الله بأمره للملائكة "السجود له."
للأسف أنها كارثة الكوارث التي نحن بها بعد أربعة عشر قرن ولا زالت تناما فينا بدليل أن الأمية أنواع...وأخطرهم تلك التي استقرت بقلوبنا.
نعم أقول قلوبنا حتى أذكر بان التغيير يأتي أولا في القلب.
ربما نحتاج إلى تحرير وعينا التدايني من ميكانيكية الإيمان والتبعية المحاكية لزمن غير زمننا وأن نحرر عقولنا من علوم متقادمة حتى نعلم على أنه في القلب أكثر من 120 موقعا تتحكم في العقل. بل علينا أن نغير معارفنا العلمية كلها المرتبطة بعلوم التربية حتى ندرك أن التطور التكنلوجي وفر إمكانيات في العلوم العصبية لم تكن قبل القرن الواحد والعشرون بما يستدعينا لتجاوز تصورات ومرجعيات متقادمة لا زلنا نشتغل بها في إعداد المناهج والبرامج و...عدة التكوين بما فيها آخرهم المتعلقة بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بالمملكة المغربية.
طبعا لا يمكن لي إلا أن أقدر المجهودات الكبرى التي بدلت لإنتاج هذه العدة بل وأقف احتراما للمنطق العلمي والرياضياتي الذي اشتغل على هندستها ولكن ثمة ما يأخذ بالتبصر الذي تكرر كم مرة كما لو أنه ملجئ لتبرير خيارات فيها من غموض المفاهيم والمصطلحات ما يقلق.
إنكم تعلمون على أن خطئا صغيرا في هندسة صاروخ أو مركبة قد يؤدي إلى تفجيرهما, وربما يمكن تحمله في بناء التنمية ولكن أن ينفجر جيل أمة فهذا شيء صعب.
أعتقد على أن فريق الخبراء سقط في تحاك مشبوه وذلك بإسقاط معين حيث الموضوع (القطعة) والسند المسقط عليه le fond (الصورة) كانا في وضعية ليست كما اعتبرها الفاعلون وهو ما يعني أن المنطلقات خاطئة بمجهود فكري وعلمي يستحق حسن التقدير
فلا كفايات واضحة ولا معرفة فعل مرتبطة بمعرفة الكينونة المفترضة وفق واقع أزمة التعليم بالمملكة المغربية ولا مجزوئتي التخطيط والتدبير مضبوطتي الوظيفية ولا مجزوءة التقويم وضحت أو عالجت ما جعل السيد الوزير يلغي المذكرة المعنية
فأما الاصطحاب فمن شدة الحرص على تنظيم التكوين قد يجد الطالب المدرس نفسه في تجنيد غير معلن سيعاكس لا محالة ما يفترض أن ينمي فيه الحاجة إلى التكوين الذاتي والمستمر بوعي وحرية اختيار.
إننا هكذا سنجني على أبنائنا في العلوم وفي الرياضيات وفي الفنون وفي العقيدة وفي التحضر... ذلك أن برمجة فقرة صغيرة في التعليم ألما قبل المدرسي ترتبط بصيرورة يفتر ض أن يكتمل فيها النمو المعرفي ورشد الكفايات في بداية الجامعة.
وعلى ذكر هذه فإننا إذن مطالبين بإعادة تفكيرنا حتى في الهيكلة الجامعية وطبعا في ما يؤهل إليها سابقا.
لذلك أضم صوتي لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في شعارها الذي اختارته للسنة 2012 وهو المتمثل في الحث على " تكوين المدرس والمدير" بوعي شامل ومسؤولية التوجهات ذلك أن تربية واكتساب ثقة أبناء المجتمع لا يمكنها أن تكون بدونهما وخاصة في دول نحن ننتمي إليها والتي اتفق الجميع على أن المدرسة هي التي تغير فيها المجتمع.
فأما عن النداء الذي عنيته في بداية هذه الورقة فهو الذي جاء إثر اللقاء الدولي التربوي سنة 2011 و الذي دأبت على تنظيمه الولايات المتحدة الأمريكية ويتمثل في :
" كيفية الإعداد بالشكل الأمثل للمدرسين والتدريب الأفضل لمديري المدارس للإجابة بأكثر فعالية للاحتياجات التي تفرضها بيئات التعلم والتوقعات الجديدة للقرن 21. ؟"
إنه الشيء نفسه الذي أكده الأمين العام للأمم المتحدة (07 غشت 2012) بحيث قال:" يجب أن تكون التربية من أولويت سنة 2012 "
وبالمناسبة لقد تم اختيار كشعار ليوم المدرس لسنة 2012 الذي سينظم ابتداء من 08 أكتوبر إلى 10 من نفس الشهر: " لنعمل لأجل المدرس"
وهو نداء للاعتراف بالدور الحاسم للمدرس في تحويل حياة المتعلمين على جميع المستويات. وفي هذا دعوة إلى التفكير في السياق السوسيو اقتصادي الصعب الذي يشتغل فيه المدرس وإيجاد سبل لتحسين وضعه المهني وظروف العمل . إنه الشيء نفسه بالنسبة لكل موظفي التعليم.
وطبعا ليس هذا من قبيل التعاطف معه وإيفائه حقوقه المادية فحسب ولكن للاستماع إليه في الهم الإصلاحي لأنه إذا كنا نريد اعتماد بارديغم "ممارسة- تنظير – ممارسة فإن الممارسة الأولى التي على الفاعلين أن يعتمدوها بدورهم تستدعيهم الاعتراف للمدرس في القواعد بما يجعله مرجعية قاعدية لكل إصلاح. لكن ربما العلة كلها تكمن في هذه.
ولعل الكارثي هو أننا سنكرس هذه العلة بالعدة الجديدة لتكوين المدرسين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بحيث أنه ولا مجزوئة كأداة ولا شيء يكون بها الطالب المدرس لمأسسة الاستماع إليه على الأقل لحصر النزيف.
وعن هذه فإنه يشرفني أن بلغت المسئول الأول عن مديرية المراكز بالوزارة السيد دالي محمد (وهو إنسان يشرف وطنه بدون مجاملة) بما يساعد أفقيا ولو متأخرا بشكل كبير لربما تدارك هفوة من الهفوات...
وفي هذا السياق إذا هيئة التربية الدولية الأمريكية تلتزم بجعل التعليم للجميع قبل سنة 2015 كاحد أولويات انشغالاتها فإن لجنة خبراء تسهر على تطبيق التوصيات المتعلقة برجل التعليم CEART المنبثقة عن تعاون المكتب الدولي للشغل BIT ومنظمة اليونيسكو والتي يوجد مكتبها بجونيف هي اليوم تعمل على مراقبة تفعيل التوصيات الصادرة عن اللقاء الدولي التربوي لسنة 2011 والوقوف عند خرق حقوق المدرس.
لست أدري هل يليق أن نرفع لهم دعوة في اختراق حقنا كمدرسين في المشاركة في إصلاح ميدان أهل شعابه أكثر دراية من المتربعين على عرشه في أبراج وزارية لازالت فيها من العصور الوسطى شيء من حتى خاصة وأن المركز الوطني للبحث لا يعلم عن حقيقة ما يجري في الواقع بالأكاديميات حيث ظن على أنه بها من سيحمل أمانة المختبرات بأمانة. وعن هذه لا أخفي عنكم ما يصيب من غثيان في ما يجري بأكاديمية جهة كلميم السمارة.
هامش
(1) تعتبر الدولية للتعليم IE أكبر اتحاد للنقابات، حيث تمثل ثلاثة ملايين عامل وعاملة في قطاع التعليم، في حوالي أربعمائة مؤسسة موجودة في مئة وسبعون دولة حول العالم. ان الدولية للتعليم توحد المعلمين والعاملين في مجال التعليم
منقول.

منقول









آخر مواضيعي

0 but then Yan or do not want to be down
0 تحية لنضال وزير التعليم المغربي
0 حوار الحكومة و النقابات حول مصير الترقيات
0 رابطة المدارس الخصوصية ترد على مقرر وزير التربية الوطنية
0 الوفا: البرنامج الاستعجالي فشل مع غياب تام لتقارير انتهاء تنفيذ الصفقات
0 سؤال حول بداية التكوين بالنسبة للأساتذة ببني ملال
0 تحليل نصوص + قواعد عامة + أمثلة للإمتحانات + تمارين + تعلم اللغات و الكثير الكثير هن
0 تحليل نصوص + ...
0 تحليل نصوص + قواعد عامة + أمثلة للإمتحانات + تمارين + تعلم اللغات و الكثير الكثير هن
0 منتدى تلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي


nasim111
:: Guest ::

المشاركات: n/a


نشاط [ nasim111 ]
معدل تقييم المستوى:
افتراضي
قديم 26-08-2012, 01:12 المشاركة 2   

عرف التعليم بالمغرب عدة إصلاحات، حيث عملت الدولة عبر مجموعة من اللجان على النظر في قضايا التعليم، وتبنت مجموعة من الخيارات الخطيرة في حقل التربية والتعليم. ولعل أهم هذه الإصلاحات انطلقت من المعمورة سنة 1963 والتي جاءت لتعيد النظر بشكل أو بآخر في المبادئ الأربعة التي أقرها إصلاح 1957. بعد ذلك ستتوالى حلقات الإصلاحات والندوات بدءا بندوة إفران الأولى والثانية مرورا بالميثاق الوطني للتربية والتكوين وصولا للبرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين 2009_2012... والمتأمل في هذه الإصلاحات سيتوقف عند مجموعة من الملاحظات أهمها:
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ التعامل مع أزمة التعليم بشكل تقني، وغياب تصور شامل يضع النظام واختياراته تحت المجهر، ويحدد الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ انفراد الدولة باتخاذ قرارات مصيرية، وتهميش لقوى المجتمع ومختلف المؤسسات والهيئات التي لها علاقة بقطاع التعليم.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ هيمنة الشعارات والإنشائية، إذ أن كل إصلاح يغرق في تفاصيل جزئية شكلية، ويتجنب التطرق للنقط الأساسية.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ كل إصلاح يأتي لمعالجة أزمة التعليم ينتهي بفشل ذريع ويؤزم الوضع أكثر.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ تعامل الخطاب الرسمي مع أزمة التعليم بمعزل عن بقية القطاعات، مما يوحي أن الأزمة تهم هذا القطاع فقط والحال أنها أزمة شاملة...
هذه الملاحظات البسيطة تدفعنا إلى التساؤل عن طبيعة الإصلاحات التي يعرفها الحقل التعليمي وهل تتوخى الإصلاح كهدف لها أم تتوسله شعار التمرير مخططات طبقية خطيرة؟.
إن الإصلاحات التعليمية والتي انطلقت بالخصوص في الثمانينات، كان هاجسها الكبير تقليص ميزانية القطاع التعليمي، أي أن الهاجس المالي هو المتحكم فيها، فالمغرب عرف احتداد الأزمة الاقتصادية في هذه الفترة، وانتقلت المديونية الخارجية من 900 مليون دولار سنة 1972 إلى 12 مليار دولار سنة 1983، مما جعل الدولة توقع اتفاقيتين مع صندوق النقد الدولي، الأولى في أكتوبر 1980 والثانية سنة1981. وستتوج كل ذلك بتوقيع اتفاق جدولة الديون مع نادي باريس 1983، لتدخل في سياسة التقويم الهيكلي (سياسة التقشف) والتي على ضوئها يمكن قراءة خلفيات كل الإصلاحات التي انطلقت منذ تلك الفترة إلى الآن.
بعد انتهاء الجدولة ومرحلة التقويم الهيكلي، ستعرف جميع القطاعات أزمة خانقة، فقد تبين أن سياسة خدمة الدين الخارجي أدت إلى مضاعفات كارثية حيث ثم ضخ ثروات هائلة لصالح الإمبريالية، ورغم ذلك فما زالت نسبة الدين الخارجي مرتفعة. ويأتي قطاع التعليم على رأس القطاعات المتضررة والمستهدفة باعتباره حسب الخطاب الرسمي قطاعا غير منتج، لهذا ستعمل الدولة على الإجهاز عليه تحت غطاء الأزمة التعليمية وضرورة الإصلاح، وفي هذا الصدد سيتم توجيه رسالة ملكية إلى مجلس النواب بتاريخ 16 يونيو 1994 والتي دعت إلى ضرورة الحوار والتشاور بشأن القضايا التعليمية، والدعوة إلى تكوين لجنة موسعة تتكون من أعضاء من مجلس النواب، وممثلي الإدارات التعليمية والفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والنقابية. وبالفعل تكونت هذه اللجنة ونظمت سلسلة من الجلسات خلال الفترة الممتدة من 5 ماي 1995 إلى 9 يونيو 1995، واستطاعت إنجاز تقرير مفصل في 25 يونيو1995 يعرف بوثيقة المبادئ الأساسية.
وثيقة المبادئ الأساسية: رؤية جريئة من أجل إصلاح التعليم
إن وثيقة المبادئ الأساسية حاولت ملامسة مكمن الخلل في نظامنا التعليمي، وحاولت طرح بعض الحلول الممكنة لتجاوز هذه الوضعية، ففي ديباجة هذه الوثيقة تنطلق اللجنة من اعتبار قضية التعليم ذات طابع استراتيجي ووطني، وربطت الإصلاح بالمؤسسة لا بالأفراد "يكتسي موضوع التربية والتعليم في عصرنا الحاضر أهمية استراتيجية بل ومصيرية في تاريخ الشعوب والدول، وهو يعتبر قضية وطنية تهم الجميع مما يحتم الحوار والتوافق عليها من خلال مؤسسات قارة ودستورية وقانونية" (وثيقة المبادئ الأساسية).
وتعامل التقرير مع التعليم باعتباره حقا من حقوق الإنسان، وشرطا لتحقيق الديمقراطية والمواطنة ولو في بعدها الليبرالي الذي تتغنى به الدولة "يتعين أن يأخذ النظام التعليمي بعين الاعتبار البعد الكوني للتعليم كحق د ستوري، حق من حقوق الإنسان، وشرط أساسي لتكريس الديمقراطية، وتنمية التربية بروح المساواة، ولزرع القيم التي تؤسس لمجتمع منفتح وديمقراطي للمساهمة في إعداد الفرد للحياة وتوعيته بحقوقه وواجباته وترسيخ روح الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان" (نفس المرجع) لقد حددت الوثيقة منذ البداية مجموعة من الأسس التي يجب ن ينبني عليها الإصلاح، كما دققت الأهداف والغايات ولخصتها في : التعميم - الإلزامية - المجانية، وأولت أهمية كبيرة لهذه الأخيرة إذ يشير التقرير بوضوح إلى أن مبدأ المجانية يعتبر نتيجة حتمية للظروف الاقتصادية والاجتماعية لعدد كبير من الأسر المغربية بالإضافة إلى أن "المجانية تعتبر عنصرا حاسما لاستمرار المدرسة العمومية المغربية... وبخصوص هذا المبدأ لا بد من الإقرار بمسؤولية الدولة في مجانية التعليم" (ن- المرجع). كما ألح التقرير على اعتبار التعليم خدمة عمومية يجب أن تكون مجانا بدءا بالتعليم الأولي وصولا إلى التعليم العالي ودعا إلى ضرورة الاهتمام الجدي بالأوضاع المادية والإدارية والمعنوية لكل هيئات التعليم والمراقبة التربوية والإدارية، وخلص إلى توصيات هامة وعلى رأسها: صياغة نتائج اللجنة الوطنية في شكل ميثاق وطني واحد، وبلورة الأعمال والتوصيات في إطار مشاريع نصوص تنظيمية وتشريعية.
فيما يخص مسألة تمويل التعليم فقد ركزت اللجنة على ترشيد النفقات لأن هذه العملية قد توفر جزءا لا يستهان به من الميزانية، وأصرت على العمل في سياق الشفافية ودمقرطة القرار واللامركزية في تدبير الوسائل البشرية والمالية، ولم تنس اللجنة أن تشير إلى ضرورة الزيادة في ميزانية التعليم، مع صرف الميزانية المقررة بكاملها ومراقبة هذا الصرف.
يمكن القول باختصار شديد إن وثيقة المبادئ الأساسية هي محاولة جادة لإصلاح التعليم، وتقييم جماعي للسياسة التعليمية المتبعة منذ عقود، وقد استطاعت إلى حد بعيد الوقوف عند أهم الاختلالات.
تقرير البنك الدولي وإقبار وثيقة المبادئ الأساسية:
لم تلتفت الدولة إلى ما قامت به اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم، ولم تعره أي اهتمام، رغم أنها هي التي دعت إلى تشكيلها، والسبب واضح ويعود إلى عدم مسايرة اللجنة للطروحات المخزنية، إذ تمسكت بالمجانية، والتعميم الحقيقي والجودة والزيادة في ميزانية التعليم ودمقرطته ... لهذا سيتم بشكل سافر وخطير اللجوء إلى البنك الدولي قصد استشارته وطلب معونته، ولن يتأخر هذا الأخير كثيرا فسرعان ما سيرد على الرسالة الملكية الموجهة إليه بتقريره المشهور سنة 1995، متناولا مجموعة من المشاكل التي يتخبط فيها كل من الجهازين التشريعي والقضائي والقطاع التعليمي ... وهنا نسجل أن التقرير قد لامس بعض أوجه الأزمة ووضع أصبعه على الجرح وكشف القناع البراق الذي تختفي وراءه الدولة، وأشار إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تنخر المجتمع، ولكنه في الواقع لم يأت بجديد فهذا الوضع معروف عند جميع المهتمين، والمثير أن تقرير البنك الدولي بعد وقوفه على الأزمة المتعددة الابعاد لم يحدد أسبابها الحقيقية ،والمتمثلة في نظرنا في السياسة الطبقية المتبعة من طرف الدولة المخزنية، المملاة من طرف الدوائر الإمبريالية والتي يأتي البنك الدولي على رأسها.
وما يهمنا في هذا التقرير هو الجانب الخاص بالتربية والتكوين، فقد تضمنت دراسة البنك الدولي مجموعة من التوصيات الخطيرة جدا وعلى رأسها:
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ خوصصة التعليم وخاصة التعليم الثانوي والعالي، يقول التقرير : "إن دور الدولة في التعليم يجب أن يتغير حتى تتمكن أنظمته من مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. وقبل سنة 2010 فإن نسبة مهمة من التعليم الثانوي والعالي يجب أن توفرها مؤسسات خاصة" (انظر تقرير البنك الدولي حول: التربية والتكوين في القرن 21 – المملكة المغربية-).
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ ضرب مجانية التعليم كخدمة عمومية: إن الهدف الحقيقي الذي يسعى إليه البنك الدولي هو تخفيض ميزانية التعليم والتراجع عن المجانية لتستطيع الدولة تخصيص حصص كبيرة في الميزانية لخدمة الدين الخارجي، فهو يشير بوضوح إلى: "إدخال آليات وميكانزمات لاستخلاص التكاليف ويجب حث الجماعات المحلية على لعب دور أكثر نشاطا في تمويل وتعبئة التعليم الابتدائي... ويجب تقييم وقع إدخال مصاريف التمدرس في التعليم الثانوي العمومي على المالية العامة، وذلك عن طريق إحداث مصاريف التمدرس في قطاع التعليم الثانوي العام، وكذلك المسجلون في التكوين المهني يجب عليهم المشاركة في تكاليف تكوينهم، أما فيما يخص التعليم العالي العام فيجب الحصول على مصاريف التمدرس لتغطية 20 في المائة إلى 25 في المائة من التكاليف... ويجب التقليص من الإعانات المالية الموجهة للخدمات الاجتماعية.." (نفس المرجع).
هكذا يظهر الوجه البشع للبنك الدولي، ومكان أ ن يقدم استشارته للدولة قد تعمل بها أو تتجاوزها فإنه يقدم أوامر للتطبيق بالحرف الواحد (انظروا كم مرة كرر فعل يجب في هذا المقطع فقط). ولم ينس التقرير إبداء ملاحظة ولو بشكل ضمني خبيث حول المجهودات التي قامت بها اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم، إذ يشير إلى أن المغرب: "قد أحدث عددا من الإصلاحات في نظام التعليم والتكوين منذ بداية سنوات 1980 ؛ وقد بدأ أخيرا نقاش في البرلمان حول ميثاق التربية يتناول مشاكل التعليم بصفة عامة، وقد بدا أن هذا النقاش غامض لحد الآن وليست له نظرة شاملة على المدى الطويل للتربية والتكوين" (ن. م.).
يبدو جليا هنا أن التقرير يلمح إلى ضرورة وأد توصيات وخلاصات اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم لسنة 1995 لأنها تتعارض مع مصالحه. ويختتم البنك الدولي رسالته، بتحديد الكيفية التي يراها مناسبة لتكوين لجنة إصلاح التعليم " من الأحسن إسناد صياغة هذه اللجنة إلى مجموعة صغيرة من المسؤولين ذوي المستوى العالي، والذين يعملون تحت إمرة شخصية نشيطة ومحترمة على الصعيد الوطني، هذه المجموعة ستتلقى أجرا وموارد مالية وبشرية من أجل القيام بالتحليل التقني وطلب النصيحة من دول أخرى" (ن م.). فاللجنة المقترحة هنا ذات طبيعة تقنوقراطية، وليست لجنة ديمقراطية ؛ إن توجيه البنك الدولي هذا، هو الذي ستعمل به الدولة في"الإصلاحات" التي سيشهدها قطاع التعليم فيما بعد.
إن تقرير البنك الدولي هو الذي سيكون منطلق الدولة لإنجاز ما يعرف بالميثاق الوطني للتربية والتكوين، وكذا المخطط الاستعجالي.
الميثاق الوطني للتربية والتكوين: التطبيق الفعلي لتوصيات البنك الدولي
استقبلت الطبقات السائدة تقرير البنك الدولي بارتياح كبير وعملت على ترويجه، لأنه يخدم مصالحها باعتبارها وكيلا محليا للإمبريالية. وقد انتهزت كعادتها فرصة تشكيل حكومة التناوب المخزني، لتعلن ميلاد "اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين" (C.O.S.E.F) وقد تكونت من 33 عضوا: عضوان عن المجالس العلمية، 14 عضوا عن الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، و8 أعضاء عن المركزيات النقابية و9 أعضاء آخرين. وهنا لا بد من تسجيل ملاحظتين:
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ الملاحظة الأولى: إن هذه اللجنة لا تضم في عضويتها أي ممثل للوزارات المعنية بقطاع التعليم ولا ممثل عن القوى السياسية غير الممثلة في البرلمان، وكذا ممثلين عن المجتمع المدني.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ الملاحظة الثانية: إن إشراك النقابات في هذه اللجنة كان الهدف منه هو ضمان تمرير الميثاق بسلاسة ؛ لهذا نجد المركزيات النقابية لم تعمل على التصدي لهذا المخطط، بل باركته بشكل ضمني مما انعكس على مصداقيتها وأدى إلى المزيد من التشرذم النقابي وخاصة في قطاع التعليم.
لقد عملت اللجنة المشكلة، وأحيطت أشغالها بسرية تامة، لتخرج في النهاية بتقريرها الذي لم يناقش ويصادق عليه داخل البرلمان. هكذا سيظهر الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي يتوزع على قسمين كبيرين:
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ القسم الأول ويضم المبادئ الأساسية المتمثلة في المرتكزات الثابثة والغايات الكبرى وحقوق وواجبات الأطراف والتعبئة الوطنية من أجل إنجاح الإصلاح.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ القسم الثاني: يحتوي على مجالات التجديد (178 مادة موزعة على 19 دعامة للتغيير) ويضم الميثاق الكثير من التفاصيل والشعارات غير الدقيقة، كما يركز على الجوانب التقنية وإعادة الهيكلة البيداغوجية والرفع من الجودة، والتكوين إلى غيره من الشعارات التي تكسرت الواحدة تلو الأخرى على صخرة الواقع. ويبقى جوهر الميثاق وروحه هو توصيات البنك الدولي والتي تتمحور كما سلف الذكر على : تقليص النفقات، خوصصة التعليم، إعادة النظر في المجانية... فالميثاق عمل جاهدا على تطبيق هذه التوصيات إذ نجده:
* يفتح الباب على مصراعيه أمام القطاع الخاص وذلك بتمكينه من امتيازات كثيرة كإعفائه كليا من الضرائب، أداء منح مالية لدعم المؤسسات الخاصة ،تكوين أطر التربية والتكوين والتسيير وجعلها رهن إشارة المؤسسات الخاصة...
* يلغي بكل بساطة الترقي عن طريق الشهادة أو الاختيار ويعتمد بدل ذلك على المردودية، إذ يشير إلى أنه " يعتمد في ترقية أعضاء هيئة التربية والتكوين ومكافأتهم على مبدأ المردودية التربوية "(الميثاق الوطني للتربية والتكوين – اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين - ص 63) وهذا التفا ف واضح على الترقية كحق واعتماد مبدأ فضفاض يكرس الزبونية والانتهازية.
ولعل أخطر نقطة في الميثاق تتعلق بتمويل التعليم، فهناك توجه نحو تخلي الدولة عن التزاماتها ضاربة مجانية التعليم في الصميم؛ حيث يشير الميثاق إلى أنه: "يقتضي تنويع موارد التمويل، إسهام الفاعلين والشركاء في عملية التربية والتكوين من دولة وجماعات محلية ومقاولات وأسر ميسورة..." (ن.م. ص79). إن الدولة تسير بخطى ثابثة نحو القضاء على المدرسة العمومية وإلغاء المجانية مع تحميل الأسر العبء الأكبر في تمويل التعليم عبر رسوم التسجيل والضريبة الوطنية لتمويل التعليم – التي أحدثها الميثاق – أما الجماعات المحلية التي تعول عليها الدولة فأغلبها فاسد أو ميزانيته لا تكفي حتى متطلباته.
إن الميثاق الوطني للتربية والتكوين وما انبثق عنه من قوانين وعلى رأسها النظام الاساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية، ليس سوى ميثاق طبقي حرم أبناء الطبقات الشعبية من حقها في تمدرس جيد (حسب دراسة لليونسكو فإن المغرب يتوفر على أكبر نسبة للهدر المدرسي في العالم العربي).
هكذا إذن سيتم تطبيق الميثاق، وتلته تعبئة كبيرة ولم تعترض المركزيات النقابية عليه بل عبرت عن تعاونها في البدء كشريك متناغم مع خيارات الدولة. لكن وقبيل انتهاء الفترة المخصصة لهذا الميثاق ستظهر مجددا مجموعة من التقارير وعلى رأسها تقرير البنك الدولي، وتقرير اليونسكو ليكشف العورة من جديد، ليتضح مرة أخرى زيف ووهم الاصلاح؛ هنا ستتدخل الدولة مجددا عبر الخطاب الرسمي للملك، الذي سيتلوه التقرير الوطني الأول حول المدرسة المغربية وآفاقها، بعد ذلك سيتم إنزال ما يعرف بالبرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين 2009-2012، وستطالب الدولة مجددا عبر الوزارة الوطنية بالتعبئة لإنجاح هذا الإصلاح الجديد القديم.
البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين: مسمار آخر في نعش المدرسة العمومية
إن البرنامج الاستعجالي 2009-2012 ينطلق بالأساس من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وجاء كما يدعي لتسريع وثيرة الإصلاح؛ وبتعبير أكثر وضوحا فهذا البرنامج يهدف بالأساس إلى إنقاذ الميثاق الوطني من الفشل الذريع الذي آل إليه؛ حيث إنه ومكان أن يعالج الأزمة عمقها أكثر، لتجد المدرسة المغربية العمومية نفسها مجددا أمام تحديا ت خطيرة. هذه التحديات عالجتها الوزارة الوصية بطريقتها المعهودة " إزاء هذا التحدي وضعت وزارة التربية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي برنامجا استعجاليا طموحا ومحددا يروم إعطاء الإصلاح نفسا جديدا معتمدا في مرجعيته على توجيهات الميثاق الوطني للتربية والتكوين" (البرنامج الاستعجالي ص1).
يتضح هنا الطريقة المعروفة في مواجهة أزمة التعليم وهي اللجوء إلى إصلاح جديد هو في الواقع عبارة عن إصلاح الإصلاح دون القيام بتقييم للإصلاح الأول / المرجع: الميثاق الوطني للتربية والتكوين ودون وضع الإصبع على أسباب الأزمة وهل هي قطاعية فقط أم بنيوية تشمل المجتمع برمته ؟.. والأدهى من كل هذا هو عدم إشراك النقابات ومختلف المهتمين وهذه المرة كان الإقصاء كليا حيث تمت صياغة المشروع وقدم للنقابات على أساس الموافقة عليه، بل نجد أن هذا البرنامج له مفهوم خاص للشراكة التي يراها فقط أثناء التطبيق "اعتماد رؤية تشاركية ترتكز على إشراك مجموع الفاعلين الأساسيين داخل منظومة التربية والتكوين في تطبيق البرنامج الاستعجالي" (البرنامج الاستعجالي ص1).
على غرار الميثاق الوطني فالبرنامج الاستعجالي يتضمن العديد من الشعارات والمفاهيم (تأهيل المؤسسات - الجودة – محاربة الهدر - المقاربة بالمشروع – الكفايات...) ويركز على جوانب تقنية ويطرح العديد من الأهداف والمهام يصعب تحقيقها أولا: المدة الزمنية للإصلاح غير كافية ثانيا : وسائل تحقيق الإصلاح هزيلة إن لم نقل منعدمة.
لقد حدد البرنامج الاستعجالي 23 مشروعا موزعة على 4 مجالات، ولعل المتأمل لهذه المشاريع سيتوصل إلى أن البرنامج يعزف على نفس الوتر الذي عزف عليه الميثاق وهي توصيات البنك الدولي حيث نجد:
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ تشجيع القطاع الخاص: في العديد من فقرات البرنامج الاستعجالي يتم الإشارة إلى الدور المهم الذي يجب أن يضطلع به القطاع الخاص ؛ بل هناك العديد من التنازلات الجديدة لصالح هذا القطاع وذلك بـ: "إقرار تدابير تحفيزية تمكن من تسهيل استثمار الخواص في قطاع التعليم... تفويض تدبير مؤسسات عمومية قائمة... تطوير نموذج جديد ومتكامل للعرض التربوي الخاص... تنظيم تكوين أساسي ومستمر لفائدة مدرسي التعليم الخصوصي وتدعيم جهاز تفتيش المؤسسات الخصوصية..." (البرنامج ص 82).
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ الإجهاز على المجانية: فالبرنامج الاستعجالي يسير بخطى حثيثة نحو إلغاء المجانية والتوجه نحو تسليع التعليم ويتجلى هذا في مجموعة من النقط منها:
* تنصل الدولة من ضمان حق التمدرس بعد 15 سنة؛ إذ يشير البرنامج الاستعجالي إلى أن الدولة تلتزم بالخصوص بالتحقيق الفعلي لإلزامية التعليم إلى غاية 15 سنة.
* تخلي الدولة عن التعليم الأولي لفائدة الخواص.
* عدم تحمل الدولة لمسؤوليتها بشكل واضح في تمويل التعليم ؛ فداخل البرنامج الاستعجالي العديد من الصيغ التمويهية والمتضاربة تبين بجلاء رغبة الدولة في التخلي التدريجي عن تمويل التعليم، من مثل "يتعين كذلك توفير الموارد المالية الضرورية واستدامتها عبر تنويع مواردها ووضع آلية للتمويل اللازم.."(البرنامج ص 78) من سيوفر هذه الموارد؟ وما المقصود بتنويع مواردها؟ ونجد كذلك "إحداث صندوق خاص بالتعليم تتم تغذيته عن طريق مساهمات مختلف شركاء المنظومة.. تخفيف الضغط على الميزانية يظل رهينا بتفعيل دعامتين: اللجوء إلى مكونات المجتمع عبر إحداث صندوق الدعم، تشجيع تنمية العرض التربوي الخصوصي" (البرنامج الاستعجالي ص ص 79-80).
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ الهجوم على مكتسبات الشغيلة التعليمية وذلك بسن إجراءات خطيرة من بينها:
* التوظيف على أساس التعاقد "إن توظيف الأطر التربوية سيتم على الصعيد الجهوي على أساس التعاقد" (البرنامج ص 61) أي بكل بساطة ضرب حق الموظف في الاستقرار والترسيم
* إدخال مفهوم المدرس المتحرك الذي يقوم على تعيين المدرسين بحسب الجهة وليس بحسب المنطقة أو المؤسسة.
* إقرار المدرس المتعدد التخصصات أو المزدوج.
* العمل بساعتين إضافيتين إجباريتين.
* إضافة مسؤوليات وأعباء جديدة للمدرسين.
إن المتأمل في هذه التدابير ؛ سيرى بوضوح أن المستهدف الحقيقي في البرنامج الاستعجالي هو المدرس وعبره المدرسة العمومية، وحتى الصورة المتدنية للمدرس والمدرسة في الواقع، يحملها البرنامج لرجال ونساء التعليم "صورة المدرسين تعرف بعض التدهور، بسبب تدني أخلاقيات المهنة لدى البعض منهم، وبسبب عدم إعطاء قيمة كافية لمهنتهم" (البرنامج ص 60) والحال أن صورة المدرس في تدهور نتيجة لعدة عوامل منها: وضعه المادي المزري، إضافة إلى الصورة السلبية التي ترسخها حوله الأجهزة المخزنية عبر وسائطها المتعددة للنيل الرمزي من المدرس لأنه كان دائما في طليعة الانتفاضات التي عرفتها البلاد وكذا الحركات الاحتجاجية؛ لذا فهو يشكل هدف الطبقات السائدة وجهازها المخزني.
إضافة إلى كل ما سبق نلاحظ أن البرنامج الاستعجالي يتجاهل مجموعة من النقط المطروحة والأساسية أبرزها:
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ مراجعة النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ الخصاص في الموارد البشرية نتيجة للمغادرة الطوعية والتقاعد وضعف التوظيف.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ تدني مستوى أجور الشغيلة التعليمية ؛ فما يقارب ثلثي المدرسين والمدرسات يتقاضون ما بين 3250د إلى 3797 د بعد قضاء عشر سنوات من الخدمة في السلم التاسع، وما يقارب من ثلثي رجال ونساء التعليم لا يستطيعون الحصول على 5290 د إلا بعد قضاء ما بين 10 إلى 20 سنة من العمل.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ تقليص الساعات المخصصة لتدريس اللغات، في الوقت الذي يتحدث فيه البرنامج عن تشجيع تدريس اللغات والتحكم فيها.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ الفساد الإداري والمالي الذي تعاني منه العديد من الأكاديميات والنيابات.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ تجاهل الاتفاقات المبرمة مع الإطارات النقابية.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ السكوت عن الساعات التطوعية التي أصبحت رسمية بل يتم إضافة ساعتين إجباريتين وقد تتحولان بدورهما إلى ساعات رسمية.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ عدم التطرق من قريب ولا من بعيد للموظفين الأشباح في قطاع التربية والتكوين…
وخلاصة لكل ما سبق فالبرنامج الاستعجالي المؤطر بالميثاق الوطني يهدف في العمق إلى تسليع التعليم وضرب مصداقية المدرسة العمومية وإيصالها إلى حافة الإفلاس ليسهل تفويتها إلى القطاع الخاص وهي نفس الطريقة المتبعة في قطاعات أخرى. لهذا فالمطروح على الإطارات النقابية المناضلة الخروج من حلقيتها والدخول في عمل نضالي تنسيقي يهدف إلى التصدي لهذا المخطط والدفاع عن المدرسة العمومية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


nasim111
:: Guest ::

المشاركات: n/a


نشاط [ nasim111 ]
معدل تقييم المستوى:
افتراضي
قديم 26-08-2012, 01:13 المشاركة 3   

دون شك أن المهتمين بالحقل التربوي يقدرون كثيرا المجهود الذي تبدله الدول والمنظمات الدولية في
الشأن التربوي وعلى رأسهم مجموعة "بييف " BIEF البلجيكية للتربية والتكوين...
وربما أختلفت مع البعض في تقديري الكبير للسيد غزافيي رودجرز على ما قام به من مجهود في بيداغوجيا الإدماج ولكن لدي قناعة على أن من أدرك المفهوم القاعديle concept socle للكفايات سيتمسك لا محالة ببداغوجيا الإدماج وهو ما جعلني أتحفظ في سلوك السيد وزير التربية الوطنية "الوافا" المتمثل في مبادرته الآمرة بإلغائها ومعها في ذلك مذكرة التقويم... والتي لا يمكنها إلا أن تكون قرارا سياسيا أكثر منه علميا أو أكاديميا ولا أعتقد أن في هذه تقديرا لرجل التعليم.
وفي منظور تقدير المدرس وبعيدا عن المتصارعين إيديولوجيا فإني من داخل التنافس الإيديولوجي الشريف والنبيل أضم صوتي للنداء الذي توحدت حوله منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE وكذلك الدولية للتعليم (1) IE والسكرتاريا الأمريكية للتعليم التي تنظم سنويا لقاءات دولية تصب في "اقرأ" ذلك الأمر الذي تخلينا عنه منذ قرون أو ربما منذ موت الرسول محمد (ص) الذي به كان أول نداء للخروج من وضعية الأمية التي لا تليق بالآدمي في ما شرفه الله بأمره للملائكة "السجود له."
للأسف أنها كارثة الكوارث التي نحن بها بعد أربعة عشر قرن ولا زالت تناما فينا بدليل أن الأمية أنواع...وأخطرهم تلك التي استقرت بقلوبنا.
نعم أقول قلوبنا حتى أذكر بان التغيير يأتي أولا في القلب.
ربما نحتاج إلى تحرير وعينا التدايني من ميكانيكية الإيمان والتبعية المحاكية لزمن غير زمننا وأن نحرر عقولنا من علوم متقادمة حتى نعلم على أنه في القلب أكثر من 120 موقعا تتحكم في العقل. بل علينا أن نغير معارفنا العلمية كلها المرتبطة بعلوم التربية حتى ندرك أن التطور التكنلوجي وفر إمكانيات في العلوم العصبية لم تكن قبل القرن الواحد والعشرون بما يستدعينا لتجاوز تصورات ومرجعيات متقادمة لا زلنا نشتغل بها في إعداد المناهج والبرامج و...عدة التكوين بما فيها آخرهم المتعلقة بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بالمملكة المغربية.
طبعا لا يمكن لي إلا أن أقدر المجهودات الكبرى التي بدلت لإنتاج هذه العدة بل وأقف احتراما للمنطق العلمي والرياضياتي الذي اشتغل على هندستها ولكن ثمة ما يأخذ بالتبصر الذي تكرر كم مرة كما لو أنه ملجئ لتبرير خيارات فيها من غموض المفاهيم والمصطلحات ما يقلق.
إنكم تعلمون على أن خطئا صغيرا في هندسة صاروخ أو مركبة قد يؤدي إلى تفجيرهما, وربما يمكن تحمله في بناء التنمية ولكن أن ينفجر جيل أمة فهذا شيء صعب.
أعتقد على أن فريق الخبراء سقط في تحاك مشبوه وذلك بإسقاط معين حيث الموضوع (القطعة) والسند المسقط عليه le fond (الصورة) كانا في وضعية ليست كما اعتبرها الفاعلون وهو ما يعني أن المنطلقات خاطئة بمجهود فكري وعلمي يستحق حسن التقدير
فلا كفايات واضحة ولا معرفة فعل مرتبطة بمعرفة الكينونة المفترضة وفق واقع أزمة التعليم بالمملكة المغربية ولا مجزوئتي التخطيط والتدبير مضبوطتي الوظيفية ولا مجزوءة التقويم وضحت أو عالجت ما جعل السيد الوزير يلغي المذكرة المعنية
فأما الاصطحاب فمن شدة الحرص على تنظيم التكوين قد يجد الطالب المدرس نفسه في تجنيد غير معلن سيعاكس لا محالة ما يفترض أن ينمي فيه الحاجة إلى التكوين الذاتي والمستمر بوعي وحرية اختيار.
إننا هكذا سنجني على أبنائنا في العلوم وفي الرياضيات وفي الفنون وفي العقيدة وفي التحضر... ذلك أن برمجة فقرة صغيرة في التعليم ألما قبل المدرسي ترتبط بصيرورة يفتر ض أن يكتمل فيها النمو المعرفي ورشد الكفايات في بداية الجامعة.
وعلى ذكر هذه فإننا إذن مطالبين بإعادة تفكيرنا حتى في الهيكلة الجامعية وطبعا في ما يؤهل إليها سابقا.
لذلك أضم صوتي لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في شعارها الذي اختارته للسنة 2012 وهو المتمثل في الحث على " تكوين المدرس والمدير" بوعي شامل ومسؤولية التوجهات ذلك أن تربية واكتساب ثقة أبناء المجتمع لا يمكنها أن تكون بدونهما وخاصة في دول نحن ننتمي إليها والتي اتفق الجميع على أن المدرسة هي التي تغير فيها المجتمع.
فأما عن النداء الذي عنيته في بداية هذه الورقة فهو الذي جاء إثر اللقاء الدولي التربوي سنة 2011 و الذي دأبت على تنظيمه الولايات المتحدة الأمريكية ويتمثل في :
" كيفية الإعداد بالشكل الأمثل للمدرسين والتدريب الأفضل لمديري المدارس للإجابة بأكثر فعالية للاحتياجات التي تفرضها بيئات التعلم والتوقعات الجديدة للقرن 21. ؟"
إنه الشيء نفسه الذي أكده الأمين العام للأمم المتحدة (07 غشت 2012) بحيث قال:" يجب أن تكون التربية من أولويت سنة 2012 "
وبالمناسبة لقد تم اختيار كشعار ليوم المدرس لسنة 2012 الذي سينظم ابتداء من 08 أكتوبر إلى 10 من نفس الشهر: " لنعمل لأجل المدرس"
وهو نداء للاعتراف بالدور الحاسم للمدرس في تحويل حياة المتعلمين على جميع المستويات. وفي هذا دعوة إلى التفكير في السياق السوسيو اقتصادي الصعب الذي يشتغل فيه المدرس وإيجاد سبل لتحسين وضعه المهني وظروف العمل . إنه الشيء نفسه بالنسبة لكل موظفي التعليم.
وطبعا ليس هذا من قبيل التعاطف معه وإيفائه حقوقه المادية فحسب ولكن للاستماع إليه في الهم الإصلاحي لأنه إذا كنا نريد اعتماد بارديغم "ممارسة- تنظير – ممارسة فإن الممارسة الأولى التي على الفاعلين أن يعتمدوها بدورهم تستدعيهم الاعتراف للمدرس في القواعد بما يجعله مرجعية قاعدية لكل إصلاح. لكن ربما العلة كلها تكمن في هذه.
ولعل الكارثي هو أننا سنكرس هذه العلة بالعدة الجديدة لتكوين المدرسين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بحيث أنه ولا مجزوئة كأداة ولا شيء يكون بها الطالب المدرس لمأسسة الاستماع إليه على الأقل لحصر النزيف.
وعن هذه فإنه يشرفني أن بلغت المسئول الأول عن مديرية المراكز بالوزارة السيد دالي محمد (وهو إنسان يشرف وطنه بدون مجاملة) بما يساعد أفقيا ولو متأخرا بشكل كبير لربما تدارك هفوة من الهفوات...
وفي هذا السياق إذا هيئة التربية الدولية الأمريكية تلتزم بجعل التعليم للجميع قبل سنة 2015 كاحد أولويات انشغالاتها فإن لجنة خبراء تسهر على تطبيق التوصيات المتعلقة برجل التعليم CEART المنبثقة عن تعاون المكتب الدولي للشغل BIT ومنظمة اليونيسكو والتي يوجد مكتبها بجونيف هي اليوم تعمل على مراقبة تفعيل التوصيات الصادرة عن اللقاء الدولي التربوي لسنة 2011 والوقوف عند خرق حقوق المدرس.
لست أدري هل يليق أن نرفع لهم دعوة في اختراق حقنا كمدرسين في المشاركة في إصلاح ميدان أهل شعابه أكثر دراية من المتربعين على عرشه في أبراج وزارية لازالت فيها من العصور الوسطى شيء من حتى خاصة وأن المركز الوطني للبحث لا يعلم عن حقيقة ما يجري في الواقع بالأكاديميات حيث ظن على أنه بها من سيحمل أمانة المختبرات بأمانة. وعن هذه لا أخفي عنكم ما يصيب من غثيان في ما يجري بأكاديمية جهة كلميم السمارة.
هامش
(1) تعتبر الدولية للتعليم IE أكبر اتحاد للنقابات، حيث تمثل ثلاثة ملايين عامل وعاملة في قطاع التعليم، في حوالي أربعمائة مؤسسة موجودة في مئة وسبعون دولة حول العالم. ان الدولية للتعليم توحد المعلمين والعاملين في مجال التعليم
منقول.



nasim111
:: Guest ::

المشاركات: n/a


نشاط [ nasim111 ]
معدل تقييم المستوى:
افتراضي
قديم 26-08-2012, 01:21 المشاركة 4   


دون شك أن المهتمين بالحقل التربوي يقدرون كثيرا المجهود الذي تبدله الدول والمنظمات الدولية في
الشأن التربوي وعلى رأسهم مجموعة "بييف " BIEF البلجيكية للتربية والتكوين...
وربما أختلفت مع البعض في تقديري الكبير للسيد غزافيي رودجرز على ما قام به من مجهود في بيداغوجيا الإدماج ولكن لدي قناعة على أن من أدرك المفهوم القاعديle concept socle للكفايات سيتمسك لا محالة ببداغوجيا الإدماج وهو ما جعلني أتحفظ في سلوك السيد وزير التربية الوطنية "الوافا" المتمثل في مبادرته الآمرة بإلغائها ومعها في ذلك مذكرة التقويم... والتي لا يمكنها إلا أن تكون قرارا سياسيا أكثر منه علميا أو أكاديميا ولا أعتقد أن في هذه تقديرا لرجل التعليم.
وفي منظور تقدير المدرس وبعيدا عن المتصارعين إيديولوجيا فإني من داخل التنافس الإيديولوجي الشريف والنبيل أضم صوتي للنداء الذي توحدت حوله منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE وكذلك الدولية للتعليم (1) IE والسكرتاريا الأمريكية للتعليم التي تنظم سنويا لقاءات دولية تصب في "اقرأ" ذلك الأمر الذي تخلينا عنه منذ قرون أو ربما منذ موت الرسول محمد (ص) الذي به كان أول نداء للخروج من وضعية الأمية التي لا تليق بالآدمي في ما شرفه الله بأمره للملائكة "السجود له."
للأسف أنها كارثة الكوارث التي نحن بها بعد أربعة عشر قرن ولا زالت تناما فينا بدليل أن الأمية أنواع...وأخطرهم تلك التي استقرت بقلوبنا.
نعم أقول قلوبنا حتى أذكر بان التغيير يأتي أولا في القلب.
ربما نحتاج إلى تحرير وعينا التدايني من ميكانيكية الإيمان والتبعية المحاكية لزمن غير زمننا وأن نحرر عقولنا من علوم متقادمة حتى نعلم على أنه في القلب أكثر من 120 موقعا تتحكم في العقل. بل علينا أن نغير معارفنا العلمية كلها المرتبطة بعلوم التربية حتى ندرك أن التطور التكنلوجي وفر إمكانيات في العلوم العصبية لم تكن قبل القرن الواحد والعشرون بما يستدعينا لتجاوز تصورات ومرجعيات متقادمة لا زلنا نشتغل بها في إعداد المناهج والبرامج و...عدة التكوين بما فيها آخرهم المتعلقة بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بالمملكة المغربية.
طبعا لا يمكن لي إلا أن أقدر المجهودات الكبرى التي بدلت لإنتاج هذه العدة بل وأقف احتراما للمنطق العلمي والرياضياتي الذي اشتغل على هندستها ولكن ثمة ما يأخذ بالتبصر الذي تكرر كم مرة كما لو أنه ملجئ لتبرير خيارات فيها من غموض المفاهيم والمصطلحات ما يقلق.
إنكم تعلمون على أن خطئا صغيرا في هندسة صاروخ أو مركبة قد يؤدي إلى تفجيرهما, وربما يمكن تحمله في بناء التنمية ولكن أن ينفجر جيل أمة فهذا شيء صعب.
أعتقد على أن فريق الخبراء سقط في تحاك مشبوه وذلك بإسقاط معين حيث الموضوع (القطعة) والسند المسقط عليه le fond (الصورة) كانا في وضعية ليست كما اعتبرها الفاعلون وهو ما يعني أن المنطلقات خاطئة بمجهود فكري وعلمي يستحق حسن التقدير
فلا كفايات واضحة ولا معرفة فعل مرتبطة بمعرفة الكينونة المفترضة وفق واقع أزمة التعليم بالمملكة المغربية ولا مجزوئتي التخطيط والتدبير مضبوطتي الوظيفية ولا مجزوءة التقويم وضحت أو عالجت ما جعل السيد الوزير يلغي المذكرة المعنية
فأما الاصطحاب فمن شدة الحرص على تنظيم التكوين قد يجد الطالب المدرس نفسه في تجنيد غير معلن سيعاكس لا محالة ما يفترض أن ينمي فيه الحاجة إلى التكوين الذاتي والمستمر بوعي وحرية اختيار.
إننا هكذا سنجني على أبنائنا في العلوم وفي الرياضيات وفي الفنون وفي العقيدة وفي التحضر... ذلك أن برمجة فقرة صغيرة في التعليم ألما قبل المدرسي ترتبط بصيرورة يفتر ض أن يكتمل فيها النمو المعرفي ورشد الكفايات في بداية الجامعة.
وعلى ذكر هذه فإننا إذن مطالبين بإعادة تفكيرنا حتى في الهيكلة الجامعية وطبعا في ما يؤهل إليها سابقا.
لذلك أضم صوتي لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في شعارها الذي اختارته للسنة 2012 وهو المتمثل في الحث على " تكوين المدرس والمدير" بوعي شامل ومسؤولية التوجهات ذلك أن تربية واكتساب ثقة أبناء المجتمع لا يمكنها أن تكون بدونهما وخاصة في دول نحن ننتمي إليها والتي اتفق الجميع على أن المدرسة هي التي تغير فيها المجتمع.
فأما عن النداء الذي عنيته في بداية هذه الورقة فهو الذي جاء إثر اللقاء الدولي التربوي سنة 2011 و الذي دأبت على تنظيمه الولايات المتحدة الأمريكية ويتمثل في :
" كيفية الإعداد بالشكل الأمثل للمدرسين والتدريب الأفضل لمديري المدارس للإجابة بأكثر فعالية للاحتياجات التي تفرضها بيئات التعلم والتوقعات الجديدة للقرن 21. ؟"
إنه الشيء نفسه الذي أكده الأمين العام للأمم المتحدة (07 غشت 2012) بحيث قال:" يجب أن تكون التربية من أولويت سنة 2012 "
وبالمناسبة لقد تم اختيار كشعار ليوم المدرس لسنة 2012 الذي سينظم ابتداء من 08 أكتوبر إلى 10 من نفس الشهر: " لنعمل لأجل المدرس"
وهو نداء للاعتراف بالدور الحاسم للمدرس في تحويل حياة المتعلمين على جميع المستويات. وفي هذا دعوة إلى التفكير في السياق السوسيو اقتصادي الصعب الذي يشتغل فيه المدرس وإيجاد سبل لتحسين وضعه المهني وظروف العمل . إنه الشيء نفسه بالنسبة لكل موظفي التعليم.
وطبعا ليس هذا من قبيل التعاطف معه وإيفائه حقوقه المادية فحسب ولكن للاستماع إليه في الهم الإصلاحي لأنه إذا كنا نريد اعتماد بارديغم "ممارسة- تنظير – ممارسة فإن الممارسة الأولى التي على الفاعلين أن يعتمدوها بدورهم تستدعيهم الاعتراف للمدرس في القواعد بما يجعله مرجعية قاعدية لكل إصلاح. لكن ربما العلة كلها تكمن في هذه.
ولعل الكارثي هو أننا سنكرس هذه العلة بالعدة الجديدة لتكوين المدرسين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بحيث أنه ولا مجزوئة كأداة ولا شيء يكون بها الطالب المدرس لمأسسة الاستماع إليه على الأقل لحصر النزيف.
وعن هذه فإنه يشرفني أن بلغت المسئول الأول عن مديرية المراكز بالوزارة السيد دالي محمد (وهو إنسان يشرف وطنه بدون مجاملة) بما يساعد أفقيا ولو متأخرا بشكل كبير لربما تدارك هفوة من الهفوات...
وفي هذا السياق إذا هيئة التربية الدولية الأمريكية تلتزم بجعل التعليم للجميع قبل سنة 2015 كاحد أولويات انشغالاتها فإن لجنة خبراء تسهر على تطبيق التوصيات المتعلقة برجل التعليم CEART المنبثقة عن تعاون المكتب الدولي للشغل BIT ومنظمة اليونيسكو والتي يوجد مكتبها بجونيف هي اليوم تعمل على مراقبة تفعيل التوصيات الصادرة عن اللقاء الدولي التربوي لسنة 2011 والوقوف عند خرق حقوق المدرس.
لست أدري هل يليق أن نرفع لهم دعوة في اختراق حقنا كمدرسين في المشاركة في إصلاح ميدان أهل شعابه أكثر دراية من المتربعين على عرشه في أبراج وزارية لازالت فيها من العصور الوسطى شيء من حتى خاصة وأن المركز الوطني للبحث لا يعلم عن حقيقة ما يجري في الواقع بالأكاديميات حيث ظن على أنه بها من سيحمل أمانة المختبرات بأمانة. وعن هذه لا أخفي عنكم ما يصيب من غثيان في ما يجري بأكاديمية جهة كلميم السمارة.
هامش
(1) تعتبر الدولية للتعليم IE أكبر اتحاد للنقابات، حيث تمثل ثلاثة ملايين عامل وعاملة في قطاع التعليم، في حوالي أربعمائة مؤسسة موجودة في مئة وسبعون دولة حول العالم. ان الدولية للتعليم توحد المعلمين والعاملين في مجال التعليم
منقول.

منقول


إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بخيال, تعلم, يداغوجيا, ديداكتيكيا, يفكر, رجعي, عملي, غيروا, ونحن

« المدرسة المغربية....وصية أستاذ متقاعد إلى ولده. | النقابات الأربع جهة طنجة تطوان تقرر مقاطعة الأكاديمية و النيابات الإقليمية »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعلم كيفية الصلاة بالصور خطوة خطوة - علمي طفلك الصلاة ahmida دفاتر التعليم الاولي و التربية غير النظامية 7 27-06-2009 10:17
هل للشطر الثاني من الزيادة اثر رجعي؟ samir72 سؤال وجواب , دفتر الاستفسارات العامة 5 02-05-2009 18:26
رجعي باتي لوالديك فالزنقة imimzirg النكــت والطرائف 11 09-04-2009 23:50
يداغوجيا المجموعات aboud دفتر المواضيع التربوية العامة 6 16-02-2009 22:09
التعويضات الادارية با ثر رجعي z.hafid الأرشيف 23 07-11-2008 23:37


الساعة الآن 19:32


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة