باتت مسألة التعثر القرائي من الإشكاليات التي تؤرق مضجع الأباء والأساتذة ، كما أنها تشكل مادة دسمة في البحوث اللسانية و البيداغوجية الحديثة ، حيث أن مسالة تحويل النسق المكتوب إلي نسق مقروؤ أو تحويل الصامت إلى صائت أصبحت لاتقتصر على فئات ثلاميذ الإبتدائي فحسب، بل تعدت ذلك إلى مستوى الإعدادي ، بل وربما أبعد من ذلك .
في السنوات الأ خيرة اعتمد المغرب في مناهجه الطريقة الكلية النسقية المستوحاة من مدرسة الجيشطالت الأ لمانية التي ترى أن المعرفة هي عملية إدراك للواقع بشكل شمولي أي من الكل إلىالجزء، (من الكلمة إلى الحرف وليس العكس) باعتبار أن النص هو مجموعة من العناصر ذات علاقات بنيوية ،وليست عناصر مجزأة...
طبق المغرب هذه النظرية في النصوص القرائية (السنة الاولى والثانية) أي أن إدراك الكلمة في كليتها وشموليتها هو المد خل الأساسي لمعرفة الحرف ، بعكس الطريقة القديمة المعتمدة في نصوص بوكماخ على سبيل المثال ، غير أن التعثر لازال قائما ، وهو الشئ الذي يثير أكثر من تساؤل عن مدى نجاعة هذه النظرية ، أم الأمر يتعلق بصعوبة تطبيقها داخل فضاء المدرسة المغربية ؟ أرجو أن يفتح باب النقاش في هذا الموضوع لأن الأمر يتعلق بمستقبل الثلاميذ قبل كل شيء .