:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,073
|
نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى:
7530
|
|
رشيد نيني : الأربعاء 21 أبريل 2021
21-04-2021, 21:04
المشاركة 8
الأربعاء 21 أبريل 2021
إذا تبث فعلا أن الأستاذ المطرود سعيد ناشيد استغل شواهد طبية لتبرير غيابه وللسفر لحضور ندوات خارج المغرب فإن قضيته ستأخذ مسارا آخر ليس هو ذاك الذي حاول رسمه في تدوينته.
هناك شيء يجب توضيحه وهو أن الأستاذ سعيد ناشيد ليس فيلسوفا كما يقدمه البعض عن جهل أو تجاهل، نعم الرجل مفكر ومؤلف نشر أربعة أو خمسة كتب حول مواضيع فلسفية، لكن هذا لا يجعل منه فيلسوفا، فلكي تكون فيلسوفا يجب أن تنتج نظرية فلسفية وأن تكون لديك مدرسة فكرية أو توجه خاص في التفكير.
وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع الأفكار التي يدافع عنها الأستاذ ناشيد في مؤلفاته فإنه لا يسعنا سوى أن تدافع عن حقه في التعبير والتفكير والتأليف والنشر، غير أن هذا الدفاع لا يجب أن يكون غير مقيد بشرط، بحيث يجعلنا ندافع عن سلوك غير قانوني يمكن أن يكون ارتكبه هذا الأخير، وهو في نازلة الحال هنا استغلاله المفترض لشواهد طبية لتبرير سفره إلى الخارج لحضور ندوات فكرية. إذ لا نعتقد أن وزير التعليم ورئيس الحكومة وافقا على قرار الفصل دون استناد على مبررات صلبة غير قابلة للدحض.
فالأمر هنا إذا صح يمكن أن يعرض الطبيب الذي منحه هذه الشواهد لمتابعات قانونية، إلا إذا كان المعني بالأمر فعلا يعاني من أمراض تستلزم إعطاء الطبيب للشواهد لكنه مع ذلك يتحمل المرض ويسافر عوض أن يجلس في بيته ويتابع علاجه. وهذا يطرح مشكلا أخلاقيا، بحيث أن إعطاء الدروس للتلاميذ أولى من السفر لإلقاء المحاضرات في الخارج.
لقد كان أجدر بالأستاذ سعيد ناشيد أن يطلب التفرغ لكي يتفرغ للتأليف، فكم من أستاذ حصل على التفرغ لدواعي نقابية لا يكاد يفيد في شيء أسرة التعليم بتفرغه.
هناك تعليقات ذهبت إلى الإشارة للتيار الفكري الذي يدافع عنه الأستاذ ناشيد في كتبه ومحاضراته، والذي يدعو للعلمانية، وربطوا بين ما يكتبه وبين الحرب الفكرية التي يقوم بها البعض بالوكالة لصالح دول خليجية تحاول ضرب تجربة الإسلام السياسي في المغرب ودول المغرب الكبير.
الواقع أن هذا الزعم ليس مستبعدا، خصوصا أنه اتهم حزب العدالة والتنمية بالوقوف وراء طرده، لكن لا يمكن الجزم بأن ما يكتبه الأستاذ ناشيد يدخل ضمن هذا الإطار، والله أعلم.
ما أعلمه هو أن دولا خليجية مولت فعلا برامج تلفزيونية فكرية وثقافية لمغاربة في قنوات، بعضها مصرية معروفة بمعاداتها لتجارب الإسلام السياسي في دول عربية، كما أن أساتذة وكتابا ومثقفين كثر أسسوا مراكز تفكير ومعاهد دراسات ممولة من طرف هذه الدول لمواجهة فروع تنظيم الإخوان المسلمين، وجنوا من وراء ذلك أموالا طائلة.
رشيد نيني
====================
الحمد لله رب العالمين
|