باسم الله الرحمان الرحيم . الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه . سيدي رءيس الحكومة المحترم سعد الدين العثماني . في احدى الجلسات بمجلس المستشارين مؤخرا حول المساءلة الشهرية لسيادتكم اشرتم إلى أن كتلة الأجور ضخمة وأنها ستعرف ارتفاعا ما بين 2017 و 2021 وسيعرف الارتفاع ذروته خلال سنة 2019 ..ولهذا سيدي رءيس الحكومة المحترم اقترح حلا اعتقد انه سيساهم في انخفاض كتلة الأجور بالإضافة إلى الإجراءات والقرارات التي اتخذت في هذا الإتجاه من قبيل التوظيف بالتعاقد وما أنتم مقبلون على تنفيذه من ابطاء الترقيات استجابة لتقرير المجلس الأعلى للحسابات.. وجعلها مرتبطة بشروط وضوابط من كفاءة ومردودية وانجاز والقدرة على التحمل ...الحل سيدي الرئيس المحترم يكمن في فتح باب للمغادرة الطوعية بشروط جديدة وبفائدة تعود على المغادر ..من حيث الشروط اقترح فتح الاستفادة من المغادرة الطوعية : أن يكون الموظف من مواليد 1958 و 59 و 60 و 61 و 62 و 63 ..هذه السنوات تقريبية ولكم واسع النظر في ذلك سيدي الرءيس.. حسب الاحصائيات وحسب حصر العدد المحتمل مغادرته وما يستجيب لتخفيض كتلة الأجور ..وما اشارتي إلى سنوات المواليد تلك إلا لأن اصحابها أغلبهم يعانون من ضغوطات نفسية متكررة واضطرابات قلقية والتي تعتبر من الأمراض المزمنة والتي تستوجب علاجات متوسطة وطويلة الأمد وانتم سيدي الدكتور المحترم بحكم مهنتكم واختصاصكم تعلمون جيدا تلك الحالات ومدى تأثيرها المباشر على صحة ومردودية الموظف وخاصة في مهنة كمهنة التعليم التي تنفرد عن باقي المهن والتي يعاني موظفوها من مثل تلك الحالات وفي أحيان أخرى أكثر من ذلك ..حالات تؤدي إلى الانتحار...اضافة الى حالات صحية أخرى وعاهات .. خاصة وقد عملنا نحن الأساتذة وخاصة سلك الابتدائي في البوادي والقرى وفي مناطق بعيدة والطريق غير معبدة ويستدعي الوصول إلى مقر العمل سيارة الاوندروفير أو شاحنة أو دابة في اقل الأحيان ..لقد عملنا سيدي في ظروف لا تتوفر فيها أدنى بنية تحتية ومعنا زوجاتنا وابناؤنا ورغم كل ذلك كان هناك عطاء ومردودية ومواظبة ودعم وجبر التعثرات .. وظهرت النتائج جلية على التلاميذ من حيث التحصيل المعرفي الحقيقي على إثر بناء التعلمات ..فتكون لديهم مستوى تعليمي استطاعوا به مواصلة دراستهم وتفوقهم مع اقرانهم بالاعدادي والثانوي ..سيدي الءيس ومن جهة أخرى لم نتمكن من الانتقال الى الحاضرة بمسقط راسنا أو اقرب الا بعد عشرين سنة من العمل ومنهم من لم يتمكن الا بعد ثلاثين سنة ..لذا سيدي الرئيس ولهذه الظروف جميعها اصبحنا ننشد الراحة العقلية والنفسية والجسدية من جراء ما عانيناه وننتظر بفارغ الصبر تقاعدنا ..ولفسح المجال أمام الطاقات الشابة لحمل مشعل الرسالة التربوية النبيلة بكل مسؤولية وموضوعية كما حملناها نحن بجدية وتفان خدمة للناشءة ولهذا الوطن العزيز وللدوحة العلوية المنيفة تضحية ومحبة..سيدي الرئيس المحترم اعتقد أن الحل المقترح سيلقى استجابة فورية لدى أغلب موظفي وزارة التربية الوطنية وبالشرط الذي سبق أن قدمت.. وبما ترونه مناسبا وبتنسيق مع وزارة الوظيفة العمومية ..وقد أشار الاستاذ المحترم عبد الإله بنكيران في حكومته السابقة ومن خلال كلمة له مخاطبا السيد المحترم محمد موبديع وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة آنذاك بالدارجة العامية ..عطيهوم شي بركة ..أو...في إشارة إلى فتح المجال إلى المغادرة ..وما دام سيدي الرءيس أن كتلة الأجور سترتفع خلال سنة 2019 فالتفكير في الحل بات أمرا ملحا ويكمن في فتح باب المغادرة الطوعية وبشروط.. وحسب كل قطاع ..فأعتقد أنه لن يبقى غير هذا الحل لان الحلول الأخرى المقدمة بدأت من خلال العمل بالعقيدة وبعدها ابطاء الترقيات عن طريق تقيدها بشروط ولم يتبقى الا مقترحنا ..وحسب تحليلي فالمغادرون الذين يعتبرون رسميون في وظائفهم منذ تعينهم فيها سيتركون وراءهم ترقياتهم المحتملة في الدرجة والرتبة وامتيازات أخرى من قبيل الزيادة في الأجور أو التخفيض الضريبي وكذا التعويضات العائلية ..فكل هذا سيكون مكسبا لمالية الصندوق .. أما الفاءيدة التي ستعود على الموظف : إن لم يكن هناك تعويض وتخصم من راتب الموظف نسبة معينة وبالطريقة الاولى للمغادرة فعلى الأقل ما يمكن أن يحفظ كرامته وذلك بتمتيعه باخر اجرة له مع استرجاع نسبة ضراءبه على الدخل التي كانت تقتطع له . سيدي رءيس الحكومة المحترم . وفقكم الله لصالح الاعمال وللصالح العام . وحفظكم في مهامهم وسدد على المسير خطاكم وجميع الوزراء العاملين في حكومتكم تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله ومتعه بموفور الصحة والعافية وشافاه وعافاه . وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم . وشد أزره بجميع أفراد اسرته الملكية الشريفة وبشعبه الوفي . انه سميع قريب وبالاستجابة جدير . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .