الحاسبات اللوحية في طريقها إلى إزاحة المناهج الورقية

[خادم المنتدى]

الحاسبات اللوحية في طريقها إلى إزاحة المناهج الورقية

يبدو أننا أمام ثورة حقيقة في عالم التعليم الإلكتروني، بعد انتشار الأجهزة اللوحية خلال العامين الماضيين، للإمكانات الضخمة التي تتميز بها، والتي من بينها التحول إلى كتاب الكتروني بكبسة زر واحدة، ما دفع بالمطوّرين العالميين والإقليميين إلى إنتاج مئات الآلاف من التطبيقات التي تتيح لمستخدمي الأجهزة اللوحية القراءة والبحث عن المعلومة، إلى جانب ربط الجانب النظري بالعملي وهو ما يهيئ الفرصة أمام المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، بتحويل المناهج الورقية التي ظلت عبئاً يحمله أبناؤنا الطلبة فوق ظهورهم إلى مناهج إلكترونية . إن استخدام التقنيات الحديثة في مجال التعليم أمر يعود بالفائدة على العملية التعليمية، لاسيما ان المخرجات التعليمية في وقتنا الحالي باتت جودتها تقاس بمدى إلمامها بما حولها من التطورات والتقنيات، التي يمكن اعتبارها المفتاح الأساسي لمرحلة التعليم العالي ودخول سوق العمل .

ولكن في المقابل، يرى مختصون أن هناك عوامل أخرى لابد من التركيز عليها قبل المضي قدما في تطبيق النظام الالكتروني الجديد، أهمها محو الأمية التكنولوجية لدى الكادر التعليمي الذي يعاني عدد لابأس منه ضعفاً شديداً في استخدام التقنيات الحديثة مثل أجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية، حتى يتسنى لهم التصدي لأي استخدام خاطئ أو عطل طارئ في أحد أجهزة الطلاب الذين بات الكثير منهم متفوقاً في استخدام تلك الأجهزة أكثر من تفوقه الدراسي .

خطوة صحيحة

تقول الدكتورة شيخة الطنيجي عضوة هيئة التدريس في كلية التربية بجامعة الإمارات إن التوجه نحو استخدام التقنيات الحديثة في المجال التعليمي، يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصة وأننا نعيش في عصر ثورة المعلومات، وبطبيعة الحال فنحن مطالبون بأن نواكب تقنيات العصر وأدواته حتى لا نتخلف عن الركب .

وتضيف: إن استخدام الأجهزة اللوحية وإدخالها لتحل بديلاً عن الكتاب الورقي أمر جيد، إلا انه بحاجة إلى الكثير من الدراسات المنهجية والعلمية، حتى نضع أيدينا على نقاط الضعف والقوة، وبحث أساليب المعالجة للسلبيات التي يمكن اكتشافها خلال فترة الدراسة التي لابد أن يخضع لها نظام الكتاب الالكتروني، حتى لا يتعرض نظام حديث له ايجابيات لا حصر لها للفشل، بسبب التسرع في تطبيقه .

وقالت إن هناك عوامل أخرى لابد من التركيز عليها قبل المضي قدما في تطبيق النظام الالكتروني الجديد، أهمها محو الأمية التكنولوجية لدى الكادر التعليمي الذي يعاني عدد لابأس منه ضعفاً شديداً في استخدام التقنيات الحديثة مثل أجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية، حتى يتسنى لهم التصدي لأي استخدام خاطئ، أو عطل طارئ في أحد أجهزة الطلاب، الذين بات الكثير منهم متفوقاً في استخدام تلك الأجهزة أكثر من تفوقه الدراسي .

ولخصت الدكتورة الطنيجي وجهة نظرها فذكرت أن إدخال الأجهزة اللوحية في العملية التدريسية يعد أمراً إيجابياً، وستكون له الكثير من الحسنات على النظام التعليمي، خاصة المتصلة منها بالتلاميذ، حيث إنها تساعد على تنمية روح المنافسة بينهم، وتزيد من إقبالهم على الدراسة، لأنها تحولت إلى قالب يحبونه، ولكن البداية يجب أن تكون مسبوقة بدراسات مستفيضة، مع التركيز على عدم استخدام تلك الأجهزة كأداة تعليمية كاملة يعتمد عليها دون الورقة والقلم، وخاصة لدى الطلبة في المراحل الدراسية المبكرة .

مع الكتاب المدرسي

ويرى الدكتور علي الكعبي مساعد عميد كلية التربية لشؤون الطلبة ودعم الخريجين في جامعة الإمارات، أن التحول إلى استخدام أجهزة الحاسوب اللوحية في العملية الدراسية يعد أمراً ضرورياً في حال جرى تقنينه والتعامل معه بشكل مدروس، ولكن في المقابل فإن الطالب بحاجة إلى أن يتلمس الكتاب المدرسي، وعليه أن يستنشق رائحة الورق التي تقوي الصلة بينه وبين كتابه .

ويضيف أن إحداث نقلة في العملية التعليمية يعد من الأمور المخيفة، لاسيما أننا نعاني مشكلة استنساخ التجارب الناجحة في بلدانها، ونتعرض إلى مشكلات حقيقية عند تطبيقها في مدارسنا لاختلاف الثقافات والمجتمعات .

ويرى أن الاعتماد بشكل أساسي على الطريقة التقليدية في التعليم هو الخيار الأفضل، ولكن ذلك لا يعني الانزواء على الذات والابتعاد عن الممارسات الحديثة التي تخدم المسيرة التعليمية لأبنائنا الطلبة، موضحاً أن استخدامنا للعنصر التقني يجب ألا يكون من أجل الاستخدام فقط، بل لابد أن تكون لهذه التقنيات بصمتها على الطالب .

فرصة سانحة

ويقول محمد سالم الظاهري مدير العمليات المدرسية في مجلس أبوظبي للتعليم: إن استخدام التقنيات الحديثة في مجال التعليم أمر يعود بالفائدة على العملية التعليمية، لاسيما أن المخرجات التعليمية في وقتنا الحالي باتت جودتها تقاس بمدى إلمامها بما حولها من التطورات والتقنيات التي يمكن اعتبارها المفتاح الأساسي لمرحلة التعليم العالي ودخول سوق العمل .

ويضيف: بحكم عملنا في الحقل التربوي والتعليمي واقترابنا من الميدان، نرى أن الفرصة سانحة للاستفادة من ثورة التكنولوجيا التي يعيشها العالم، حيث يمكن أن نقدم المعلومة التي يحتاجها الطالب بشكل مبسط ومشجع في الوقت نفسه على تنمية مهارات طلبتنا في البحث والتقصي عما يحتاجه من معلومات، وبطبيعة الحال فإن هذا ما نسعى للوصول إليه من خلال استراتيجيتنا الخاصة بتطوير العملية التعليمية، بحيث تتماشى ورؤية القيادة الرشيدة .

وقال: المهم قبل التوسع في استخدام تقنيات التعلم في مدارسنا تهيئة البنية التحتية المناسبة لها، والتي تحول دون وجود السلبيات التي بدورها قد تقف عائقاً أمام النجاح المتوقع لعملية التطوير، حيث لا بد من تصميم دورات وورش عمل للمعلمين والإداريين والطلبة، وحتى أولياء الأمور الذين لابد من أن يكون لهم دورهم في إنجاح برامج التطوير .

كما يجب الاتفاق مع مطوري التطبيقات الالكترونية لإنتاج برامج تتفق وحاجاتنا العلمية وفي الوقت نفسه لا يكون بينها أي تعارض مع هويتنا وعادات مجتمعنا التي لها خصوصيتها .

ويشير إلى أن البداية لابد أن تكون من خلال استخدام تقنيات التعلم كوسيلة مساعدة للكتاب المدرسي، ثم نبدأ بالترقي تدريجياً، حتى نصل إلى مرحلة الاعتماد عليها بشكل كامل ومنظم .

قلق مبرر

من جانبه، أعرب مدير إحدى المدارس الثانوية في العين عن قلقه من التحول إلى الكتاب الالكتروني، وإدخال أجهزة الحاسب الآلي اللوحي إلى الفصول الدراسية، وقال: إن لهذه الأجهزة الكثير من المميزات التي يمكن أن يستفيد منها الطالب ومعلمه، حيث إن الأول يمكنه متابعة دروسه عبر الجهاز اللوحي الذي بات في متناول أيدي الجميع، أما الطرف الثاني المتمثل في المعلم فهو لن يرهق نفسه في شرح معلومة أكثر من مرة، وبالتالي فإننا نكون وفرنا الكثير من الوقت والجهد خلال زمن الحصة الدراسية، ويمكن استغلال الوقت المتبقي في عمليات التعمق والتقوية بحسب كل صف دراسي .

ويضيف أن أكثر ما يقلق في استخدام تلك الأجهزة، هو أن يكون هناك استخدام خاطئ من قبل الطلبة، لاسيما وأنها مفتوحة، وفيها إمكانات عالية في وضوح الصورة والصوت، ويصعب التحكم فيها والرقابة عليها، وبالتالي فإن احتمال وجود الاستخدام السلبي يبقى موجوداً ومقلقاً في الوقت نفسه .

وغالبية مؤسسات التعليم العالي في الدولة قد نجحت في استخدام مثل هذه التقنيات ووضعها بين أيدي الطلبة، ولكن ذلك النجاح ارتبط بالعديد من العوامل التي أبرزها نمو عقلية الطالب عند انضمامه لتلك المؤسسات الأكاديمية، إلى جانب اعتماد الجامعات والكليات على بنية تحتية قوية من الأنظمة الالكترونية التي تغذي الأجهزة المحمولة في أيدي الطلبة بحاجتهم من المعلومة، وتقّيد الاستخدام الخاطئ لها، وهي النقطة التي نتحدث عنها، حتى لا نضع سلاحاً ذا حدين في أيدي أبنائنا، يمكن أن يلحق بهم الضرر أكثر من تحقيقه للفائدة المرتقبة .

الصف الإلكتروني

أطلق مجلس أبوظبي للتعليم العام الحالي مشروع الصف الإلكتروني، وهو عبارة عن مبادرة جديدة بدأ تطبيقها على طلبة الصفين الثالث والرابع في 6 مدارس حكومية بإمارة أبوظبي، في إطار جهود المجلس الرامية إلى تطبيق النموذج المدرسي الجديد الذي يقوم على الاستفادة الكاملة من التقنيات الحديثة في التعلم بما يواكب القرن الحادي والعشرين .

وأوضح الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام المجلس أن هذا المشروع يهدف إلى دعم الاستخدام الفعال لأدوات ووسائل التعلم الرقمي في مدارسنا وتقديم المناهج الإلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية للطلبة من خلال أجهزة الحاسوب وغيرها من الوسائل التقنية الحديثة، حيث يتم تزويد الطلبة بأجهزة إلكترونية تفاعلية يمكنهم استخدامها سواء داخل الصفوف الدراسية أو في المنزل، كما يهدف إلى تطوير مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في العملية التعليمية والتحصيل العلمي، كما بدأ المجلس ربط كل مدرسة من المدارس الست بشبكة فيديو كونفرانس ولوحات إلكترونية تفاعلية تعمل باللمس لتشجيع المعلمين والطلبة على تبادل المعرفة والمعلومات على المستويين المحلي والعالمي في جو من التعاون الفعّال والعمل الجماعي .

وأضاف أنه برنامج تجريبي مدته عام واحد، وسوف يتم تطبيقه بعد ذلك تدريجياً على بقية المدارس في حال تحقيقه النجاح المنشود، ولهذا الغرض بدأ المجلس خطوات إنشاء مركز لمصادر التعلم الرقمية بكل مدرسة .

ومن خلال متابعتنا المستمرة لمبادرة الصف الإلكتروني التي أطلقها المجلس، فإنني أؤكد على أن تلك التجربة الرائدة تعمل بشكل جيد في المدارس الست التي وقع عليها الاختيار مما يبشر بالخير بالنسبة للطلبة والمعلمين على حد سواء .

ونحن هنا في المجلس نراقب عن كثب كيف يقوم الصف الالكتروني بإجراء تغيير ايجابي في العملية التعليمية داخل الصف، ونقوم بقياس النتائج أولاً بأول، ولهذا السبب وجدنا أنه من المهم التواصل المستمر مع أولياء الأمور، وإبقائهم على علم بمستجدات الأمور في ما يتعلق بفوائد هذه التجربة وأثرها الحيوي في الأداء الأكاديمي للطالب .

وأكد حرص المجلس الدائم على مواصلة الاستعانة بكل التوجهات الحديثة في مجال التعليم للارتقاء بمستوى مدارسنا، وإيجاد بيئة عمل تنافسية للارتقاء بمهارات كوادر العمل وتأهيلها، وضمان قدرتها على مواجهة تحديات سوق العمل بما يعزز صورة المستقبل في الإمارة، لافتاً إلى أن مبادرة الصف الإلكتروني هي مجرد بداية لسلسلة من المبادرات الفعالة التي يتبناها المجلس، بهدف تطبيق مفهوم جديد ومبتكر في إطار النموذج المدرسي الجديد .

وسوف يشارك في المرحلة التجريبية للمبادرة مديرو المدارس ورؤساء هيئات التدريس، ومديرو مجموعات المدارس والهيئات التدريسية والإدارية والباحثون والطلبة وأولياء الأمور، عن طريق دعم جهود التخطيط وإبداء آرائهم وملاحظاتهم بشأن تلك المبادرة الرائدة، معرباً عن ثقته بأن هذه المرحلة التجريبية سوف تسهم في تعزيز المبادرة عند تعميمها في المستقبل .

وأضاف أن الهدف الرئيسي من وراء تطبيق الوسائل المبتكرة لمصادر التعلم الرقمية في المدارس هو جعل الطالب محوراً للعملية التعليمية وتطوير مهارات العمل الجماعي والتفكير الإبداعي لدى الطلبة والمعلمين، بما يتماشى مع متطلبات وتحديات القرن الحادي والعشرين .

ومن المتوقع أن تسهم مبادرة التعلم الإلكتروني في تعزيز الجوانب الرئيسية للعملية التعليمية في المدارس الحكومية بالإمارة، ومن بينها المحتوى العلمي (معايير المناهج والأهداف التعليمية والأساليب التربوية ووسائل وأساليب التدريس والتقييم وغيرها)، وأدوات التعلم الرقمية (الأجهزة والبرامج الإلكترونية وتنظيم الصفوف الدراسية)، وتأهيل المعلمين (التدريب والتطوير المهني ودمج مصادر التعلم الرقمي في المناهج وتطبيق أساليب التدريس المناسبة وتوفير الدعم المستمر)، وضمان استدامة الوسائل المبتكرة القائمة على التعلم الإلكتروني عن طريق التوجيه والتقييم وقياس الأداء بما يضمن تحقيق نقلة نوعية في تعليم الطالب .

الكمبيوتر اللوحي

أكد الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية ضرورة استبدال الكتب المدرسية، بالكمبيوتر اللوحي، باعتباره مطلباً مهماً لتطوير العملية التعليمية، والوصول بها إلى مرحلة التعليم التكنولوجي .

وأضاف أوصي الخبراء خلال مؤتمر التعليم التكنولوجي الذي نظمه المعهد مؤخراً بمشاركة 15 دولة بضرورة استبدال الكتب المدرسية بالكمبيوتر اللوحي، حيث أكدت الدراسات العلمية والعملية التي استعرضها الخبراء خلال المؤتمر، على أن تلك الأجهزة يمكن أن تحتوى على كافة الكتب الدراسية بشكل الكتروني، كما أنها تحافظ عليها من أي تلف وتسهل الوصول إلى أي جزء من الكتاب بلمسة واحدة على الجهاز، إضافة إلى إمكانية الدخول على الانترنت وزيادة وتوضيح المادة العلمية بالكثير من الأدوات والمواد والرسوم التي تخدم المنهاج وتطور من محتواها، كما أنها تتوافق مع ميول ورغبات شباب اليوم وتخلصهم من مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية، إلى جانب أنها أصبحت من الأدوات اللازمة لدخول مرحلة التعليم التكنولوجي المتطور دائماً .

وقال: كما أكد خبراء المؤتمر التكنولوجي على ضرورة إشراك الطلبة في العملية التعليمية، وتبني مطالبهم والعمل على الأخذ بها إذا كانت مفيدة لتطوير العملية التعليمية، وذلك من خلال لجان العمل المشترك والحلقات النقاشية المباشرة أو الالكترونية عبر الانترنت بين كافة أطراف العملية التعليمية في المدرسة، حيث إن الجميع شركاء في صناعة وتحقيق وتطوير العملية التعليمية بالدولة، ولكي ننفذ هذه التوصية بالشكل المناسب فإن الأمر يتطلب تنفيذ التوصية الأولى الخاصة باستبدال الكتب المدرسية إلى إلكترونية، يمكننا من خلالها تحقيق منهاج التعليم التفاعلي التكنولوجي الذي يطبقه معهد التكنولوجيا التطبيقية مع طلبته تحت شعار فصول بلا حدود، حيث يتوفر الشرح الإلكتروني على الانترنت لجميع المواد الدراسية، كما يمكن للطلبة تقديم كافة استفساراتهم إلى معلميهم من خلال هذا البرنامج عن طريق التحدث المباشر عبر الكاميرات الرقمية وكافة الأجهزة الالكترونية، ما يعني توفير المادة العلمية للطلبة طوال الأربع والعشرين ساعة بالطريقة التي يحبونها وفي أي مكان وزمان .

واختتم مؤكداً أهمية العمل الدائم على تطوير الوسائل التعليمية بشكل مستمر، والتأكيد على ضرورة أن تتوافق هذه الوسائل مع تقنيات العصر التي تجعل التعليم أكثر متعة وإثارة وجاذبية للطلبة، مما يسعد الشباب عند التعامل معها، وهو الأمر الذي يضمن إقبال الطلبة على العلم والتعلم .

خصائص مميزة في التطبيق

في مبادرة تعكس حرص الوزارة على الاستعانة بالتقنيات الحديثة في الممارسات التعليمية أطلقت وزارة التربية والتعليم تطبيقاً خاصاً بأجهزة الحاسوب اللوحي يحتوي على جميع الكتب الدراسية الخاصة بالوزارة، حيث يمكن للطالب تحميل كتابه المدرسي وطباعته وتدوين ملاحظاته، إلى جانب العديد من الخواص الأخرى التي تجعل من عملية القراءة والمتابعة أمراً مشوقاً للطالب الذي بات بإمكانه إنشاء مذكراته وملزماته بنفسه من دون الحاجة إلى شرائها ودفع مبالغ طائلة للمدرسين الخصوصيين، لاسيما ان التطبيق متاح للجميع ومن دون أي مقابل . كما يعتبر التطبيق الإلكتروني أحد الخدمات الإلكترونية لمجلس أبوظبي للتعليم، وهو يهدف إلى الربط بين كل من المجلس والمدارس والمجتمع المحلي بإمارة أبوظبي، ويمكن من خلال هذا التطبيق إجراء بحث عن المدارس والاطلاع على أحدث المطبوعات والأخبار ومقاطع الفيديو التي ينشرها المجلس .

ويتضمن التطبيق الذي تم تدشينه مؤخراً العديد من الخصائص، حيث يتيح للمستخدمين البحث عن المدارس، وتحديد مواقعها الجغرافية وأرقام هواتفها، والصفوف التي تشملها باستخدام وسائل بحث متعددة، كما يتيح أيضاً إمكانية الإطلاع على آخر المستجدات والإعلانات والأخبار الصحفية، ومقاطع الفيديو الخاصة بالمجلس، وتحميل أحدث المطبوعات التي يصدرها المجلس كالبيانات والنشرات الإخبارية .

أبرز الإيجابيات

الجانب الطبي تحدث عن أبرز الآثار الصحية التي يمكن أن تنعكس على الطالب في حال استبدال الكتاب الورقي بنظيره الالكتروني، حيث ذكرت الدكتورة مريم الرميلي استشارية طب الأطفال أن أبرز النتائج الإيجابية التي يمكن أن تلاحظ منذ اليوم الأول للعمل بنظام الكتروني، هو التخلص من الحقيبة المدرسية التي تتسبب في الكثير من المشكلات الصحية للطلبة وخاصة الصغار منهم حيث ثبت علمياً تأثيرها الكبير في العمود الفقري للطالب الذي لا يزال في مرحلة النمو، كما أنها وراء آلام الرقبة والظهر والكتفين التي يصاب بها الصغار، وأضافت أن الحقيبة المدرسية لا تزال تشكل عبئاً ثقيلاً تحمله أكتاف الطلبة، وفي الكثير من الأحيان يوازي وزن حقيبة المدرسة وزن الطالب أو يقترب منه، وهو ما يؤثر في نموه وفي عموده الفقري، الذي قد يصاب بالتحدب مع امتداد فترات الدراسة .

وتتابع، رغم كل الجهود التي تبذلها الجهات التعليمية في الدولة من أجل تطوير النظام التعليمي، إلا أن كافة تلك الجهود لم تتمكن من تخليص الطلب من حمل تلك الحقيبة التي ربما ينجح الكتاب الالكتروني تقليص حجمها ووزنها .

900 إلى 3500 درهم سعر الجهاز

انتشرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أجهزة الحاسب الآلي اللوحية التي تعد أحدث تقنيات الحاسبات الآلية المحمولة وهي عبارة عن جهاز خفيف الوزن يتم التحكم فيه من خلال شاشة قابلة للمس، وهي أيضاً نافذة الدخول إلى التطبيقات المختلفة التي تلبي احتياجات المستخدمين، كما يمكن من خلال شاشات تلك الأجهزة الطباعة وإعطاء الأوامر وغيرها من التعليمات .

مؤخراً دخلت أجهزة الحاسوب المحمولة جيلها الثاني المزود بمواصفات قياسية تتيح لمستخدمها الدخول إلى شبكة الانترنت بسرعات عالية، ما يمكنها من تحميل كتاب يزيد عدد صفحاته على الألف خلال ثوان معدودة، إلى جانب تقنيات الاتصال الصوتي والمرئي، لاسيما وأنها مزودة بكاميرات أمامية وخلفية موصولة بمعالج قوي يتيح للمتصل الحصول على صور عالية الجودة .

ونشطت مع الانتشار الواسع لتلك الأجهزة التي يتراوح سعرها مابين 900 و3500 درهم، شركات البرمجة التي قامت بإنتاج أكثر من 400 ألف تطبيق خلال الأعوام الثلاثة الماضية .