ذكريات الماضي الجميل - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر التواصل والتآلف هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالصداقات الأخوية بيت الأعضاء ونشر التهاني والتعازي والترحيب بالأعضاء الجدد

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية naima zahiri
naima zahiri
:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 22 - 6 - 2012
المشاركات: 3,514
معدل تقييم المستوى: 505
naima zahiri يحمل عنوان التميزnaima zahiri يحمل عنوان التميزnaima zahiri يحمل عنوان التميزnaima zahiri يحمل عنوان التميزnaima zahiri يحمل عنوان التميزnaima zahiri يحمل عنوان التميزnaima zahiri يحمل عنوان التميزnaima zahiri يحمل عنوان التميز
naima zahiri غير متواجد حالياً
نشاط [ naima zahiri ]
قوة السمعة:505
قديم 17-04-2013, 11:02 المشاركة 1   
افتراضي ذكريات الماضي الجميل

حنين إلى الماضي في أحضان مدرسة المداد

بقلم الاستاذ محمد امزيل

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ


بسم الله الرحمن الرحيم . في الكثير من الأحيان يحتفظ المرء بأشياء تبدو بسيطة و لكنها في الحقيقة لا تقدر بثمن. فإذا كانت المؤسسات عمومية كانت أو خصوصية ملزمة بحفظ وثائقها في الأرشيف قد يعود تاريخها إلى عشرات السنين فهذا من الأمور البديهية التي لا محيد عنها ،ولكن الأمر قد يختلف عندما يتعلق الأمر بأشخاص،يحتفظون بوثائق خاصة وشمت حياتهم، وحز في نفسهم التفريط فيها رغم نوائب الدهر وتقلباته. فتركوا لنا إرثا قيما عجزت المجلدات الصفراء والخضراء على نقله لنا بكل صدق و أمانة.
أسوق في هذا الصدد نموذجا حيا يبدد ما قد يتبادر في أذهاننا من شكوك. ففي جلسة عائلية ،سنحت لي الفرصة أن أكتشف توفر (الخال) على شاهد قل نظيره في زماننا هذا و يتعلق الأمر بدفتر شخصي يعود تاريخه إلى العقد الأول من الإستقلال ،وبالضبط إلى سنة 1965.
دفتر كل جزء فيه يختزل حكاية وألف حكاية. غلاف بلون أخضر داكن لا يشبه اللون الأخضر الحالي.وأوراق بجودة متميزة متفردة، تنحني الجودة الحالية أمامها حياء.شاهد أبى إلا أن يكون أول تواريخه( الأربعاء 13 أكتوبر 1965)و آخرها( 19 ماي 1966). واستهله صاحبه بدرس التاريخ (سكان المغرب الأصليون هم البربر أبناء أمازيغ …) واختتمه بقصيدة شعرية أول أبياتها :
فمن يجهل التعليم مــات بغمه ويا ضيعة الأعمال تمشي على حسر.
وبين التاريخين تتعاقب مواد دراسية لم تعد تنطقها الألسن كما عهدت (دين ــ تربيةـــ نحو ).
دفتر يؤرخ لفترة بارزة من حياة صاحبه عندما كان طفلا يقطن (بإكودي) وهو مدشر من مداشر أيت بودلال بورزازات، التي تغمرها الآن مياه بحيرة سد المنصور الذهبي . و تلميذا في المتوسط الثاني تحت رقم تسجيل ( 620 ) بالمدرسة الوحيدة بالمنطقة كلها، والتي اختير لها قرية( الزاويت) التي يتوافد عليها أطفال القرى المجاورة(إزلاكن- إكودي -أيت وسعدن – تراشت)، لأنها تتوسط هذه القرى،ولكونها كذلك حاضرة أيت بودلال ومركز مشيختهم منذ القدم . ويؤرخ لمدرسة تاوريرت المدرسة الأم أيام كانت مدرسة(الزاويت) إحدى وحداتها المدرسية إلى جانب كل من مدارس( تابونت ــ تلمسلا ــ تد مريشت ــ غاليل ــ أيت كضيف ــ فينت) وبذلك تكون حدودها متاخمة لمدارس سكورة شرقا،حين كانت المدارس بإقليم ورزازات تعد على رؤوس الأصابع.
ويؤرخ كذلك لفترة هامة من تاريخ المغرب حين كان بعض الآباء وأولياء الأمور يوبخون ويعنفون أيما تعنيف ،كلما تجرأ أحدهم واختار لابنه أو قريبه مكانا آخر غيرالمدرسة مهما كانت التبريرات و الحجج .والبعض الآخرلا يتوانى في معاقبة أبنائهم أشد العقاب حين يرفظون الإلتحاق بأقرانهم في المدارس .
تصفحت الدفتر و استقرت عيناي على المداد الذي خط به ، فتناسلت في مخيلتي وقائع وأحداث لا تنسى من مسيرة ذي اللون البنفسجي بمدرسة بلدتي( إدلسان) على غرار المدارس المغربية الأخرى آنذاك.
أولى فصول هذه المسيرة حين كان التلاميذ يتهامسون (ها المداد جا ، ها المداد جا) كلما رأوا الحارس (أحمد) ومن بعده الحارس (عمر) قادما يحمل قنينة زجاجية خضراء، بأنبوب طويل على فوهتها، معلنا بداية عملية ملء المحبرات بالمداد وهو مستعجل،من هذا القسم إلى ذاك، قبل أن تبدأ أفواج التلاميذ تتوافد عليه تباعا مرسلين من قبل معلميهم عندما يفتقدون المادة الأولية للتدوين.
ثاني الفصول حين كان المشاغب منا يصطاد ذبابة ، ويضعها خلسة في المحبرة ، فتخرج المسكينة متثاقلة من شدة ما ألم بها، و تبدأ في رسم خرائط عجيبة على دفتر زميله، لا ينقصها سوى العناصر والرموز الأساسية، لتجد لها مكانا في أمهات كتب الجغرافيا .فيتسبب له في عقاب ترتعد له الفرائص حين يكتشف أمره في اللحظة ذاتها ،و إن كان محظوظا تأخر الأمر إلى اليوم الموالي حين تعود الدفاتر من رحلتها الشبه يومية من و إلى منزل المعلم .
وثالث الفصول حين كان معلم اللغة الفرنسية(أ- أ) يعلمنا كيف نمسك الريشة، كي نجيد بها الكتابة ، بعبارته الشهيرة التي مازال صداها يرن في أذناي :
Je monte je n’ appuie pas je descends j’appuie bien.
و كنا نتباهى بإتقانها لأنها سبيل من بعض سبل نيل رضى المعلم الذي يبدو صارما ولكن
صرامته لها طعم خاص لا يستسيغه إلا من ذاق طعم نتائجها.
رابعها حين كان الواحد منا يهرع إلى دكان القرية، كي يشتري الريشة ، فيبادره صاحب الدكان بالسؤال بلكنة دارجة حادة ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ ديال العربية أولا الفرنسية؟ ) فيبدأ حجم اللغة الفرنسية يتضخم في مخيلة التلميذ ، فيسائل نفسه مستغربا : يا إلهي ،حتى الريشة المسكينة ترفض اللغتان أن تتقاسماها ، كما ترفضان أن تتعايشا في ذهني؟
آخر الفصول حين وقع خلاف بين أحد المعلمين ومدير المدرسة(س- ب)،حين اكتشف هذا الأخير أن التلاميذ استبدلوا الريشة بالوافد الجديد (القلم الجاف)،فثارت ثائرته ،وأصر على أن تبقى الريشة في برجها العاجي ،بينما لم يكثرت المعلم لهذا الطرح ،وأرادها بداية ربيع القلم الجاف ،وفعلا حصل. ولو سئلنا نحن عن رأينا لوقفنا في صف المعلم ،لما للقلم الجاف آنذاك من بريق أخاذ لا يضاهيه عندنا سوى بريق المعدن النفيس في عيون النساء.
…رغم أن زمن المداد والمحبرة والريشة والمنشفة كان زمن الحاجة وضيق ذات الحال لدى السواد الأعظم من الأسر، فإن أعمدة التربية قامت بدورها على الوجه الأكمل.فكان من يدرسون في مستوى نبل الرسالة التي كلفوا بها، فربوا وعلموا أجيالا أحسن ما تكون التربية والتعليم. ومن يدرسون طلاب علم بما تحمله العبارة من معان سامية، استوعبوا الدرس فتحقق المراد وأدرك المبتغى، فكانت النتيجة مرضية لهم ولآبائهم ومدرسيهم ومجتمعهم.
…ورغم أن القلم الجاف صال وجال وكسب المعركة منذ ذلك العهد، فإن من ذاقت ألسنتهم طعم المداد لازالوا يكنون له حبا كبيرا،ويتمنون أن يعود ولو لساعة ــ كما يتمنى من تعود إطلاق الرصاص لو تعود أيام السيبة، فيشفي غليله ـــ لعلهم يعيدون الأمور إلى نصابها، فتعود لمنظومتنا التعليمية هبتها ومجدها التليدين .
والآن هاهما اللغتان العربية والفرنسية تتقاسمان أدوات التدوين والكتابة، اليدوية منها والرقمية، ولم يعد هناك ريشة نحيفة للغة الفرنسية، ولا ريشة ذات الوجنتين للغة العربية، ورغم ذلك لم تستطيعا التعايش بنفس الأهمية والمقدار في أذهان طلاب الألفية الثالثة الذي ندرسه الآن. جيل أعراف الديكة و أنصاف السراويل كما سماه أحد الظرفاء .
عمر الدفتر الشخصي للخال إذن ،وتمنيت لو أن القائمين على شؤون التعليم ببلادنا فكروا في وسيلة يحيون بها ذاكرة التحف الناذرة المتناثرة هنا وهناك، بين أيد أمينة وثقت لذاتها أولا ولتاريخ تعليمنا ثانيا دون أن تعلم، من غير طمع ولا جشع ،همهم الوحيد أن يصدق أبناؤهم ومن بعدهم أحفادهم ،أنهم ولجوا المدرسة ذات يوم وخرجوا منها ونال كل واحد منهم ما اقتسمه الله له من علم ورزق.
وكأنني اليوم أسمع القلم الجاف المنتشي بفوزه آنفا ينكسر أخيرا،و يطلب بعضا من حكمة الريشة فيسائلها :مابال جيلك أكثر جدا واجتهادا بل وتأدبا من جيلي؟فلم يسجل التاريخ في زمانك أن تلميذا جش رأس مدرس ، أو كسر سن مدير، أو طعن بطن زميل، كما يفعلون في زماننا،حتى صرت أخشى سماع نشرات الأخبار . فتجيبه الريشة مترنحة: كنا عليهم نحن الأربعة، ( أنا و إخواني المداد والمحبرة والمنشفة ) كالموسى( حامل شفرة الحلاقة) ،من أساء استعماله أسال دمه . فأرغمناهم على احترامنا واحترام من علمنا، أما أنت ومن معك فكل يوم تلوحون عليهم بشكل ولون، حتى أصبحت كرزهم لا تتسع لكم ،وظهورهم لا تتحمل محافظهم ،فملوا منكم وسئموا مماتخطون ، فلم يبق لهم إلاالتطاول على أقرب الناس إليهم وهذا حال اللئام.
إختفى المداد من واقعنا ولكنه مازال حيا في ذاكرتنا ، كما اختفت تلك القرى من المجال الجغرافي لإقليم ورزازات وغمرتها مياه بحيرة السد،ولكنها مازالت حاضرة في أذهان نازحيها ،كلما تسلم أحد ممن كان يقطنها رسم ولادته، تسابقت عيناه أيهما تكون الأولى تطفئ ظمأه بمجرد قراءة اسمه، الذي لن يكون سوى اسم حقل أو اسم حرفة أو اسم غلة جادت بها أراضيهم.ويزداد ارتواء عندما ينتهي به المطاف برؤية اسم قريته . وكأنه يخاف ان يأتي يوم يفتقدها حتى في الوثائق الرسمية .
فيا أيها الآباء والأساتذة اسألوا أبناءكم وطلابكم عن الريشة والمداد والمحبرة والمنشفة ، فإن لم تجدوا للسؤال جوابا فالتمسوا لهم عذرا ، وأخبروهم أنها اللوازم المدرسية الموحدة التي كان يتقاسمها أبناء الوجهاء و أبناء العامة في وقت من الأوقات. ولكن إياكم أن تلتمسوا لهم عذرا على ماهم عليه الآن من البذخ والترف في شتى مناحي الحياة ،و ما يلقون من عناية مبالغ فيها، حتى أصبحنا نرى أبواب مدارسنا العمومية منها والخصوصية، كسوق عكاظ بحلقات النساء والرجال، يصطحبون أبناءهم جيئة وذهابا، حتى ليخيل إلى المرء أننا تفوقنا على الصين في خطتها لتحديد النسل ،فقل الأطفال وأصبحت مدارسنا مفتوحة في وجه الصغار و الكبار رأفة بها حتى لا تبقى مغلقة.ولكن شتان بين هذا وذاك.
لم يبق لنا إلا أن نقول:كلما اقتربنا من أبنائنا ابتعدوا عنا، لسنا ندري هل العيب فيهم أم فينا؟ ولم يبق لمدارسنا سوى أن تحارب في تلامذتنا الأمية المعرفية والقيمية على حد سواء. رحم الله أولئك الآباء و الأمهات ،كانوا يرسلون أبناءهم إلى المدارس كأنهم أرسلوا أبطالا إلى ساحة الوغى . فهل يا ترى نحب أبناءنا أكثر مما يحبنا آباؤنا؟
يا أجداد، يا آباء علموا أبناءكم حب الأرشفة ، فالأمة التي لا تملك أرشيفها هي أمة مفلسة ،فرب وثيقة صفراء بالية نحتقرها،و ننظر إليها بدونية،و نعدها من المتلاشيات تصبح ذات يوم كنزا لا يقدر بثمن. علموهم التدوين والكتابة فهما اللذان يضمنان للحقيقة البقاء والاستمرار، أما النسيان فإن لم يفنيها غيرها. شجعوهم على البحث فتاريخنا لم يدون بعد، ولا نعرف منه إلا النزر القليل.

بقلم الاستاد محمد امزيل









آخر مواضيعي

0 سؤال
0 عطب في منظومة مسار
0 إعـﻻن بمناسبة عيد اﻷضحى
0 سؤال حول الترقية باﻹختيار
0 5 أشياء تساعدكم على تربية أولاداً أقوياء عقلياً وفكرياً
0 مباريات الدخول للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين يومي 11و12 يوليوز 2015
0 الحليب البقري يقضي على الحديد عند أطفالنا
0 بيداغوجيا الخطإ
0 خمسة مقترحات كي يستعيد المدرس مكانته.
0 المراسلة بشأن الترشيح للتدريس بالمؤسسات االفرنسية بالمغرب- يونيو 2015


التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى ; 17-04-2013 الساعة 22:14
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« افكار للنقاش | توقيع عريضة لا لتوسيع مهمة المينورسو بالصحراء المغربية »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذكريات الزمن الجميل سنوات 70 و80 أبو بشرى دفاتر الترفيه والتسلية 2 04-11-2012 12:21
المغرب ذكريات الطفولة ابو ندى دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 0 20-09-2011 19:28
ذكريات مدرس أبو العز01 دفتر المواضيع التربوية العامة 10 25-04-2009 19:19
من الدليل البيداغوجي إلى الدليل البيداغوشٌي missour الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 10 03-03-2009 19:49
من ذكريات معلم في الأرياف عمر الشرقاوي دفاتر الإبداعات الأدبية 36 26-01-2009 09:19


الساعة الآن 12:47


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة